استعرض أمس عدد من الروائيين والكتاب الجزائريين، تجربتهم الإبداعية في فترة الأزمة الأمنية التي عصفت بالبلاد في القرن الماضي، خلال لقاء موعد مع الرواية الذي ترعاه وزارة الثقافة، وينشطه الروائي سمير قسيمي، ورغم اختلاف توجهات وتفسيرات المتدخلين في هذه الندوة، في طريقة تناولهم ل الظاهرة الإرهابية في كتاباتهم، إلا أنهم اشتركوا في فكرة رئيسية مفادها أن ما حملته انتاجاتهم الإبداعية، كان يمثل نوعا من المقاومة ضد سوداوية الحياة التي فرختها ظاهرة العنف، والتي خنقت العديد من الأصوات، سواء بالقتل أو بالتهجير، وهذا رغم أن البعد الفني والجمالي لهذه الكتابات والإبداعات قيل عنها الكثير. اتفق العديد من الروائيين والكتاب الذين نشطوا اللقاء الأدبي الأسبوعي، موعد مع الرواية ، في قصر الثقافة بالعاصمة، على أن الرواية الجزائرية في فترة العشرية السوداء، كانت تجربة مهمة، في مسار الوعاء الإبداعي والثقافي الجزائري، حيث افتتح الندوة الروائي سمير قسيمي، بمجموعة من الأسئلة عن هذا النوع من الرويات والأعمال الإبداعية، موضحا أن عنوان هذه الندوة الرواية والإرهاب ، اليوم، هو مشابه للعنوان الذي تم إلغاؤه خلال تلك الفترة، والمعنون ب الإرهاب والأدب ، مرجعا ذلك إلى تداعيات العنف في تلك الفترة، وحساسية تناول هذه المواضيع لذلك تم إلغاء هذا الموعد سنة 1998، متسائلا في نفس الوقت عن تصنيف مثل هذه الأعمال الإبداعية في خانة أدب الأزمة أو الاستعجالي . الزاوي: الرواية في زمن الإرهاب شهادات أكثر منها أعمال روائية صنف الروائي أمين الزاوي بعض الروايات التي تناولت ظاهرة العنف والإرهاب في فترة التسعينيات بالجزائر، في خانة الأدب الاستعجالي أو أدب الأزمة والذي اعتبره الكاتب لا يرتقي من الناحية الجمالية والفنية إلى العمل الروائي المتميز، قبل أن يستدرك بالقول إلا أن هذه التجربة تبقى شهادت مهمة تشكل إضافة متميزة للساحة الروائية الجزائرية ، مستعرضا بدوره تجربته الروائية حول ظاهرة الإرهاب من خلال عدة أعمال سواء بالفرنسية أو بالعربية والتي كانت تصب في مجملها في خانة نبذ العنف وتكريس الدعوة نحو التعايش. حميد عبد القادر: الكتابة في زمن الإرهاب .. مقاومة أما الروائي والناقد حميد عبد القادر، فقد عرج إلى تجربته الابداعية في زمن الدم والنار من خلال روايته انزلاق التي كتبها خلال فترة الأزمة الأمنية، والتي ناقشت العنف في العالم العربي وأسقط هذا المفهوم على الجزائر إبان تلك الفترة، مؤكدا أن الكتابة في زمن الإرهاب هو بمثابة مقاومة ضد كل أشكال العنف الذي كان ينخر المجتمع الجزائري ويهوي به إلى المجهول .