مجموعات « ناس الخير» تنشر الأمل عبر الوطن فوجئنا أثناء تصفحنا للموقع الاجتماعي الشهير « فايس بوك « بوجود العديد من الصفحات الخاصة التي تحمل نفس الشعار « ناس الخير» ولكن بألوان مختلفة تميز مدن المجموعات عن بعضها البعض، و الملفت أيضا هو العديد من الصور التي تبرز العديد من الحملات التطوعية الخيرية في العديد من الأماكن العامة في مختلف مناطق الجزائر، كحملات التنظيف و زيارات للمستشفيات و دور العجزة و غيرها و التي تبرز جانبا لطالما اعتقد الكثيرون أنه غير موجود في المجتمع الجزائري و هو بذرة الخير . « ناس الخير» هي مجموعات تنتشر عبر مختلف ولايات الوطن و أيضا في الخارج كمجموعة «ناس الخير كندا» ، هدفها الأول هو العمل الخيري بكل أشكاله و بكل الوسائل المتاحة أمامهم بشكل تطوعي مئة بالمئة و من دون انتظار أي مقابل مادي أو معنوي ما عدا الرضا النفسي الداخلي الذي يشعر به أعضاء ناس الخير بعد كل مبادرة خيرة يقومون بها، كما قال لنا حليم بن كاجة من الأعضاء المؤسسين لمجموعة « ناس الخير بالبرج». الفكرة بدأت من خلال مبادرة حسنة قام بها مجموعة من الشباب من الجزائر العاصمة، الذي تنقلوا لمدينة الاغواط لمساعدة « الحاجة رحمة» إحدى القاطنات بالمنطقة التي انهار بيتها ، و هنا اختار هؤلاء الشباب الذين شكلوا أول مجموعة تطوعية في الوطن إسم « ناس الخير» بطريقة عفوية ، فعندما سألتهم السيدة المنكوبة من يكونون؟ أجابوها أنهم = « ناس الخير « ، و فور عودتهم للعاصمة فكروا جديا في تأسيس مجموعة لا تنتمي لأية جمعية أو أي منظمة أو تيار ، بهدف تطوير العمل التطوعي بحرية مطلقة و السماح لأكبر عدد ممكن من الأعضاء بالالتحاق بالمجموعة متى شاءوا و دون أن يكونوا مضطرين بالالتزام بشروط أو قيود . و من أهم الأشياء الإيجابية التي تجسدها مجموعات « ناس الخير « هي الجانب التضامني بين أفراد المجتمع و الذي يجسدونه من خلال مجموعاتهم التي تعمل على تطوير تنسيق وطني فيما بينهم من أجل الاتفاق على تنظيم مبادرات مشتركة و تبادل الأفكار من اجل تطوير نشاطاتهم الخيرية . فلكل مجموعة من مجموعات « ناس الخير « الفضل في تكوين مجموعة أخرى في مدينة مغايرة كما هو الحال بالنسبة لناس الخير قسنطينة التي تكونت بفضل دورة تكوينية قدمتها مجموعة « ناس الخير باتنة « في بداية السنة الجارية ، و هي المبادرة التي أدت إلى تكوين مجوعة من خمسة عشر عضوا التف حولهم شيئا شيئا المزيد من الشباب المتطوع ، اللذين حققوا نشاطهم الأول في شهر أفريل الماضي ، حيث قامت فرقة « ناس الخير قسنطينة « بتنظيم زيارة ليوم كامل لدار العجزة بالحامة، محملين بالهدايا التي رسمت البسمة على و وجوههم و آنست وحدتهم بعيدا عن دفء العائلة ، و شعارهم دوما هو « مازال» كما قالت الآنسة هدى محجوب إحدى الأعضاء المؤسسين لمجموعة « الناس الخير»، و التي أشارت أيضا أن فرقة قسنطينة تحضر لبرنامج ثري من النشاطات الخيرية الواسعة التي تشمل العديد من الميادين ، كنظافة الأحياء التي ستعمل المجموعة على تنظيم حملات نظافة منتظمة لها بالإضافة غلى دورات تحسيسية بضرورة العمل المستمر من اجل المحافظة على نقاء و جمال الأحياء و الشوارع العمومية، و ذلك بالتنسيق مع جمعية « الصحة للجميع « التي أخبرتنا أنها أبدت استعدادها لتقديم المساعدة و ذلك من خلال أعضائها الأطباء و غيرها . كما ستحضر ضمن نشاطاتها التضامنية لقفة رمضان التي ستستفيد منها العديد من العائلات المحتاجة عن طريق بعض المساجد التي تعرفها. الأهداف البيئية من بين أهم المشاريع التي تعمل عليها فرق « ناس الخير» عبر الوطن ، خاصة نشر الثقافة البيئية في المجتمع و أيضا ثقافة التطوع من أجل الخير بهدف تغيير فكرة أن المتطوعين هم أناس يسعون لهذا العمل من اجل إمضاء الوقت لا غير، كما أخبرنا حليم عضو «ناس الخير بالبرج» الذي أكد لنا انه من خلال نشاطهم الأول الذي تمثل في تنظيف حديقة عمومية بالبرج لاحظ أن العمل الذي ضم أكثر من ثلاثين متطوعا علموا بالحملة عن طريق صفحة الفايس بوك ، غير الكثير من المفاهيم الخاطئة لدى عامة الناس و خاصة الشباب حول وجود بذر خير فطرية لدى الناس، و أن العمل التضامني لا يحتاج لمنظمات و جهود كبيرة للقيام به بل يكفي أن تكون هناك إرادة حقيقة و عزيمة على تغيير واقع صعب :» عندما بدأنا في التنظيف ، كان المارة يتساءلون من نكون ، و لكنهم كانوا يستحسنون العمل الذي نقوم به و شيئا فشيئا بدء المزيد من المتطوعين بالتهافت ، و قام البعض منهم بتزويدنا بالماء الذي يخفف عنا قليلا حر الصيف ، و البعض الآخر أحضر لنا شتلات صغيرة قمنا بغرسها و هكذا. الجزائريين خيرين بطبعهم و مستعدين للقيام بمبادرات رائعة فقط يجب أن نحفزهم قليلا» . في غضون السنة انتشرت فرق « ناس الخير « عبر الوطن بسرعة فائقة بفضل صفحات «الفايس بوك» ،و انتشار صيت النشاطات الخيرية المميزة التي يقومون بها ، خاصة أن هذه المجموعات هي فرق حرة لا تحكمها لا جمعيات و لا أطراف حكومية أو خاصة ، أهدافها الوحيدة هي الخير و حب المساعدة و استثمار الوقت و الجهد في أعمال صالحة تفيد المجتمع . أمينةجنان