مصالح الأمن تتلقى أكثر من 9 آلاف تبليغ سنوياً عن نساء عنفت ينتظر أن تعرض الشرطة الجزائرية تجربتها المتميزة في مواجهة العنف الممارس ضد المرأة خلال أشغال الجمعية الخامسة لبيان المؤتمر الدولي لكيغالي المزمع انعقاده بالجزائر، خاصة وأن أجهزة الشرطة الإفريقية اهتمت كثيرا بالمقاربة الأمنية الجزائرية في مكافحة العنف والوقاية منه، لاسيما العنف الممارس ضد النساء، وهي مقاربة تقوم على احترام مبادئ حقوق الانسان وتعتمد على الوسائل والتكنولوجيا العالية، كما ستقترح الشرطة الجزائرية على المشاركين في الجمعية تبادل التجارب بين الدول، ومن المزمع أن تقود الشرطة الجزائرية الدول المشاركة لتوحيد جهودها في هذا الإطار ضمن اتفاقيات، حيث سترمي الشرطة الجزائرية بثقلها خلال هذه الجمعية للدفع بالتعاون المشترك في مواجهة العنف ضد المرأة والفتيات بمختلف أشكالها، خاصة مع ما تعانيه هذه الفئة بعدد من الدول الإفريقية التي تعيش في تدهور أمني وحروب وذلك بعد أن نجحت سابقا بلعب دور محوي ومتميز في إنشاء منظمة أفريبول . استعرض مدير الشرطة القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني مراقب الشرطة فراغ علي، أمس، بالمدرسة العليا للشرطة علي تونسي بالعاصمة أسباب اختيار الجزائر لاحتضان أشغال الجمعية الخامسة لبيان المؤتمر الدولي لكيغالي، حيث قال أن هذا الإختيار الذي تم من طرف المدراء والمفتشون العامون للشرطة الأفارقة يعود بالدرجة الأولى إلى مستوى الإحترافية والعصرنة الذي حققته الشرطة الجزائرية التي تعتمد على الوسائل والتكنولوجية العالية في إطار أداء مهامها في ظل احترام حقوق الإنسان، وهذا بفضل الديناميكية الجديدة التي أضفاها المسؤول الأول على الجهاز اللواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني الذي حرص على تعزيز التعاون الشرطي أفريبول. وأضاف ذات المتحدث أن هذه الجمعية ترمي لتعزيز الجهود المبذولة في مجال التحسيس حول تبعات العنف ضد النساء وتشجيع المبادرات في هذا الإطار، حيث عاد إلى أشغال جمعياتها السابقة، معتبرا أنها تشكل فرصة لإلقاء إشارة قوية من الإصلاحات التي قامت بها الشرطة الإفريقية في مجال ترقية حقوق المرأة وكذا التقدمات المحرزة في هذا المجال، وأشار أن الجمعية العامة الأولى انعقدت بكيغالي/ رواندا، في شهر أكتوبر 2010، ردا على النداء الذي وجهه بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة بتاريخ 25/02/2008، خلال الحملة المسماة ONU-UNITE (2008-2015)، وذلك في سبيل وقف العنف الممارس ضد النساء والفتيات حيث ترأسها الرئيس الرواندي بول كغامي والتي تمخض عنها تبني بيان المؤتمر الدولي لكيغالي (KICD)، المتضمن لتوصيات قيمة تتمثل في حث الحكومات، المجتمع المدني، المنظمات النسوية، القطاع الخاص، وسائل الإعلام ومجمل النظام الأممالمتحدة على تظافر جميع الجهود في سبيل وضع حد لهذا العنف. وفي تصريح للصحافة على هامش المنتدى، أكدت رئيسة مكتب حماية الطفولة وقضايا المرأة بمديرية الشرطة القضائية عميد أول للشرطة خيرة مسعودان أن انعقاد هذه الجمعية بالجزائر يعد محطة هامة لتثمين ما قامت به الدولة الجزائرية بصفة عامة والمديرية العامة للأمن الوطني بصفة خاصة في مجال مكافحة العنف الممارس ضد النساء والاطفال مع التكفل بالضحايا . وبعد أن أشارت الى ان الجزائر كانت من الدول الأوائل المبادرة بإنشاء فرق حماية الطفولة سنة 1982 وهذا قبل ميلاد الاتفاقية الدولية لحماية حقوق الطفل، أبرزت نفس المسؤولة أن الشكاوى المتعلقة بالعنف الممارس ضّد النساء في تزايد بسب ارتفاع الوعي لدى المجتمع من جهة ووجود قوانين تعطي حماية أكثر للمرأة الجزائرية من جهة أخرى. وتحدث عميد أول للشرطة مسعودان عن ارتفاع في عدد حالات العنف المبلغ عنها التي وصلت إلى 9 آلاف حالة سنويا، حيث ارجعت ذلك لزيادة الوعي للتبليغ عن حالات كانت بمثابة المحضور الحديث عنها في المجتمع الجزائري.