انتهى اجتماع الجبهة المقاطعة للتشريعيات في هيئة التشاور والمتابعة الممثلة لأحزاب المعارضة مثلما كان منتظرا إلى إصدار بيان ناري ضد زملائهم في هذا الهيكل حيث اتهموهم عنوة بتبني المعارضة كتكتيك ظرفي لمساومة السلطة، وفي انتظار رد الضفة الأخرى يبدو أن الإيسكو وصل إلى طريق مسدود قد يعجل بحله نهائيا. وخرج أوفياء أرضية مزفران في غياب علي بن فليس ببيان وجهوه للرأي العام وتقرر فيه بعد مقدمة طويلة وجهوا فيها انتقادات عريضة للسلطة دون تقديم حلول ميدانية كعادة هيكل المعارضة الذي بات اليوم براسين عدم الإنسياق وراء ما وصفوها بالاوهام وعللوا قرارهم بالقول إن المشاركة تتنافى كلية مع روح ونصّ أرضية مزفران وأرضية الحريات والانتقال الديمقراطي الداعية الى إنشاء هيئة مستقلة ودائمة لتنظيم الانتخابات والإشراف عليها . كما أكدوا في بيانهم الذي حمل توقيع رئيس حزب معتمد واحد و هو جيلالي سفيان رئيس حزب جيل جديد بأن عمل المعارضة الوطنية لا يُمكن أن يكون ظرفيا أو تكتيكيا، إنما هو نضال تراكمي وعمل جادّ ومستمر لا يقبل المساومة ، في إشارة واضحة إلى الاحزاب المعارضة التي أعلنت مشاركتها في الحكومة المقبلة وعلى رأسها حركة حمس. وسبق لرئيس حمس عبد الرزاق مقري وأيضا الامين العام لحركة النهضة محمد ذويبي أن أكدا بأن خيار المعارضة ليس أبديا ويمكن أن يتغير بتغير المستجدات في الساحة الوطنية. ووقع على بيان أوفياء مزفران كل من سفيان جيلالي رئيس حزب جيل جديد وكريم طابو رئيس حزب اتحاد الديمقراطي الاجتماعي (قيد التأسيس) وعلي بن واري رئيس حزب نداء الوطن (قيد التأسيس) وفريد مختاري رئيس حزب قوة الجزائر (قيد التأسيس) وصالح دبوز من الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان، فضلا عن الناشطين محمد أرزقي فراد وعمار خبابة وسليم صالحي وسعد بوعقبة ومسعود عظيمي ومحاد قاسمي وسمير بن العربي. وقرأ متتبعون للشأن السياسي، التطورات الأخيرة التي طرأت على أكبر هيئة تضم جل التشكيلات السياسية المعارضة، على أنها بوادر قرب اندثار هذه الهيئة، بسبب الضعف التنظيمي الذي تعاني منه المعارضة الجزائرية، وحالة الانشقاق الدائمة، وسيطرة الصراعات الشخصية والحرب على الزعامة.