حماية المستهلك: يجب وضع قوانين ردعية.. لتفادي تجاوزات الناقلين تعرف حركة نقل المسافرين عبر معظم خطوط ومحطات النقل على مستوى العاصمة حالة مزرية تثير الاستياء، حيث أصبحت هذه الأخيرة مصدر قلق دائم لمستعملي النقل الذين عبّروا عن مدى تذمرهم من الوضع الذي يفرضه الناقلون خاصة في أوقات الذروة، والذي يسبّب مضايقات بالجملة. هذه الأخيرة حصرها بعض المسافرين في التجاوزات التي طالت يوميات المواطن والتي تصدرعن بعض السائقين والقابضين خلال المهام اليومية لكل منهما، هي تجاوزات تخل بالنظام العام لعيش المواطنين علنا وأمام الملأ في ظل عدم وجود رادع لهؤلاء في أغلب الأحيان وعدم تبليغ المواطن عن بعض التجاوزات من جهة أخرى، إذ ساهمت هذه الأخيرة في تفاقم هذه التجاوزات التي أصبحت سيدة الموقف في يوميات الكل. فوضى وتصرفات غير لائقة تثير استياء المواطنين الفوضى والمجادلات وغيرها من التصرفات غير اللائقة من سائقي الحافلات والقابضين، هي رفيق المسافرين عبر حافلات النقل، الأمر الذي بات يؤرق يوميات المسافرين الذين أنهكتهم تصرفات السائقين غير اللائقة والتي لا تمت للمدنية بصلة حيث حولت تصرفاتهم اللاأخلاقية حياة المواطن إلى جحيم حقيقي، حيث أعرب الكثير ممن التقت بهم السياسي في جولتها الاستطلاعية عن تأسفهم للظاهرة وتأثيرها على المواطن، وبما أن العديد من الأشخاص لا يملكون سيارات خاصة ويفترض عليهم التنقل يوميا للالتحاق بمقرات عملهم عبر حافلات النقل ليصطدموا يوميا بمزاج السائق والقابض المعكر والذي يبدأ مع الاكتظاظ الذي يخلّفه القابض وهو ما يثير استياء المسافرين بالحافلة، ناهيك عن الألفاظ الخارجة عن نطاق الاحترام والتي تبعث بالاشمئزاز في نفوس المتنقلين، لتقول رانية في هذا الصدد أنها عاملة ويتوجب عليها التنقل يوميا عبر الحافلة للالتحاق بمقر عملها، لتضيف أنها يئست من التصرفات التي تلقاها أثناء تنقلها، ليضيف عامر في ذات السياق أنه يصادف يوميا مواجهات وشجارات مواطنين مع السائقين، وتقوم الخلافات عادة من وراء التصرفات التي يفرضها السائق على المسافرين حيث يعمد على الانتظار لوقت طويل بالمحطات وانتظار الزبائن، إضافة إلى عدم احترام الراكبين بتجاوز العدد المحدد من الواقفين وهو الأمر الذي يثير استياء الكثيرين، حيث تقول زينب في هذا الصدد أنها لا تحب ركوب الحافلات إلا للضرورة وذلك تفاديا للاكتظاظ الذي يفرضه السائقون، ولا يبالي سائقو الحافلات بالمواطن حيث يرددون عبارة من لم يعجبه الوضع فليستقل سيارة أجرة ، حيث تقول جميلة أنها لطالما شهدت مشاجرات بين مواطنين وسائقين بسبب الاكتظاظ الذي يفرضه السائقون والقابضون على حد سواء. ولا يقتصر الأمر على الاكتظاظ والتصرفات والألفاظ غير اللائقة التي تبدر من سائقي الحافلات والقابضين، بل تمتد إلى مظهرهم ومظهر حافلاتهم التي تشبه الخردة، فأغلب الحافلات مهترئة ومتسخة حيث أن الأوساخ تنتشر في الحافلة والتي لا يكلف أصحابها أنفسهم لتنظيفها من الخارج والداخل، إضافة إلى الروائح الكريهة المنبعثة منها والتي تحبس الأنفاس، حيث عبّر الكثير من المواطنين الذين يستقلون الحافلات بصفة شبه يومية عن سخطهم للمظهر التي تبدو عليه حافلات النقل هذه الأيام، بحيث أن الكراسي مخربة وأخرى مكسورة ما يعرض المواطن للحوادث. وليس بعيدا عن مظهر الحافلة، فلمظهر القابض والسائق شأن آخر، حيث يرتدي السائقون والقابضون ألبسة غير محتشمة وغير لائقة مقارنة بالمهنة، إضافة إلى ان بعض السائقين يدخنون أثناء السياقة ملوثين الجو دون مبالاة للركاب. من جهتها، توجد حافلات بلا تذاكر، حيث يعمل الكثيرون على الحصول على أجرتهم دون أن يعطوا الراكب تذكرته والتي هي ضمان ودليل على الراكب وصاحب الحافلة، وهو الأمر الذي أشار إليه الكثير من المسافرين الذين التقت بهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية. رالي الحافلات من أجل كسب وربح إضافي يتكرر ذلك المشهد يوميا والمتمثل في الرالي الذي يتنافس عليه السائقون أثناء رحلتهم بين الخطوط، حيث أن همهم الوحيد هو الوصول إلى المحطة الموالية قبل غيرهم، يبدأ السباق مع انطلاق الحافلة حيث الإفراط في السرعة والتجاوزات الخطيرة هما سيدا الموقف، غير مبالين بالمواطنين حيث يعمد هؤلاء على إثارة الهلع في نفوس الركاب جراء التهور الذي يرافقهم أثناء السياقة والتي غالبا ما تنجر من ورائها حوادث المرور، لتقول فايزة أنها لا تزال تتذكر مشهدا مروعا من وراء إفراط صاحب حافلة في السرعة أين خرجت الحافلة عن الطريق لتصطدم بالسور وتضيف بأن الحادث تسبّب في جرح العديد من المسافرين الذين كادوا أن يهلكوا من تصرفات السائق، ويضيف كمال في ذات السياق أنه أصيب بكسر في أنفه جراء ارتطامه بكرسي الحافلة، حيث كان السائق يسير بسرعة مفرطة وتوقف فجأة وخرج عن الطريق، تأتي هذه التجاوزات من أجل ربح القليل من القطع النقدية، وأحيانا يعمد أصحاب الحافلات إلى إيقاف الرحلة بمنتصف الطريق بحجة الاختناق المروري أين يطلب من المسافرين النزول وركوب حافلة أخرى. حماية المستهلك: يجب وضع قوانين ردعية.. لتفادي تجاوزات الناقلين في خضم هذا الواقع، أكد عز الدين شنافة، رئيس جمعية حماية المستهلك بسطيف في اتصال ل السياسي ، أنه يجب وضع قوانين ردعية لهؤلاء السائقين وتصرفاتهم غير اللائقة المتمثلة في الإفراط في السرعة وتعريض حياة المواطن للخطر، إضافة إلى قلة احترام المسافرين ومظهرهم غير اللائق، كما أضاف انه يجب على السائق والقابض أن يرتديا لباسا رسميا محترما. و من جهة أخرى، صرح أنه يجب أن يكون هناك مفتشون للنقل في الميدان وفي محطات النقل، لتوفير الراحة والسلامة للمواطن.