لا يزال داء الحصبة واللقاح المخصص له يثير جدلا واسع على مستوى الساحة الوطنية، في الوقت الذي تم تسجيل مدى خطورة هذا المرض المنتشر بكثرة عبر العالم والذي تسبب في وفاة 17 شخص بدولة رومانيا، في المقابل أكد وزير الصحة والسكان، عبد المالك بوضياف، أنه يثق في الدولة الجزائرية وما تقدمه لشعبها، مشيرا إلى أن إقدامها على شراء لقاح بملايين الدينارات في الوقت الذي لا تستطيع دول أخرى اقتناءه سيساهم في القضاء على هذا المرض بشكل كامل خلال سنة أو سنتين. وفي هذا الإطار، أوضح وزير الصحة خلال استضافته بإحدى القنوات التلفزيونية، فيما يخص قضية حملة التلقيح ضد مرض الحصبة وما أثارته من جدل واسع، أن الأمر لا يتعلق بفشل في عملية التسويق وإنما هي عملية عادية جدا، مضيفا أن هذا التلقيح متوفر في الجزائر منذ 1998 لكل مولود جديد، إلا أن الجديد في الأمر أن الوزارة تفاجأت ببعض التصرفات، مضيفا أنه كان على الأولياء لدى تسلمهم استمارة قبول التلقيح من عدمه حث أبنائهم على الخضوع للعملية مبررا ذلك بكون الدولة الجزائرية التي أقدمت على شراء لقاح بالملايين الدينارات التي لا تستطيع الكثير من الدول شراءه وبعد سنة أو اثنين تتمكن من القضاء على هذا المرض كما تم القضاء على الكثير من الإمراض الأخرى، مؤكدا أن الجزائر من الدول الرائدة مع المنظمة الدولية للصحة، من اجل مسايرة هذه اللقاحات والقضاء على هذه الأمراض، مشيرا إلى أن العملية عادية جدا. أكثر من نصف مليون خضعوا لعملية التلقيح ودعا بوضياف، إلى عدم المزايدة فيما يتعلق باستمارة التلقيح، مشيرا إلى أن بعض الفضائيات قامت باستدعاء أشباه الأساتذة للخوض في القضية عوض المختصين، وهو ما أدى إلى نمو الخوف لدى الأولياء والوصول إلى حد الاعتداء على الأطباء وإتلاف بعض الجرع من اللقاح، مؤكدا أن الدولة الجزائرية لا يمكن أن تجلب دواء يضر صحة المواطن، كما أشار إلى أن أكثر من نصف مليون تلميذ خضعوا لعملية التلقيح ولم يتم تسجيل أي مضاعفات، فيما سيتم فتح تحقيق للكشف عن الأطراف المروجة للإشاعات نقابات الصحة تطمئن أولياء التلاميذ حول اللقاح من جهة أخرى، أكدت نقابات الأطباء الجزائريين على ضرورة تلقيح كل الأطفال المعنيين بحملة التلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية في الوسط المدرسي مطمئنة أولياء التلاميذ بشأن فعالية اللقاحات المستعملة. وأوضح كل من مجلس عمادة الأطباء الجزائريين و النقابة الوطنية للأطباء الممارسين الأخصائيين للصحة العمومية والنقابة الوطنية للأساتذة الباحثين الاستشفائيين الجامعيين والنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية، أن هذه الحملة تهدف إلى القضاء على المدى المتوسط على التهديدات الوبائية وضمان الأمن الصحي للسكان القائم على دلائل علمية معترف بها. واعتبر الأطباء أن حملة التلقيح تندرج كالعادة في إطار تعزيز السياسات الوطنية للوقاية من الأمراض المميتة أو المسببة لإعاقات ومكافحتها، مضيفين أنهم اغتنموا الفرصة لتنفيذ الأعمال الإستراتيجية في مجال الوقاية من الأمراض المتنقلة بغية دعوة أولياء التلاميذ والأطباء ومهنيي الصحة وكذا وسائل الإعلام للتجند من اجل ضمان نجاح الحملة الوطنية للتلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية في الوسط الدراسي. وأضاف البيان أن هذه الحملة التي تأتي وفقا لتوصيات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية تدوم من 6 إلى 15 مارس 2017 وتخص أطفال الطورين الابتدائي والمتوسط الذين يزاولون دراساتهم في المؤسسات العمومية والخاصة أي ما يقارب 7 ملايين تلميذ على المستوى الوطني أيا كانت وضعيتهم السابقة بخصوص التلقيح. المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض يحذر من انتشار فيروس الحصبة في ذات السياق، تسبب مرض الحصبة المنتشر عبر العالم في وفاة 17 شخص بدولة رومانيا وذلك حسب ما كشف عنه وزير الصحة الروماني، فلوريان بودوغ، الذي أشار إلى أن آلاف الأشخاص يعانون من المرض منذ بدء انتشاره أواخر العام الماضي. ونقلت مصادر إعلامية نقلاً عن الوزير قوله، إن حوالي 3 آلاف و400 شخص أصيبوا بالمرض منذ انتشاره في سبتمبر الماضي، ولفت النظر إلى أن الفيروس الذي سبب انتشار المرض مماثل لجرثومة وجدت في المجر وإيطاليا. وفي وقت سابق، حذّر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، من ارتفاع احتمال تصدير فيروس الحصبة من رومانيا إلى مناطق مجاورة. وفيروس الحصبة معد جدا ويسبب التهاب في المسالك الهوائية التنفسية، ومن بين الأعراض التي ترافق المرض السعال، والزكام، وتهيّج العينين، أوجاع في الحلق.وارتفاع درجة الحرارة.