طالبت جميلة خيار، نائبة رئيس الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ في حوار ل السياسي ، وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، بإعادة النظر في دفتر الشروط المتعلق بالمدارس الخاصة، داعية إلى ضرورة إيلاء أهمية أكبر لمراقبة ومتابعة هذه المؤسسات من قبل المختصين والوقوف على كيفية سيرها وطريقة التدريس بها، فالكثير منها يتساهلون مع التلاميذ ومع النتائج. من جهة أخرى، أكدت أن الوزارة تستطيع تفادي الاضرابات التي شهدها قطاع التربية الوطنية في السنوات السابقة وذلك من خلال الإصلاحات والإستراتيجية الجديدة التي تنتهجها الوزارة في سبيل إصلاح المنظومة التربوية، كما أكدت محدثتنا أن فتح باب الحوار مع جميع النقابات على اختلافها يعد خطوة إيجابية تهدف إلى الإصلاح عن طريق التشاور والحوار لاستدراك النقائص. السياسي: كيف تقيّمون القرارات والإجراءات الجديدة التي اتخذتها وزارة التربية للدخول المدرسي المقبل؟ - جميلة خيار: بذلت وزارة التربية الوطنية مجهودات جبّارة خلال الفترة الأخيرة تجلّت في الإصلاحات التي قامت بها الوزيرة، بن غبريط، بهدف تطوير التعليم في بلادنا، حيث فتحت باب الحوار مع جميع النقابات والهيئات التابعة لقطاع التربية الوطنية في خطوة إيجابية من أجل ضمان دخول مدرسي هادئ خال من المشاكل وكذا ضمان الدراسة للجميع في ظروف جيدة وفق ما تسعى إليه وزارة التربية الوطنية في الأطوار التعليمية الثلاثة. ما هي المشاكل التي قد تعيق تطبيق برنامج ساعي ب32 أسبوعا حسبكم؟ - ليس هناك مشاكل تعيق تطبيق البرنامج الجديد، فخلال الندوة الوطنية التي تم عقدها مؤخرا مع وزارة التربية، تكلمنا في هذا الخصوص من أجل الإسراع في تطبيقه حتى نكون كباقي الدول ونوفق في إكمال البرنامج السنوي للتلاميذ، خاصة المقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية، فخلال العام الدراسي ومع الاضرابات التي شهدها قطاع التربية، أصبح الأستاذ يعجز عن إتمام البرنامج ما يضع التلميذ والأستاذ تحت ضغط كبير، لذا، فإن من مطالبنا أن يتم الإسراع في تطبيق هذا المقترح حتى نضمن الإلمام بكل البرنامج الدراسي المقرر سنويا. كم سجلتم عدد التلاميذ المفصولين لهذه السنة؟ وهل هناك تظلمات رفعت لوزارة التربية في هذا الإطار؟ - لحد الآن، لا نملك إحصائية عن عدد التلاميذ الذين فصلوا ولكن هناك أسباب لفصل التلاميذ، أولها الرسوب المستمر وتجاوز السن القانوني، وفي هذا الخصوص، كما هو معلوم، فإن المؤسسة التربوية تمنح التلميذ فرصتين للإعادة بينما يحول إلى الحياة المهنية في حال الرسوب للمرة الثالثة، كما أن هناك حالات للطرد بسبب سوء التصرف داخل المؤسسة أو الإخلال بالنظام داخلها أو الاستهتار والإهمال، وهنا فإن المؤسسة كفيلة بالنظر في هذا الشأن. أما بالنسبة للتظلمات، فهناك من الأولياء من يرفعونها لمديريات التربية أو مدراء المدارس من أجل إعادة النظر في القرار. هناك أنباء تقول أن بن غبريط قررت إعادة التلاميذ المفصولين إلى مقاعد الدراسة، كيف ترون أنتم هذه الخطوة كأولياء تلاميذ؟ - هذا الأمر صحيح، فالوزيرة قررت إعطاء أهمية لهذا الأمر وإعادة النظر بخصوص التلاميذ المفصولين حتى تعطيهم فرصة أخرى لاستكمال مسارهم الدراسي وهذه خطوة إيجابية جدا تسمح للتلميذ بتدارك أخطائه وتمنحه فرصة لتغيير سلوكه، فهناك الكثير من التلاميذ ندموا على تصرفاتهم الطائشة ولكن ليس لهم مجال للعودة إلى مقاعد الدراسة. لماذا حسبكم نسبة النجاح في القطاع الخاص تبقى أعلى مستوى؟ وكيف تقيّمون عمل المدارس الخاصة في الجزائر؟ - التدريس في المدرسة الخاصة يختلف عن التدريس في المدارس العمومية، فلا مجال للمقارنة بين الدراسة في قسم يضم، على الأكثر، 17 تلميذا وبين قسم يضم حتى 55 تلميذا، فقدرة الاستيعاب تختلف بين التلاميذ وحتى الأستاذ، كما أن مؤسسة تحوي على 1800 تلميذ لا يمكن مقارنة النتائج التي تحصلت عليها مع مؤسسة تحوي 180 تلميذ فقط. وبخصوص عمل المدارس الخاصة، فإن منها من يعمل بطريقة منظمة وفق ما يتضمنه دفتر الشروط الخاص بفتح المدارس الخاصة في الجزائر، ولكن الكثير منها تخل بهذه الشروط، فعلى الوزارة إعادة النظر في دفتر الشروط وإخضاع هذه المؤسسات للمراقبة والمتابعة المستمرة من قبل المختصين والوقوف على كيفية سيرها وطريقة التدريس بها، فالكثير منها يتساهلون مع التلاميذ ومع النتائج. هل تعتقدون أن وزارة التربية ستنجح في حل مشكلة الاكتظاظ؟ - تسعى الوزارة، من خلال الأعمال التي تقوم بها، لإصلاح المنظومة التربوية وبتوافر الجهود بتوسيع المؤسسات التربوية واستحداث مؤسسات جديدة يمكنها القضاء تدريجيا، وفي فترة قصيرة، على مشكلة الاكتظاظ. حسبكم، لماذا تحولت الدروس التدعيمية إلى ضرورة حتمية عند التلاميذ؟ - يمكننا القول أن الدروس الخصوصية أصبحت موضة وسبب ذلك الاضرابات التي هزت قطاع التربية خلال الست سنوات الفارطة، حيث أصبح الأولياء يخافون على مستقبل أبنائهم خاصة في الامتحانات المصيرية، على غرار البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط ويدفعون مبالغ كبيرة، في حين أن هناك بعض الأساتذة الذين يستغلون هذه الفرصة من أجل الربح السريع، فعلى الوزارة أن تمنع الدروس الخصوصية خاصة بالنسبة للأساتذة الذين يدرسون التلاميذ في القسم ويقدمون لهم دروسا إضافية خارجه، فهذا يعد استغلالا، وتكتفي بدروس الدعم المقدمة من قبل الأساتذة والتي أقرتها وزيرة التربية بالمؤسسات في العطل. ألا تعتقدون أن نقابات التربية تلجأ لرفع سقف مطالبها في كل مرة مستغلة المواعيد الحساسة، على غرار الدخول المدرسي والامتحانات؟ - هذا السؤال طرحناه على النقابات منذ فترة وهو: لماذا اختيار توقيت الامتحانات والدخول المدرسي للاحتجاج؟ وكانت الإجابة من طرفهم أنه الوقت المناسب لتحقيق مطالبهم ولكن قد يختلف الأمر هذه السنة لأن وزيرة التربية، نورية بن غبريط، قد فتحت المجال واسعا أمام هذه النقابات من أجل الحوار كما أن جل المطالب التي كانوا يريدونها تحققت ما يدعو للاطمئنان خلال العام الدراسي، فعلى النقابات أن تفكر جليا في مصير التلاميذ وحجم الضغط الذي قد يحدث لهم في حال عدم استكمال البرنامج ما ينعكس سلبا على نتائجهم الدراسية. هذه السنة سيكون اجتياز امتحان البكالوريا خلال شهر رمضان، هل ستقترحون تأجيله؟ - في حقيقة الأمر، أننا لم نفكر في هذا الأمر حتى الآن، حيث أن الامتحان سيتزامن، هذه السنة، مع شهر رمضان الكريم وقد يجد التلميذ صعوبة، خاصة أنه يكون في وقت الصيف وما يصاحبه من ارتفاع في درجات الحرارة. كيف تقيّمون الإصلاحات التي عرفها قطاع التربية؟ - الإصلاحات التي عرفها قطاع التربية والتعليم خلال السنوات الأخيرة استطاعت أن تصلح الكثير من الأمور التي كانت في السابق تسبب مشاكل في القطاع، إضافة إلى تحسين التعليم وارتفاع نسبة النجاح كما أن الوزارة تنتهج سياسة سليمة تعمل وفقها مكنت المنظومة التربوية من تدارك الكثير من النقائص التي كانت مسجلة في وقت سابق، لكنها لازالت تعاني من بعض النقائص في عدد من الجوانب. ظاهرة العنف داخل المدارس أخذت أبعادا خطيرة، هل هناك من إجراءات جديدة للحد من الظاهرة؟ - ظاهرة العنف ليست مقتصرة داخل المؤسسات والمدارس التربوية فقط، وإنما هي مشكلة يتحمّل مسؤوليتها المجتمع ككل حيث أن العنف يتولد نتيجة ظروف واحتكاك مع الغير وفي الكثير من الأحيان يتسبب العنف داخل المدرسة في مشاكل كبيرة سواء بين التلاميذ أو بين الأستاذ والتلميذ، فعلينا نحن كمجتمع مدني أن نعالج الظاهرة بجميع أبعادها، إضافة إلى المراقبة المستمرة داخل المؤسسات وهذا ما تعمل عليه الوزارة ولكن هذا لايكفي لان العنف يمتد إلى خارج المدرسة، ما يستدعي نشر الأمن حول المؤسسات وتكثيف رجال الأمن حتى نضمن التقليل من هذه الظاهرة التي يزداد انتشارها يوما بعد يوم. انتشرت أدوات مدرسية على شكل سجائر وغيرها من الأشكال التي تشجع التلاميذ على الآفات الاجتماعية، من يتحمّل المسؤولية في رأيك؟ - هذه الأدوات دخيلة على وسطنا الاجتماعي، فهي تشتت تفكير التلميذ كما أن أشكالها الغريبة قد تغرس في الطفل سلوكا عنيفا قد يؤدي إلى غرس روح الإجرام داخله ما يعيق دراسته، وعلى الدولة أن تشدد الرقابة على دخول هذه البضائع، كما عليها أن تضع شروطا ومعايير للسلع الخاصة بالتلاميذ حتى تضمن سلامتهم النفسية والعقلية. وزارة التربية ضربت موعدا جديدا مع النقابات في أكتوبر المقبل من أجل معاجلة جميع الاختلالات في القطاع، هل تعتقدين أن بن غبريط تستطيع أن تمنع وقوع إضرابات تشل القطاع هذا الموسم؟ - الوزيرة استجابت لجل المطالب التي رفعتها النقابات بمختلف توجهاتها كما أقرت الوزارة لقاء النقابات، من أجل التفصيل في دراسة المطالب التي لازالت مرفوعة حتى تضمن عاما دراسيا بعيدا عن الاضطرابات التي يعرفها كل سنة. الامتحانات النهائية أحدثت ضجة كبيرة الموسم المنصرم، خاصة بعد تسرب الأسئلة عبر تقنية ال 3 جي ، ما هي مطالبكم كأولياء تلاميذ من أجل الحد من عدم تكرار هذه الظاهرة التي أصبحت تهدّد مصداقية الامتحانات في الجزائر خاصة البكالوريا؟ - مسألة الغش الذي حدثت خلال الامتحانات النهائية يتحمّلها الجميع بمن فيهم الأولياء الذين لا يردعون أولادهم عن مثل هذه التصرفات، كما أن اللوم كذلك يقع على عاتق الأستاذ المراقب الذي لا يتصرف بصرامة أمام الممتحنين وعلى الوزارة أن تضع حلولا لتفادي تكرار هذا الأمر الذي يمس بالتعليم في بلادنا.