تعتبر زيارة ضريح سيدي عبد الرحمن الثعالبي، المتواجد بالقصبة، من العادات التي ما زالت، حتى الآن. فرغم مرور ما يقارب ال6 قرون عن وفاة هذا الرجل الصالح، لا يزال الناس يزورون مقامه من أجل الترحم على روحه، فهم يعتبرونه شيخا ووليا صالحا. ولد عبد الرحمن الثعالبي سنة 786ه/ 1384م بمنطقة يسر بولاية بومرداس، ونشأ في بيئة علم ودين وصلاح، استهل تعلمه على يدي علماء منطقته. كان معروفا عنه، أنه عالم زمانه في علوم التفسير، العقيدة، الفقه، والتصوف، وغيرها من العلوم الدينية الأخرى، وهو أحد أعلام القرن التاسع الهجري، ذلك أن الإنتاج الفكري للثعالبي انتشر في مختلف مكتبات العالم العربي والغربي. كما ترك الثعالبي ما يزيد عن المائة مؤلف بين رسائل وشروح وحواش وكذا تعاليق وكتب مستقلة في الوعظ والرقائق والتذكير والتفسير وغيرها. توفي يوم الجمعة 23 رمضان 875 للهجرة، الموافق لمنتصف شهر مارس 1471م. ودفن في زاويته بالجزائر العاصمة، حيث ضريحه بها إلى اليوم. وكان العثمانيون بنوا ضريح العالم الجليل سنة 1612م ويستقطب عددا كبيرا من الزوار على مدار السنة من رجال ونساء وحتى شباب وأطفال، ويزداد إقبال الناس على زيارته يوم الجمعة وشهر رمضان من أجل الدعاء والصلاة، ترحما على روح هذا الولي الصالح عبد الرحمان الثعالبي، الذي تمر على وفاته، اليوم، نحو 545 سنة.