نجحت شبكات التواصل الاجتماعي فيما فشل فيه العديد من نشطاء المجتمع المدني، وتحول هذا الفضاء الأزرق بمثابة نافذة لإعادة الأمل لمن فقدوه بسبب عجزهم عن إعادة مفقوداتهم والتي عمل العديد من رواد هذا الفضاء المستحيل من أجلها بهدف الوصول إليها وإعادتها الى أهلها ورسم البسمة على وجوههم، وهو حال الكثير من العائلات التي فقدت فلذات أكبادها وحتى وثائق هامة في الحياة اليومية والتي كان من شأنها تحديد مصيرهم، وهو ما أثنى عليه الكثير من المواطنين الذين التقت بهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية. الفايس بوك يعيد البسمة لعائلة روابحي بسطيف صنعت مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار الفايس بوك ، الحدث خلال السنوات الاخيرة من حيث التكافل الاجتماعي، حيث لاقت العديد من إعلانات المساعدة والبحث عن المفقودين تجاوبا كبيرا من طرف الجزائريين، على غرار ما حدث مع الشاب روابحي موسى المفقود من ولاية سطيف وقد راجت عمليات التحسيس والتوعية عبر صفحات جزائرية على الفايس بوك تدعو الشباب والمواطنين الى المساهمة فيها. وقد عملت العديد من المنشورات عبر صفحات الفايس بوك في إعادة الامل والبسمة الى العديد من العائلات التي فقدت افراد عائلاتها وبعض ممتلكاتها، فمن منا لا يتذكر حالة الطفل موسى روابحي، المنحدر من مدينة سطيف (طانجة) والذي فقد لمدة حوالي يومين، لتتمكن في الاخير عائلته من استعادته بعد يومين فقط من نشر الاعلان عبر صفحات الفايس بوك وقد لقيت هذه المبادرة استحسانا كبيرا وسط العائلة وسكان المنطقة وحظيت بعدها بالالتفاف والدعم الجماهيري الكبير، لا سيما وان نتائجها كانت تنقل تباعا على الشبكة التواصلية. ولم يكن حديث سكان بلدية المطمر بولاية غليزان الا عن عودة وداد واخيها ياسر الى حضن العائلة بعد ضياعهما لمدة حوالي اسبوع كامل وذلك بفضل مساهمة شباب المنطقة في نشر صورالمفقودين عبر الفايس بوك . مواطنون يؤكدون على الدور الإيجابي ل الفايس بوك وتنوعت مواضيع المبادرات والحملات التطوعية التي روجت لها صفحات جزائرية رائجة على الفايس بوك بين جمع المال للتضامن مع المحتاجين للقيام بحملات تبرع بالدم لحساب المستشفيات وبين حملات التنظيف والطلاء التي استهدفت العديد من الاحياء والشوارع، وتنظيف المقابر.. وهو ما نال إعجاب الكثير من المواطنين الذين التقت بهم السياسي ، ليقول في هذا الصدد، منير من العاصمة إن هذه التجارب والمبادرات التضامنية كانت موجودة غير ان صداها تجاوز الحدود بفضل شبكات التواصل الاجتماعي بعدما التف حولها الشباب وهو ما يستدعي كسر العزلة لمساعدة الباحثين عن مفقوداتهم . ومن جهته، سرد منير لنا قصته مع فقدانه لرخصة السياقة ليتفاجأ بعدها عبر الفايس بوك انها عند الشباب وهو ما ارجع الامل إليه بعد ان فشل في البحث عن رخصته. وفي ذات السياق، يرى العديد من المختصين ان مبادرات كهذه والتي اصبحت تستقطب الشباب الجزائري في الفايس بوك لا بد ان تتبع لما لها من فوائد كبيرة في إعادة الامل والبسمة لفاقديها، وفي ذات السياق، اكد محمد من العاصمة والذي فقد في إحدى المرات حقيبته الخاصة والتي عثر عليها بفضل مواقع التواصل الاجتماعي انه وعلى الرغم من ان هذا العالم الافتراضي أضحى، بلا منازع، قبلة لكل من أشاح وجه الأمل ظهره عنهم، وكل من دفعتهم المعاناة والآلام لنشر صورة لتدفئ قلوب الجزائريين.