مع نهاية الآجال القانونية لإيداع ملفات الترشح الخاصة بالتشريعيات المقبلة، أثبتت عديد الاحزاب المصنفة في خانة الفتية أنها تسير بمنطق أنانية من القمة إلى القاعدة، و ذلك بعدما فوتت على نفسها فرصة عقد تحالفات وطنية تسمح لها بالدخول في أغلب ولايات الوطن ، و اكتفت بمشاهدة سقوطها في امتحان جمع التوقيعات دون تحرك. و تشير آخر الارقام و المعطيات الواردة من مختلف الاحزاب الناشطة في الساحة بعد انتهاء الآجال القانونية لغيداع الترشيحات أن عديدها ستدخل غمار التشريعيات في ولايات معدودة على الاصابع على غرار حزب التجديد الجزائري الذي سيشارك في ستة إلى ثمانية ولايات، و جبهة النضال الوطني التي أكد رئيسها عبد الله حداد أنها ستشارك في خمس ولايات فقط ، بعدما كانت تراهن على 30 ولاية ، و نفس الشيئ مع الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية، حزب الشباب،حزب العدل و البيان، حركة الوفاق الوطني، حزب الطبيعة والنمو،حزب الفجر الجديد، جبهة الحكم الراشد و غيرها من التشكيلات التي تصنف في خانة الفتية أو الصغيرة . و أدركت بعض الاحزاب متأخرة أنه لا بديل لها عن بناء التكتلات والأقطاب السياسية للبقاء في المشهد فحاولت عقد تحالفات انتخابية في الوقت بدل الضائع على غرار تكتل الفتح الذي يضم 5 احزاب قد تكون غير معروفة عند السواد الاعظم من الجزائريين،بينما ابدت تشكيلات سياسية أخرى ندمها على تضييع الفرصة التي منحتهم إياها وزارة الداخلية لتجاوز العتبة بالتوافق مع اخرى، و هو ما اكده رئيس حزب التجديد الجزائري كمال بن سالم في حوار أجراه مؤخرا مع السياسي حيث قال دخولنا المتاخر لاجواء التشريعيات صعب علينا عقد تحالفات انتخابية رغم الاتصالات التي تلقيناها،و خلصنا إلى التكتل مع حزب الافانا في ولاية واحدة فقط هي اليزي و لعل هذا الواقع ما جعل شاهدا من أهلها يتحدث، و يتعلق الامر بالقيادي المستقيل من حزب العدل و البيان محمد صالحي الذي قال في منشور فايسبوكي: جلست اليوم مع بعض الأصدقاء من رؤساء الأحزاب المعتمدة في 2012 و قبلها .. و وقفت على عجز الكثير من التشكيلات على الدخول في عدد مقبول من الولايات بل ان بعضها رمى المنشفة و لم يقدر و لو على إعداد قائمة واحدة و الكثير منها اكتفى بولايتين أو أربع أو ست أو ثمانٍ و لم يرتقوا إلى العشر و اضاف زوج نعيمة صالحي و مما تلاوَم فيه رؤساء الأحزاب الأصدقاء أنهم فشلوا في عقد تحالف وطني يسمح لهم بالدخول في أغلب الولايات و اعترفوا بأن هذا الفشل راجع للأنانية من القمة الى القاعدة و ذلك أن هذه الأحزاب حصل بعضها على نسبة 04 بالمائة في ولايات قليلة دون أخرى و أن المناضلين في الولايات المذكورة رفضوا التحالف مع غيرهم من الأحزاب التي طلب منهم رؤساؤهم أن يتحالفوا معها .