- أسعار الذهب الأسود تتجاوز عتبة ال57 دولار للبرميل تتوالى الأنباء السارة للجزائريين من أسواق النفط العالمية منذ اتفاق الجزائر التاريخي نهاية سبتمبر المنصرم، والذي تبعه لقاءان آخران في فيينا بين دول أوبك والمنتجين المستقلين، تم خلالهما ترسيم الإلتفاف حول النظرية الجزائرية المبنية على الحد من تدفق الإمدادات لرفع الأسعار المتدهورة للذهب الأسود منذ ما يقارب السنتين، حيث ارتفع النفط إلى أعلى مستوياته في 18 شهرا، ليتجاوز عتبة ال57 دولار للبرميل وهو السعر الذي توقعته وزارة الطاقة خلال قادم الشهور. ارتفع النفط إلى أعلى مستوياته في 18 شهرا، أمس، بعد أن توصلت أوبك وبعض منافسيها إلى أول اتفاق لهم منذ 2011 لتقليص الإنتاج بشكل مشترك لمعالجة تخمة المعروض العالمي. وكان المنتجون غير الأعضاء بمنظمة البلدان المصدرة للبترول قد اتفقوا بقيادة روسيا، السبت، على خفض الإنتاج 558 ألف برميل يوميا انخفاضا من 600 ألف برميل يوميا، التي كانت مستهدفة، لكنها تظل أكبر مساهمة من خارج أوبك على الإطلاق. وجاء ذلك بعد أن اتفقت أوبك في 30 نوفمبر على خفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يوميا ل6 أشهر من أول جانفي. وستخفض السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم إنتاجها نحو 486 ألف برميل يوميا للحد من تخمة المعروض، التي تعاني منها الأسواق منذ عامين. وصعدت العقود الآجلة للخام بقوة وزادت عقود الخام الأميركي 23 في المائة منذ منتصف نوفمبر مع بدء تنامي التفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق. وثمة مخاوف بين المحللين من أن التحرك الكبير في سعر الخام غير قابل للاستمرار وأن السوق قد تكون ارتفعت أكثر من اللازم في ضوء التوقعات بأن منتجين شتى لن يلتزموا بالتخفيضات المتفق عليها. وتحدد سعر التسوية لعقود الخام الأميركي على ارتفاع 1.33 دولار عند 52.83 دولار للبرميل أي بزيادة 2.6 في المئة، لكن ذلك أقل بكثير من ذروة اليوم. وواصلت الأسعار انخفاضها بعد التسوية، لتصبح المكاسب 98 سنتا فقط والسعر 52.48 دولار في الساعة 2022 بتوقيت غرينتش. وأغلق خام برنت مرتفعا 1.36 دولار عند 55.69 دولار بزيادة 2.5 في المئة بعد أن صعد خلال الجلسة إلى 57.89 دولار وهو أعلى سعر منذ جويلية 2015. ومنذ بداية تراجع اسعار النفط قبل نحو سنتين، تموقعت الجزائر في طليعة الدول الساعية إلى حل الأزمة من خلال سلسلة لقاءات مع مسؤولي كبار منتجي النفط داخل أوبك في صورة السعودية وإيران وخارجها على غرار روسيا، وتم بفضل تفعيل الآلة الدبلوماسية الجزائرية، تحقيق توافق بين مختلف الاطراف المؤثرة في سوق الذهب الاسود حول النظرية النفطية الجزائرية المبنية على الحد من تدفق الإمدادات لرفع الاسعار المتهاوية، توج فيما بعد خلال مؤتمر الجزائر نهاية سبتمبر أين تحقق ما يشبه معجزة اقتصادية بقبول كل الاطراف بخطة خفض الإنتاج التي اقترحتها بلادنا، قبل أن يتم ترسيمها داخل وخارج أوبك في فيينا