- عيد النصر جاء تتويجا لكفاح مرير ضد الاستعمار الفرنسي دعا رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أمس، الشعب الجزائري إلى التحلي باليقظة والحفاظ على المكاسب التي حققتها البلاد وضمان استمراريتها. وقال الرئيس بوتفليقة، في رسالة له بمناسبة ذكرى عيد النصر المصادف ل19 مارس، قرأها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية، محمد علي بوغازي: علينا اليوم أن نتحلى باليقظة لنستغل نتائج الإصلاحات ونحافظ على المكاسب ونضمن استمراريتها، بما يجعل المواطن يعيش حرا في إطار الديمقراطية . وأضاف رئيس الدولة، أن هذه الديمقراطية تبنى وتبرز الكفاءات والخبرات التي تعود على الوطن بالفلاح والصلاح، وتمكن بناتنا وأبنائنا من أن يفتخروا بما أنجزوه وما حققوه، في محيط استطاعوا فيه استرجاع والحفاظ على الأمن والسلم . وأكد رئيس الجمهورية، أن استرجاع السلم جاء بفضل تضحيات الشعب الجزائري ووعيه وفي المقدمة أفراد الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، وقوات الأمن من درك وشرطة الساهرين على أمن البلاد والعباد . وتابع الرئيس بوتفليقة قائلا: وإنها لمناسبة نجدد لهم فيها جميعا ضباطا وضباط صف وجنودا وعناصر تحية إكبار وتقدير، وإنحاء خاشع على شهداء الواجب الوطني . وطالب رئيس الجمهورية الجزائريين الى الاقتداء بأسلافهم في صنع الاحداث والانتصارات لبناء جزائر قوية اقتصاديا وصلبة أمنيا. وناشد رئيس الجمهورية: أدعوكم، مرة أخرى، أن تكونوا صناع الأحداث والانتصارات مثل آبائكم وأسلافكم، صناع جزائر قوية اقتصاديا وصلبة أمنيا، شامخة في محفل الدول، جزائر تسيير بثبات في مقدمة الدول الناشئة، جزائر تضمن العزة والكرامة والرخاء لأبنائها اليوم وغدا . وفي هذا الإطار، ذكر الرئيس بوتفليقة بما قاله في إحدى المناسبات من سنة 2009 عندما أكد أن الواجب اليوم يحتم علينا أن نتجاوز توصيف الأحداث وتصنيفها في التاريخ، كما لو كانت حالا باهتة بلا أبعاد أو أحداث لا تستند إلى علل وأسباب . وأضاف رئيس الدولة أن الشعب الجزائري استلهم الدروس واستخلص العبر من المأساة الوطنية ليحول الجزائر إلى بلد آمن بعون من المولى الكريم الذي ألهمنا سياسة السلم والمصالحة الوطنية، التي نراها تتعمق كل يوم في نفوس المواطنين، فاندفعوا في جو من الثقة والطمأنينة يطلقون الورشات الكبرى الاقتصادية والصناعية والفلاحية منها . وأكد بوتفليقة أن عيد النصر يعد محطة بارزة في تاريخ الجزائر وتتويجا لكفاح مرير ضد الاستعمار الفرنسي. وقال الرئيس بوتفليقة: إن يوم النصر يعد محطة بارزة في تاريخ الجزائر وتتويجا لكفاح مرير ضد استعمار عانى ويلاته الشعب الجزائري وما يزال يعاني من آثاره إلى يومنا هذا . وتابع رئيس الجمهورية قائلا: إنه يوم أنهى فيه شعبنا البار حقبة طويلة من الاستعمار، ووقف فيه وقفة عز ومجد وانتصار، بعد ثورة نوفمبر المجيدة التي صنعها أبناؤه بما وهبهم الله من إرادة وإيمان لا يصدهما عن بلوغ الغاية الحديد ولا النار، وبما قدموا من تضحيات جسام، ملايين من الشهداء، والمعطوبين ومن الأيامى واليتامى، فضلا عن الخراب والدمار، وما خلف كل ذلك من وضعيات مأساوية مست كل أسرة في كافة أنحاء البلاد . وأكد رئيس الدولة أنه إذا كان 19 مارس 1962 تاريخ وقف إطلاق النار، جاء بفضل تضحيات الشهداء والمجاهدين، فقد كان أيضا نتيجة مفاوضات شاقة قادها وفد الجزائر المكافحة، الذي استطاع أن يحاور المستعمر بعبقرية وكفاءة، ملؤهما الإخلاص والوفاء للوطن، وعلى الرغم مما كان لدى الخصم من مراجع ومصادر، فقد استطاع الوفد الجزائري أن يفتك حق شعبنا كاملا في حريته وسيادته على أرضه دون أن ينقص منها باع أو ذراع .