؟؟؟ استخرجنا 5 آلاف تأشيرة سويسرية من نوع شنغن السنة الفارطة ؟؟؟ السلطات السويسرية تأسفت لنتائج إستفتاء حضر بناء المآذن ؟؟؟ نحن دائما ندين الأفعال التي لا تخدم الحقوق الدولية والإنسانية للشعوب أكد سفير كونفديرالية السويسرية بالجزائر جون كلود ريشارد في مقابلة خاصة مع ''السياسي''، على أن العلاقات الجزائرية السويسرية تعرف تطورا بالغا في الآونة الأخيرة، مشيرا إلى أن العاقلات بين البلدين ليست وليدة اليوم بل تعود إلى الخمسينيات من القرن الماضي، إبان الثورة التحريرية المباركة فجعلتها روابط تاريخية إلى غاية وصول الرئيس بوتفليقة إلى قصر المرادية والتي عرفت عهدته الحالية بروز ديناميكية نشطة ودفعة كبيرة تمخضت عنها علاقات ثنائية جيدة جدا، كما تطرق السفير السويسري إلى أهم المواضيع ذات الاهتمام المشترك والى أهم بؤر التوتر في العالم على غرار القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية ومأساتها، إضافة إلى أمور أخرى، وذلك على هامش الاحتفال بالذكرى السنوية 81 لرحيل المجاهد سليمان كميرات والذي بالمناسبة شهد حضور بعض الوجوه السياسية البارزة، وكذا بعض ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر· ؟ ''السياسي'': سعادة السفير، هل لنا أن نعرف في أي إطار يدخل حضوركم احتفالات السنوية 81 لرحيل المجاهد سليمان عميرات والتي نظمتها الجمعية التي تحمل اسمه؟ السفير السويسري: طبعًا أنا لست عضوًا في جمعية سليمان عميرات، ولكن الصدفة وحدها هي التي جعلت الزوجة السيدة عميرات توجه لنا الدعوة للمشاركة في هذه المناسبة المخلدة لرحيل زوجها، وبالمناسبة السيدة عميرات تعرفت عليها من خلال الملتقيات والمنتديات المختلفة، ولقد سبق لها أن تمت دعوتنا ثلاث مرات لحضور ندوات التي تنظمها وتبرمجها عندها، مما تولد مع مرور الوقت وفي الأعماق ربطة وصداقة وهي من الأسباب التي جعلت رئيسة الجمعية تدعونا لتواجد في هذا الحفل المخلد لهذه الذكرى، ونحن متواجدون في هذا النشاط بكل اهتمام وعناية· ؟ سعادة السفير، يلاحظ بروز وثبة كبيرة في العلاقات الجزائرية السويسرية خاصة في السنوات الأخيرة، سيما على مستوى التقارب السياسي والتبادل الاقتصادي والتجاري؟ العلاقات السويسرية الجزائرية مثالية وجيدة جدا، وذلك مند وصول الرئيس بوتفليقة إلى قمة هرم الدولة الجزائرية، وكما تعملون كانت علاقتنا أيضا قبلها جيدة في وقت كان الرئيس بوتفليقة وزير للخارجية الجزائرية، ولأسباب بديهية وموضوعية من بينها لعب الكونفدرالية السويسرية دورًا إبان الثورة التحريرية الجزائرية رغم انه دور صغير إلا أنه لقي استحسان المسؤولين الجزائريين فيما يخص استقلال الجزائر، أما الآن فنحن في مرحلة اعتراف الجزائر بجميل وعرفان الدولة السويسرية، وهو ما تجلى في تسهيل ومرونة التي يبديها الجانب الجزائري فيما يخص تطوير علاقتنا الثنائية· ؟ على ضوء العلاقات السياسية والدبلوماسية الممتازة التي تجمع بين البلدين لا نلاحظ مواكبة الجانب الاقتصادي والتجاري للمستوى المطلوب؟ أنا لأعرف على أي أساس أو قاعدة استندتم في تقيمكم لحجم العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ولكن أنا شخصيا أجدها غير هينة، صحيح هناك الكثير من التحديات والعمل الواجب سلكه في هذا الجانب، وفيما يخص التبادلات التجارية فتتم عن طريق المشتريات السويسرية من الجزائر، والتي تتمثل في اقتنائنا للمواد البترولية بمبلغ لا يستهان به، حيث يصل إلى 2 مليار أورو، كما تتواجد بالجزائر عدة شركات استثمارية سويسرية· ونحن في سويسر لنا اقتصاد خاص وبمنتوجات هامة، وأنا أظن أن المستقبل بين الجزائر وسويسرا واعد ويدعو للتفاؤل ويبشر بتطور وبارتفاع في حجم المبادلات والتعاملات الاقتصادية أحسن وأفضل من السابق· ؟ فيما يخص تشجيع رجال الأعمال البلدين من بلورة سياسة ناجعة وميدانية تمكن الطرفين من خلق فرص الشراكة، هل هناك جديد في هذا الاتجاه؟ طبعا هناك شراكة قائمة حاليا بين الطرفين وكما يتواجد الغرفة العربية السويسرية التي تتكفل بالعلاقات الاقتصادية بين الجانبين، إضافة إلى وجود اتفاقيات أساسية بين الحكومة الجزائرية والحكومة السويسرية من أجل تحديد الأطر التي تجعل وتمكن الأعوان الاقتصاديين من كلا البلدين من أن يتفاعلوا· ؟ يطرح من حين إلى آخر جملة من التساؤلات حول موضوع تنقل رؤوس الأموال وظاهرة تبيضها، وقد وجهت أصابع الاتهام من بعض الخبراء إلى سويسرا بتساهل مع تدفق الأموال على مؤسساتها المالية؟ فيما يخص الجانب تنقل رؤوس الأموال وحرية متنقل وتدفق السيولة النقدية إلى المؤسسات المالية العاملة داخل الأراضي السويسرية، فحكومة الكونفدرالية السويسرية تحترم كل الاتفاقيات والمعاهدات والقرارات الدولية التي تدعو إلى محاربة تبيض الأموال ومراقبة تنقلها، ولذلك فإن أي تحرك أو تواجد سيوله مالية غير معلومة المصدر والوجهة التي أتت منها فأنه سيتم مسألة صاحبها ومتابعة القضية عن قرب· ؟ يلاحظ تشديد إجراءات استخراج تأشيرة الدخول الأراضي السويسرية، أليس كذلك؟ التدابير المتخذة من طرف مصالحنا نابعة من القوانين والمعاهدات الأوربية المتضمنة لاتفاقية شنغن، وذلك بعد انضمامنا إليها ولقد استفاد حوالي خمسة آلاف جزائري من التأشيرة السويسرية وهو العدد المرشح للانخفاض في المستقبل، بسبب كما قلت، ارتباطنا بالنصوص والإجراءات التنظيمية والقنصلية التابعة لفضاء شنغن الأوروبي· ؟ ترى أطراف ملاحظة أن المجتمع السويسري الذي كان إلى وقت قريب مثال للتعايش السلمي والتسامح والتقارب بينه وبين الأقليات والجاليات خاصة المسلمة منها، باتت في حكم الماضي وذلك بسبب الاستفتاء الشعبي الذي ضيق وأحظر بناء المآذن، والذي قادها اليمين المتطرف··· أظن أن هذه الأطراف والأشخاص مخطئون في حكمهم وأنهم لم يفهموا ماذا جرى بالضبط، وبصفة عامة وفيما يخص الاستفتاء الأخير الخاص بحظر المآذن في البلاد إنها الطريقة والوسيلة الوحيدة للقرار وهي نابعة من المؤسسات الدستورية القائمة في سويسرا، والتي تسمح بإعطاء الحق للمواطنين بمطالبة بحظر بناء مآذن المساجد وهي العملية التي تمت، وفي الأخير والتي تأسفت عليه السلطات السويسرية لنتائجه، لكن الشعب السويسري زكى الطلب بالانتخاب وفي ظروف استثنائية، وتستطعون ملاحظة الأجواء وحيثيات هذه القضية، ولكن الذي لابد من معرفته وإبرازه هو أنه كثير من المسلمين السويسريين لم يتأثروا ولم ينزعجوا من هذا الاستفتاء، ووجد منهم من قبل بهذا الحظر وقالوا نحن نمارس شعائرنا الدينية بدون مآذن وبأمن وسلام مع السويسريين، حيث يوجد على تراب البلاد 002 مسجد ب 4 مآذن فقط، وهذا لا يمنع المسلمين من تطبيق طقوسهم الدينية داخل المساجد برغم الاستفتاء الأخير· ؟ يعيش الشعب الفلسطيني تحت ويلات الاحتلال الإسرائيلي، كيف هو موقف الحكومة السويسرية خاصة فيما يخص الاعتداء الدموي على الأسطول البحري الحرية الموجه لقطاع غزة؟ لم يكن لي الوقت الكافي ولست في مدينة برن، وكما لم أقم بتحليل حيثيات وخلفيات الواقعة ولكن نحن دائما ندين الأفعال التي لا تخدم السلم العالمي ولا تحترم الحقوق الدولية والحقوق الإنسانية بالخصوص بما أننا نحن الفاعلون فيها، وأظن في هذا النقاش أن سويسرا مع هذا المشكل العويص تلعب دورا على مستواها، لكن دورا يدعو إلى السلم والوساطة في حدود الممكنة والتاريخ يشهد على هذا· ؟ بما أنكم عاصمة مجلس حقوق الإنسان لماذا هذا التكتم والمماطلة، وحتى التواطؤ بطريقة أو بأخرى للمجتمع الدولي مع خروقات وتجاوزات اللاإنسانية للملكة المغربية ضد الشعب الصحراوي؟ -يصمت لبرهة- نحن عملنا ما بوسعنا ولكن لم نستطع لأن الإجراءات الوساطة معقدة وصارمة ومن جهة أخرى نسعى وبطريقة بديهية لمساعدة اللاجئين بتندوف وأظن أن الدور السويسري من الصعب عليه الولوج إلى هذا الميدان رغم أننا مع مبدأ حرية الشعوب· ؟ وبما أنا سويسرا هي البلد الذي يعطي به المثل في الأمن والسكينة والهدوء ألم تشعروا سعادة السفير بعودة الأمن والسلام على أرض الواقع بعد عشرية سوداء؟ هناك تطور ملحوظ ومحسوس، ولابد لك أن تكون أعمى أو فاقد للوعي لكي لا ترى أو تحس بهذا التغير فلا مجال للمقارنة على الإطلاق ما بين سنوات التسعينات والفترة الحالية، لكن ما أتمناه هو استمرار سياسة المصالحة الوطنية· ؟ سعادة السفير، كلمة أخيرة·· أتمنى للجزائر الاستمرارية في التنمية ومع تعزيز العلاقات بين الجزائر وسويسرا في جميع الميادين والمجالات، بما يسمح لنا من خدمة مصالح الشعبين خاصة في جانبه الاقتصادي والتجاري