أحيت السفارة الفلسطينيةبالجزائر نهاية الأسبوع الماضي الذكرى 12 لوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والذكرى 28 لإعلان قيام دولة فلسطين من الجزائر، أين التقت السياسي بسعادة السفير الفلسطيني لؤي عيسى و أجرت معه هذا الحوار الذي تطرق فيه لواقع العلاقات الجزائريةالفلسطينية أين أشاد بثبات موقف الجزائر من القضية الفلسطينية والذي يتجدد كل مرة، والذي أكدت ثباته رسالة الرئيس بوتفليقة، كما سلط لؤي عيسى الضوء على قضية حرق العلم الجزائري و فتح مكتب لحركة حماس ببلادنا، معرجا للحديث عما تعيشه الأراضي الفلسطينيةالمحتلة في الأيام الأخيرة من تضييق متواصل، فيما راح يحلل بعض المستجدات الدولية المرتبطة بالقضية على رأسها صعود دونالد ترامب لسدة الحكم في امريكا. بعد 28 سنة من إعلان قيام دولة فلسطين على أرض الجزائر ،ماذا تمثل لكم هذه المناسبة في الوقت الحالي ؟ و ماذا تحقق من اهداف انعقاد المجلس الوطني في نوفمبر 1988 ؟ هي ذكرى مركزية في تاريخ الشعب الفلسطيني و القضية الفلسطينية و أيضا هي محطة تاريخية هامة تسلط الضوء على العلاقات القوية و الراسخة والمتينة بين الشعبين الجزائري و الفلسطيني ، حيث أنه في كل مرحلة نضالية مرت بها فلسطين الا وكان فيها للجزائر بصمة، و هنا أشير الى أن الجزائر شاركت في بلورة برنامج وطني بالرغم من الانقسامات الداخلية التي كانت تشهدها فلسطين كما لعبت دورا دبلوماسيا كبيرا في وضع وثيقة إعلان قيام دولة فلسطين في نوفمبر 1988 بعد جهد حثيث على جميع المحافل خلال المؤتمر الذي احتضنته أراضيها في نوفمبر 1988، كما أجدد التنويه بموقف الدولة الجزائرية آنذاك حيث استضافت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وتم عقد المجلس الوطني الذي تمخض عنه الاعلان قيام دولة فلسطين. أما الآن فالنضال الفلسطيني في تصديه للاحتلال الصهيوني، يترسم اليوم خطى الثورة الجزائرية التي دبرت وقدمت أرضية مبنية على القيم الإنسانية والنضالية والفكرية والتي فتحت الحوارات الديبلوماسية، و استطاعت أن تكون نموذجا للنضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي وللحركات التحررية عبر العالم كذلك. بمناسبة الذكرى 12 لوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، أين وصلت التحقيقيات بخصوص فرضية اغتياله بالسم ؟ لجنة التحقيق في وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات لم تنه تحقيقاتها وما زالت في طور العمل والبحث، و ليس لدي ما أقوله في هذه القضية ، كل ما استطيع قوله هو أن الصهاينة أرادوه أسيرا أو قتيلا أو طريدا لكنه مات شهيدا. بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رسالة للسلطة الفلسطينية بمناسبة هذه الذكرى المزدوجة، ماذا تمثل بالنسبة لكم ؟ معلوم أن الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتردد الجزائريون حكومة و شعبا في المجاهرة بعدائهم للصهاينة ودعمهم لأشقائهم في فلسطين (ظالمة أو مظلومة)، والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة معروف بدفاعه عن القضية الفلسطينية، و هو القائل في 1963 إن استقلال الجزائر لا يتم إلا باستقلال فلسطين، و رسالته الأخيرة تؤكد أنه لن يتخلى عن فلسطين أين أكد ثبات موقف الجزائر من القضية الفلسطينية و شدد على أن الجزائر تدعم الجهود المبذولة هنا وهناك لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف. اهتز الشارع الجزائري مؤخرا عقب حادثة حرق العلم الجزائري، من قِبل أحد المجهولين في قطاع غزة ، برأيكم ما مدى تأثير مثل هكذا حادثة مشينة على العلاقات بين البلدين ؟ نحن سارعنا عقب الحادثة إلى نشر بيان توضيحي حتى نطفئ نار الفتنة و لا تستغلها الأبواق الحاقدة على العلاقات المتينة بين البلدين، حيث قلنا إنه عمل معزول، ومعيب لا يعبّر عن عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين الفلسطينيوالجزائري، كما ذكرنا أن السلطة الفلسطينية لن تسمح لأحد بالمساس بالرموز السيادية لأي دولة وبخاصة الجمهورية الجزائرية الشقيقة التي تغمّد علمها بدماء الشهداء كما العلم الفلسطيني، والتي يكن لها شعبنا كل الاحترام والتقدير لمواقفها الداعمة لقضيتنا الفلسطينية على الدوام، كما سارعت السلطات إلى توقيف الشاب المذنب و إحالته على العدالة في ظرف قياسي . قبل اسابيع من الآن طلبت السياسي ردا من السفارة الفلسطينية حول عزم حركة حماس فتح مكتب لها بالجزائر، فرفضتم ذلك ، أما الآن و بعدما هدأت الهالة التي أحاطت بالقضية نوعا ما،هل يمكننا معرفة رأيكم في هذه القضية ؟ طبعا فحركة حماس فصيل فلسطيني وطني سيكون جزء من الحكومة المقبلة ، و مكتب حركة فتح ليس لديه أي مشكل معه و لا يقف ضده، ونحن نرى انه شأن داخلي يخص الجزائر فهي دولة ذات سيادة و لا نقلق من أي قرارات لها . تعيش الأراضي الفلسطينيةالمحتلة في الأيام الأخيرة حالة من التضييق المتواصل بلغ مداه بفرض قانون يمنع رفع الآذان عبر مكبرات الصوت في القدس، ما رأيكم في هذا القرار و ماهي انعكاساته ؟ نحن نندد بمصادقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مشروع القانون الذي يفرض قيودا على استخدام مكبرات الصوت في رفع الأذان في المساجد لأنه قرار عنصري و يمثل حربا على الإسلام والمسلمين كما أنه تحد لكل ما هو عربي وإسلامي في بيت المقدس، لذلك فهو مرفوض ويدل دلالة واضحة على أن دولة الاحتلال تسعى إلى تنفيذ مشروع الدولة اليهودية. لكن الرد جاء سريعا عبر رفع النائب الفلسطيني أحمد الطيبي الذي رفع الأذان داخل الكنيست الإسرائيلي تحديا منه لمشروع القرار . واشنطن لن تتخلى عن حماية الكيان اسرائيل ولا ننتظر شيئا من ترامب من بين المستجدات الدولية الهامة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية و هو المعروف بنزعته المتطرفة و دفاعه عن الصهاينة، برأيك كيف سيؤثر على مسار القضية الفلسطينية في الهيئات الدولية ؟ أمريكا معروفة بأن سياستها الدولية مركزية و لا تتغير بتغير الرؤساء ، خصوصا ما تعلق بموقفها الداعم للإحتلال الإسرائيلي ، فلا بوش و لا اوباما و لا ترامب يمكنه التخلي عن حماية اسرائيل ، لذلك فتغيير الأشخاص لا يعني أي شيئ بالنسبة لقضيتنا. كلمة أخيرة تريد أن نختم بها حوارنا سعادة السفير؟ أقول إن السلطة الفلسطينية باقية على العهد و ستمضي في نضالها إلى غاية استعادة كامل اراضيها من يد المغتصبين، خلال هذه المناسبة يتجدد العهد بين أبناء الشعب الفلسطيني لمواصلة الكفاح لتجسيد الحلم الفلسطيني بإزاحة الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة،فكونوا مع وحدتنا لأن فلسطين هي المشروع الوحيد الذي يواجه المشروع الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط ، و لا تصابوا بطوفان الصراع و التفتيت و التشتيت الذي اصاب دولا كثيرة في المنطقة ، و حافظوا على بلادكم.