من أكثر المشاكل التي يمكن أن تواجهك هي عدم تنظيم النوم وحدوث إضطرابات في مواعيد الإستيقاظ والنوم وتتغير الساعة البيولوجية للجسم. وينصح الخبراء بالنوم حوالي 7 ساعات يومياً على الأقل قد يختلف نظام توزيع النوم عند الأفراد. نجد أن البعض يفضل النوم بعد الرجوع من العمل إلى موعد الإفطار لأنه يظل مستيقظاً بعد تناول السحور، في حين أن البعض الأخر يفضل إستكمال النوم بعد السحور والإستيقاظ متأخراً. هذه العادات تحتاج منك بعض التنظيم لمحاولة الإستفادة من وقتك، وفي نفس الوقت إعطاء الجسم وقتا كافيا للراحة حاول الذهاب للنوم مبكراً والإستيقاظ قبل وقت شروق الشمس بساعتين للقيام الليل وقراءة القرآن. ولهذا، حاول أن تتناول الوجبات الدسمة على الإفطار وعدم تناول أي وجبة قبل النوم بساعتين لكي تتمكن من النوم بسهولة، مع تجنب عدم الإكثار من المشروبات قبل النوم لكي لا تضطر للإستيقاظ والذهاب للتبول. وقد نجد بعض الأشخاص يقومون بتخطي وجبة السحور تماماً كمحاولة منهم للنوم أطول فترة ممكنة، ولكن وجبة السحور مهمة جداً لمدّ الجسم بالطاقة لأداء الأنشطة اليومية. وقد يشكو بعض الأفراد من النوم كثيراً أثناء النهار وبالتالي عدم القدرة على النوم ليلاً. عموماً يشكو الناس من قلة النوم بسب جدول أعمالهم والمتطلبات الإضافية التي يمكن أن تقوم بها في رمضان مثل صلاة التراويح والسحور. ونحن نريد أن نعالج هذه المشكلة بمجموعة من النصائح العملية، ولكن في البداية سوف نطرح عليكم الموضوع من الناحية النظرية بهذا يمكن أن نفهم النوم من منظور مادي ومنظور روحي لكي نكون قادرين على حل هذه المشكلة. أولاً: المنظور المادي للنوم هناك العديد من الدراسات التي تمت حول فهم كيف ننام وما هي دورة النوم المثالية؟. وتشمل دورة النوم ما يأتي مراحل أكثر يقظة ومرحلة النوم العميق ومرحلة الحلم ويشكل ذلك دورة النوم الكاملة ويزداد مقدار الوقت الذي تقضيه في كل مرحلة على حسب طول ساعات الليل. علي سبيل المثال، فإن مرحلة النوم العميق تحدث في النصف الأول من الليل، في حين تأخذ مرحلة الأحلام فترة أطول من أي مرحلة أخرى. حتى لو كنت تتمتع بليلة نوم كاملة، فإن الخروج من السرير ليس سهلاً حتى لو إنفجر المنبه أمامك لأنك في هذه الفترة تكون في منتصف أعمق مراحل النوم، والحل الأمثل لك إذا ذهبت للنوم في الساعة العاشرة مساء قم بضبط المنبه على 5,30 لأنك سوف تستيقظ بعد مرور 30 دقيقة - 60 دقيقة كحد أقصي. ثانياً: المنظور الروحي للنوم يهمل معظمنا الجانب الروحي للنوم بالرغم من أنه ضروري جداً لك لفهم هذا الجانب حيث يساعدك في تحسين نوعية نومك. نحن جميعاً في حاجة إلى النوم لراحة الجسم. فلا أحد يستطيع الإستمرار بدون النوم سوى الله سبحانه وتعالى، ولكن لا أحد منا يستطيع الإستمرار فإذا سألت أحدكم كم عدد الساعات التي تستطيع أن تقضيها بدون نوم، سيكون أقصى حد هو ما بين 24 ساعة - 48 ساعة، ولكن جميعاً نذهب في النهاية إلى النوم. لذلك إغتنم هذه النعمة فأنت بحاجة لها. فالنوم نعمة من نعم الله علينا ونحن بحاجة إليها لقوله تعالى (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا) (سورة الفرقان، الآية: 47). كما كما قال سبحان وتعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) (الروم: 23). إذن، فإن النوم سواء كان في الليل أو النهار فهو آية ومعجزة من معجزات الله سبحانه وتعالى التي ينبغي علينا أن نتفكر فيها. ويستحق أن نشكره على هذه النعمة العظيمة من خلال عبادته بشكل أفضل.