يواجه الوزير الجديد للسياحة، حسان مرموري، تحديات كبيرة في طريقه للنهوض بالقطاع الذي ظل طيلة سنوات مهمشا، رغم المؤهلات الطبيعية والبشرية التي تزخر بها بلادنا وجعله أحد البدائل الاقتصادية للخروج من التبعية للمحروقات. ويصطدم ابن مدينة جانت بملفات عالقة على رأسها تدني الخدمات السياحية وضعف الحظيرة الفندقية، فضلا عن حمى الاسعار التي أفرزت نزوحا للسياح الجزائريين صوب الوجهات الاجنبية. وتعتبر مجابهة حمى الأسعار التي تهدّد السياحة الداخلية، إحدى المهمات الاستعجالية للوزير الجديد خصوصا وان تعيينه جاء في غرة موسم الاصطياف، فحسب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، إلياس سنوسي، فإن توجه الجزائريين إلى تونس بالدرجة الأولى وتركيا والمغرب لقضاء العطل الصيفية، بالرغم من توفر البلاد على شريط ساحلي مبهر، يعتبر أمراً منطقياً، حيث إن قضاء عطلة لأسبوعين في مدينة بجاية يكلف عائلة من 4 إلى 5 أشخاص مبالغ طائلة، وهذا دون احتساب مصاريف جانبية كالوقود والتنقل. وعليه يعتبر أن المشكلة المطروحة في الجزائر هي ثنائية ارتفاع الأسعار وتردي الخدمات، في فصل الصيف بالمدن الساحلية. مرموري سيجد نفسه أمام العديد من التحديات الاخرى خاصة فيما يتعلق بالهياكل السياحية والتي تعتبر من بين الأولويات التي لا غنى عنها لترقية السياحة وتطويرها وجعل الاستفادة منها أمرا ممكنا، وهو ما ينقص السياحة في الجزائر التي تعاني شحا كبيرا في الهياكل، خاصة من ناحية المنتجعات والفنادق، هذه الأخيرة، التي إن وجدت، فإنها متواضعة من حيث عددها ونوعيتها إذا ما قورنت بما لغيرنا في المنطقة من دول الجوار، خاصة في المغرب وتونس، أضف إلى ذلك مشكل مجانية الشواطئ، رغم أن وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، كان قد أمر في اجتماع مع إطاراته، عقد بحر الأسبوع الجاري، بإيفاده بتقارير أسبوعية دورية فيما تعلق بنظافة المحيط ومجانية الشواطئ، خلال موسم الاصطياف. مرموري: سنعطي دفعا قويا للسياحة الجزائرية وأكد وزير السياحة والصناعة التقليدية، حسن مرموري، في أول خرجاته الإعلامية، على ضرورة تكاتف جميع المعنيين بقطاع السياحة للنهوض به وجعله أحد البدائل الاقتصادية للخروج من التبعية للمحروقات. وقال الوزير في كلمة له خلال مراسم تسلم المهام: سنعمل وسنسعى جاهدين سويا وذلك طبقا لمخطط عمل الحكومة المنبثق عن برنامج رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، قصد إعطاء دفع قوي للقطاع وذلك باستغلال الطاقات السياحية والطبيعية التي تزخر بها الجزائر ، مشيرا في هذا الإطار إلى السياحة الشاطئية والحموية والجبلية وخاصة السياحة الصحراوية التي تزخر بتراث مادي وغير مادي سواء ما تعلق بالقصور أو مختلف الآثار التاريخية والحضارية وكذا التراث الموجود بمنطقتي الطاسيلي والهڤار. وبعد أن أعرب عن عرفانه لرئيس الجمهورية الذي وضع الثقة في شخصه لتسيير قطاع السياحة في هذه الظروف بالذات، شدد مرموري على ضرورة تكثيف وتنسيق جهود جميع اطارات القطاع مع القطاعات الاخرى ذات العلاقة للعمل سويا من اجل تسطير إستراتيجية لترقية هذا القطاع على ضوء مخطط عمل الحكومة الذي صادق عليه مؤخرا البرلمان بغرفتيه. من هو حسان مرموري؟ ويعد حسان مرموري، المعين وزيرا جديدا للسياحة والصناعات التقليدية من قبل رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، باحثا متخصصا في المجتمع الترڤي وتاريخه، فضلا عن شغله لعدة مناصب مسؤولية في وزارة الثقافة. وكان مرموري، الذي يعد من مواليد مدينة جانت، قد تقلد منصب مدير الثقافة لولاية الوادي وكذا مدير دائرة الكتاب بوزارة الثقافة ومدير لجنة القراءة في الصالون الدولي للكتاب لسنة 2016 ومدير لجنة حظر الكتب المسيئة. له عدة مؤلفات من بينها التوارڤ.. بين السلطة التقليدية والإدارة الفرنسية في بداية القرن العشرين ، الذي تطرق فيه للمجتمع الترڤي وثقافته الضاربة في عمق التاريخ الإنساني وهو نفس الموضوع الذي اختاره لأطروحة الدكتوراه التي تمحورت حول مقاومة توارڤ آزجر للاستعمار الفرنسي. ويأتي تعيين رئيس الجمهورية للسيد مرموري وزيرا للسياحة والصناعات التقليدية، طبقا للمادة 93 من الدستور وبعد استشارة الوزير الأول.