كشف محمد عيسى وزير الشؤون الدينية والأوقاف عن تفاصيل استهداف ولايتين حدوديتين بغرب وشرق البلاد من قبل يد خارجية تحاول استقطاب كل النِحل والمذاهب لتصنع أقليات بلباس الدين، مؤكدا أن الجزائر ترفض أن تكون أرض معركة لأفكار دخيلة. كما دافع عيسى عن دور الزوايا في التحصين وقدرتها على إنقاذ البلاد من المخاطر التي تحيط بها، واعتبر اتهامها بالاستغلال السياسي تجنيا غير أخلاقي على شيوخها، وقال أن الجزائر تتعرض حاليا لهجوم حقيقي. الزوايا مجتمع مدني ولا تخضع للوصاية وأكد وزير الشؤون الدينية خلال فوروم الإذاعة، أن الزوايا مجتمع مدني ولا تخضع لوصاية أي من مؤسسات الدولة أو الوزارات، مضيفا أنها جمعية كغيرها من الجمعيات التي تشكل المجتمع المدني بل هي أنشطهم وتثبت يوما بعد يوم أنها الوعاء الذي يجمع الجزائريين وبأنها صمام الأمان الذي يلجأ إليه الجزائريون ليجدوا الراحة والطمأنينة. وقال عيسى أن الزوايا التي لها امتداد على قرون قادرة أن تنقذ الجزائر وجيرانها، معتبرا اتهامها بالاستغلال السياسي تجنيا، فهي بحسب الوزير لا تخضع لأوامر، فمن غير الأخلاقي أن نرى في الجزائر من يأمر شيخ زاوية يستمد قوته من ميراث يمتد على مدى قرون من العطاء، مشيرا إلى الشيخ علي لعرابي من الزاوية التيجانية بعين ماضي، كان من بين من وأدوا الفتنة في دارفور بالسودان وأصلح بين الناس، حيث عجزت المنظمات الدولية والتحالفات الإقليمية بعدتها وعتادها عن ذلك، مؤكدا أن للزوايا قدرة على جمع الجزائريين وهي الوعاء الذي يحمى تراثنا وسندنا العلمي من خلال المخطوطات التي تتوفر عليها، فلا ينبغي أن نناصبها العداء ومن يتهمونها لا يعرفون قدرها. الأئمة أثبتوا وعيا حقيقيا خلال خطبة ال 25 مارس وأشاد وزير الشؤون الدينية بمستوى الوعي لدى الأئمة الجزائريين سيما خلال خطبة الجمعة ليوم 25 مارس الجاري التي استجابوا خلالها لدعوة الوزارة بجعلها لتعبئة وتوعية الشعب المخاطر الأمنية التي تهدد البلاد، نافيا أن تكون الوزارة قد أرسلت خطبا موحدة. وقال أن كل إمام دبج خطبته وفق ما يراه مناسبا للموضوع ولا يملى عليه شيء، موضحا أن المسجد في الجزائر يضطلع بمهمة اجتماعية يمد من خلالها جسورا مع مؤسسات الدولة والمؤسسات الاجتماعية، فكما تعاون المسجد سابقا مع وزارتَي الصحة والتربية، هاهو اليوم يمد جسوره لمؤسسات الدولة المضطلعة بالأمن ، يقول الوزير عيسى الذي أوضح أن هذا لا يعني أن المسجد سيحل محل المؤسسة الأمنية ولكن يتعاون معها من خلال فضاء الأمن الفكري الذي يتيح للجزائريين ممارسة دينهم وأن يعيشوا حياتهم، شعار دينهم في بيوتهم ومجتمعهم آمنين مطمئنين بأن ما يعيشونه من تدين هو تدين أصيل مصدره كتاب الله والسنة النبوية الشريفة دونما أن يشعروا بأنهم مستقطبين ضمن آلية تستغل الدين لأغراض أخرى، فممارسة الدين تتساوق مع خدمة الوطن بجمع الكلمة وتوحيد الصفوف وتحصين الحدود وجعل فضاء التدين آمنا لجميع شرائح المجتمع الجزائري. وفي هذا السياق، أكد محمد عيسى أن هناك محاولات حقيقية - بالأسماء والأرقام - لأفكار دخيلة تحاول أن يكون لها موطئ قدم في الجزائر، وأشار إلى توصل مفتشي الوزارة إلى محاولات لنشر جميع المذاهب وكل النحل بولايتين على الحدود الغربية والشرقية من قبل أيادٍ خارجية، وأضاف أن الخطورة ليست في المذهب التي تلبسه هاته الحركات ولكن في التوظيف الذي تخضع له لأنه -كما قال الوزير- الغريب في الأمر أنها لا تأتي من بلاد الإسلام، والدوائر التي تسيرها لا تحب الخير للجزائر، فعندما ندافع عن مرجعية مندثرة ونريد أن تقوم لها قائمة في الجزائر وأن تتركز هذه الحركات في ولايات تقع على الحدود، فهذا يثير انتباه المفكرين الجزائريين سواء كانوا أدباء أو أئمة أو إعلاميين أو رجال أمن، سيما وأنها محاولات لصناعة الأقليات بلباس الدين وهو ما دفع برجل الدين والإمام لأن يذود عن الأمن الفكري للجزائريين . وأشار وزير الشؤون الدينية إلى تحذير الرئيس بوتفليقة وحديثه عن إرادة دولية لإعادة تقسيم العالم الإسلامي طائفيا، مؤكدا أن الجزائر بأئمتها ومثقفيها وبشعبها الذي قاوم كل محاولات الإغراء تأبى أن تكون أرض معركة لأفكار ليست أصيلة وليست نابعة من ممارسة أجدادنا العلماء.