أغلفت معظم العيادات الطبية أبوابها في وجه المرضى بعد أن فضل عدد كبير من الأطباء الأخصائيين وحتى العامين الخروج في عطلتهم السنوية دفعة واحدة مع بداية شهر أوت الجاري وتأجيل جل المواعيد الطبية إلى شهر سبتمبر المقبل، ما شكل حجر عثر أمام المرضى خاصة المصابين بالأمراض المزمنة والذين تضاعفت معاناتهم في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت المعدل الفصلي، وأمام حق الطبيب في العطلة كغيره من العاملين وغياب تعليمة تضبط مداومة الأطباء فيما يتعلق بالعطل السنوية يضيع المريض بين أروقة المستشفيات الخالية وأبواب العيادات الخاصة الموصدة لتتضاعف معاناته وتسوء حالته. يشتكى العديد من المرضى منذ بداية شهر أوت الجاري من صعوبة الخدمات الاستشفائية وتلقى العلاج خاصة بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة والمستعصية كمرضى السرطان، حيث تم تأجيل العشرات من مواعيد المرضى إلى غاية شهر سبتمبر المقبل بعد خروج الأطباء العامين والمختصين في عطلتهم الصيفية، ما شكل حالة فراغ في العديد من العيادات وحتى المستشفيات بما فيها أقسام الاستعجالات التي تستقبل يوميا عشرات المرضى المصابين بضربات الشمس والمصابين في حوادث المرور التي شهدت ارتفاعا محسوسا منذ شهر رمضان الماضي، ليجدوا أمامهم أطباء لازالوا تحت التمرين أحيانا يصيبون العلاج وأحيانا يزيدون من آلام المريض، وأحسن مثال على ذلك توجه إحدى المريضات لمصلحة الاستعجالات بمستشفى مصطفى باشا بعد إصابتها بالتواء في اليد فلم تجد في أمامها شوى أطباء متربصين اضطروا لتجبيس يدها ثلاث مرات بعد فشلهم في إجراء عملية التجبيس مرتين، ما ضاعف من معاناة المريضة التي اضطرت لتحمل الألم نظرا لغياب أطباء يشرفون على حالتها، كما تسمح فوضى سوء تنظيم العطل الصيفية للأطباء العامين والمختصين في فتح المجال أمام الأخطاء الطبية وسوء الخدمات الاستشفائية التي يدفع ثمنها المواطن وحده. من جهة أخرى، ونظرا لغلق معظم العيادات الخاصة لأبوابها اضطر بعض المرضى التوجه إلى المستشفيات العمومية ما شكل ضغط على هذه الأخيرة وقابلها سوء في الخدمات الاستشفائية المقدمة نتيجة الاكتظاظ الكبير للمرضى المتوافدين ولضمان التغطية الصحية من طرف الأطباء المتربصين، فيما فضلت بعض العيادات الخاصة الإبقاء على الخدمة مع وضع أطباء مستخلفين يشرفون على العلاج، ما دفع بالمرضى إلى تفضيل الانتظار إلى غاية شهر سبتمبر المقبل لمواصلة العلاج عند أطبائهم المعتادين نظرا لرفض غالبيتهم على تغيير أطبائهم والعلاج عند المستخلفين بحجة أنهم ليسوا على دراية تامة بملفاتهم الصحية. خياطي القانون يضمن تغطية صحية بنسبة 30 بالمائة في ذات السياق، أكد مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، ل السياسي أن ظاهرة خروج الأطباء في العطلة السنوية دفعة واحدة هي ظاهرة عالمية ولا تخص الجزائر فقط، موضحا أن المردودية في فصل الصيف تنقص كما لا يمكن للأطباء القيام بالعمليات الجراحية نظرا لدرجة الحرارة والرطوبة المرتفعة ما يشكل خطرا على حياة المريض قد يؤدي لظهور مضاعفات أثناء العملية. وفيما يخص الاستعجالات، أوضح خياطي، أن معظم المصالح الاستعجالية عبر المستشفيات العمومية لا يمكن أن تضمن تغطية صحية أقل من 30 بالمائة، مشيرا إلى أن العطلة السنوية يتم تقسيمها على ثلاث أشهر مع ضمان طاقم طبي لتقديم الخدمات الاستشفائية المستعجلة وكذا التغطية الصحية لأصحاب الأمراض المزمنة، مشيرا فيما يخص غلق العيادات الخاصة لأبوابها بشكل كامل أن الوضع يعود لعدم القدرة على الاستخلاف، موضحا أن وزارة الصحة منعت بشكل نهائي ان يقوم الطبيب بعد حصوله على العطلة بالعمل بالعيادات الخاصة، ما اضطر هذه الأخيرة إلى الغلق عوض العمل بشكل سري وغير قانوني قد يعرضه لعقوبات تصل إلى حد الغلق النهائي للعيادة. من جهة أخرى، حولنا الاتصال بوزارة الصحة عبر المكلف بالإعلام للاستفسار عن موضوع خروج الأطباء الخاصين والعامين في العطلة سنوية دفعة واحدة ما شكل هاجس لدى المرضى خاصة المصابين بأمراض مزمنة إلا انه لم يتم الرد على اتصالاتنا.