لجأت وزارة التربية الوطنية بالتنسيق مع وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال إلى قطع الانترنت وحجب مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى كامل التراب الوطني بداية من ليلة السبت الماضي عشية انطلاق امتحانات البكالوريا التجريبية، حيث لم تجد المسؤولة الأولى عن القطاع أي مخرج آخر أو وسيلة لتجنب أي فضائح أخرى قد تعصف بشهادة البكالوريا التي فقدت مصداقيتها بعد مهزلة تسريب مواضيع الامتحانات خلال دورة ماي 2016، فمكان من الوزيرة سوى قطع الانترنت فقط لنيل هذه الشهادة من اجتياز الامتحان في أجواء عادية دون أي هزات ارتدادية. تعذر ابتداء من يوم السبت ليلا لهواة الانترنيت الجزائريين الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما الفيس بوك و توتير بالتحديد منذ الساعة الثامنة مساءا، وذلك عشية الامتحانات الجزئية للبكالوريا حسب ما لوحظ، حيث أكد مصدر من قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، أن هذا الانقطاع لمواقع التواصل الاجتماعي له علاقة مباشرة مع الامتحانات الجزئية للبكالوريا التي انطلقت بالأمس وتستمر إلى غاية الخميس المقبل . وأوضح ذات المصدر انه تم اتخاذ هذا الاجراء خاصة من اجل حماية المترشحين للبكالوريا من تبادل المواضيع الخاطئة على هذه المواقع فيما أكد أن الإبحار على شبكة الانترنيت يتم بشكل عادي وان مواقع التواصل الاجتماعي هي الوحيدة المعنية بهذا الانقطاع، إلا انه ومنذ صبيحة أمس سجلت حركة التزويد بالانترنت انقطاعا كليا عبر التراب الوطني، ويرجع انقطاع الانترنت لوزارة البريد التي أوقفت الخدمة عبر الهواتف النقالة، إضافة إلى أن الدخول إلى شبكة الإنترنيت على الخطوط الثابتة كانت شبه متوقف. وقد أثار هذا الاجراء الذي أقدمت عليه الوزارة الوصية بالتنسيق مع وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال سخط الملايين من المواطنين الذين تعطلت أشغالهم بسبب هذا الانقطاع المفاجئ لخدمة شبكة الانترنت في الوقت الذي أكدت الوزارة أن الاجراء سيقتصر فقط على حجب مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الواقع كان مخالفا تماما لذلك، حيث تعذر على المواطنين الجزائريين إلى جانب المؤسسات التي يرتكز عملها على شبكة الانترنت من الولوج لهذه الأخيرة مما قد يكبدهم خسائر مادية كبيرة. من جهة أخرى، يرى العديد من المتتبعين للشأن التربوي، أن إقدام وزارة التربية على قطع الانترنت على ملايين الشعب الجزائري لم يكن بالحل المناسبّ، مشيرين إلى أن حجب مواقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك لا يمنع الغش كون الانترنت تعج بالمنتديات والمدونات وهناك العديد من الطرق التي تسمح بتسريب مواضيع الامتحانات، موضحين أن الحل يكمن في الجدية والصرامة والتنظيم المحكم في تسير الامتحانات.