تعتزم المديرية العامة للأمن الوطني إنشاء هياكل متحفية جهوية للشرطة الجزائرية لتمكين المواطنين من التعرف على تاريخ هذا السلك الأمني، حسبما أفاد أمس بغرداية مدير المتحف المركزي للشرطة عميد الشرطة عبد الكريم شوقي. وأوضح ذات المسئول على هامش ندوة حول الجذور التاريخية للشرطة الجزائرية أن هذه المتاحف الجهوية الجوارية تسمح بتعريف الجمهور بتاريخ هذه الهيئة الأمنية التي تحمل تضحيات ومكافحة، بهدف جعل من الجزائر نموذجا للديمقراطية وحقوق الإنسان ، وكذا إبراز دورها في المجتمع وتطورها عبر الزمن. وقد نشط عميد الشرطة قبل ذلك ندوة حول تاريخ الشرطة الجزائرية التي نظمت في إطار نشاط الإتصال للمديرية العامة للأمن الوطني، حيث رحل خلالها بالحضور المتكون من إطارات الأمن الوطني والأعيان والمنتخبين والسلطات المحلية لولاية غرداية، إلى أعماق التاريخ والتراث المادي واللامادي للجزائر منذ آلاف السنين مرورا بسيرتا العتيقة (عاصمة النوميديين) والمدن الرومانية ومختلف السلالات التي حكمت الجزائر. كما تطرق المتدخل أيضا إلى ميلاد أول شرطة وطنية خلال عهد الدولة الرستمية، والتي لازالت أطلالها شاهدة إلى حد اليوم بتيهرت (تيارت حاليا) التي كانت عاصمة الرستميين. وسلط المحاضر الضوء كذلك على عمل الشرطة خلال عهد الحماديين والزيانيين وفترة حكم العثمانيين، دون أن يغفل الفترة الإستعمارية وخلال الثورة الجزائرية المجيدة، قبل أن يتوقف بالمراحل التي قطعتها الشرطة الجزائرية المعاصرة وتطورها وعصرنتها وحرفيتها. وبالمناسبة دعا المحاضر أفراد الأمن الوطني والشباب والمواطنين والإطارات الأخرى للأمة إلى المحافظة على الوحدة الوطنية وأن يكونوا في مستوى مسؤولياتهم من أجل حماية الوحدة الترابية.