جمعيات تندد وتطالب وزارة التضامن بالتدخل تسبب غلق الأقسام الخاصة بالمعاقين عبر بعض المؤسسات التربوية في استياء واسع لأولياء التلاميذ المعاقين، والذي اصطدم فلذات أكبادهم بفصلهم من المدارس بحجة الاكتظاظ واستعمال الأقسام لفائدة التلاميذ الآخرين، وهو ما رصدته السياسي خلال جولة قادتها إلى بعض المدارس التي أغلقت أقسامها في وجه فئة المعاقين وسط استياء واسع من طرف الأولياء. المعاقون يصطدمون بالأقسام المغلقة اصطدم أغلب الأطفال المعاقين خلال الدخول المدرسي، بالأقسام المغلقة بوجوههم لدى توجههم إلى المدرسة، أين فوجئ أغلبهم بإلغاء هذه الأقسام والتي حولت في الفترة الأخيرة إلى التلاميذ الآخرين، وهو الإجراء الذي اعتبره أولياء الأطفال المعاقين قرارا تعسفيا وغير منصف بحق أطفالهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ليعبروا عن سخطهم واستيائهم البالغ من الأمر واعتباره تهميشا لهم وحرمانا لهم من أبسط الحقوق. وقد اتخذ أغلب مدراء المدارس قرار غلق الأقسام التي كانت مخصصة لفئة المعاقين خلال الدخول المدرسي، وذلك بحجة الاكتظاظ الذي تشهده أغلب المؤسسات التربوية، والتي دفعت بمدراء المدارس والقائمين عليها باتخاذ إلغاء الأقسام المخصصة للمعاقين وتحويلها للتلاميذ الآخرين دون تعويض المعاقين بأقسام أخرى يلجئون إليها، إذ أن أغلب التلاميذ المعاقين ولدى توجههم للمدارس بغرض الالتحاق بأقسامهم تفاجئوا بالقائمين يطلبون منهم بان يعودوا أدراجهم وان الأقسام لم تعد مخصصة لهم، لتتوسع دائرة السخط والاستياء لدى أولياء المعاقين، وذلك لحرمانهم من التوجه إلى المدرسة كأقرانهم من الأطفال العاديين وتلقي ولو جزء بسيط من البيداغوجيا والتعليم والتأهيل والرعاية، وهو ما أطلعتنا عليه حفيظة لتقول في هذا السياق بأن قرار أثار سخطها باعتبارها ولية طفل معاق، لتضيف بأن الأقسام ستضيف الكثير لهذه الفئة من تكيف وتأقلم، وتشاطرها الرأي نوال لتضيف في ذات السياق بأن الأطفال المعاقين من حقهم أيضا الدراسة. وقد طالب أولياء المعاقين بإعادة النظر في هذا القرار التعسفي الرامي لحرمان فئة المعاقين من الدراسة والتوجه إلى المدرسة، ليوجهوا ندائهم إلى الجهات الوصية وعلى رأسها وزارة التضامن الوطني وقضايا الأسرة، للاهتمام بهذه الفئة وإيجاد حل بديل للمعاقين وتخصيص أقسام لهم عبر المدارس كغيرهم من الأطفال. جمعيات تندد بقرار غلق الأقسام الخاصة بالمعاقين وفي خضم هذا الواقع الذي فرض نفسه على فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وحرمانهم من الدراسة بالأقسام الخاصة بهم عبر المدارس، عبرت العديد من الجمعيات الخيرية الناشطة بمجال ذوي الاحتياجات الخاصة عن غضبها من الإجراءات التي اتخذتها معظم المؤسسات التربوية وغلقها الأقسام المخصصة للمعاقين، ليعتبروا أن القرار يسعى لتحطيم هذه الفئة ويوسع من دائرة حرمانهم من أبسط الحقوق بما فيها التعليم والبيداغوجيا. وفي هذا السياق، أوضح فلاح محمد، رئيس جمعية أمل لإدماج المعاقين الناشطة بولاية الجلفة، في اتصال ل السياسي ، أن فصل أقسام المعاقين من المؤسسات التربوية سلوك غير حضاري وقرار جائر في حق هذه الفئة، حيث أنه يتوجب أن تكون المؤسسات التربوية مزودة بأقسام مكيفة، إذ أن المعاق يجب عليه ان يدرس ويتعلم أيضا كغيره من الأطفال ونحن ضد هكذا قرارات لا تخدم هذه الفئة فيما هي محتاجة إلى خدمات أكثر واهتمام أوسع. سلاوي: وزارة التضامن مطالبة بالتدخل ومن جهته، أوضح عبد الحق سلاوي، رئيس جمعية حرية للمعاقين، في اتصال ل السياسي أن المعاقين لديهم الحق في التعليم كغيرهم من الأطفال، وغلق الأقسام الخاصة بهم سيوسع دائرة التهميش لديهم، ونحن ضد القرار إذ يتوجب على الجمعيات الناشطة بالمجال أن تقف ضد هذا الأمر وتقديم طلب لوزارة التضامن الوطني وقضايا الأسرة لإعادة النظر فيه وإعادة فتح الأقسام وتوفير التمدرس لهذه الفئة. مرزوقي: هذه من أكبر المشاكل التي يواجهها المعاقين ومن جهته، أوضحت مرزوقي راضية، المكلفة بالإعلام بجمعية أنيت لأطفال التريزوميا، في اتصال ل السياسي ، بأن غلق أقسام المعاقين هو من أكبر المشاكل التي تواجهها هذه الفئة، حيث كنا خلال كل دخول مدرسي نواجه صعوبة في إدماج صف السنة الأولى للمعاقين وحاليا نواجه قرار منعهم من الدراسة ما نعتبره تهميش في حقهم. وقد شهدنا مؤخرا غلق قسم بشوفالي وقمنا بالتفاوض مع مدير المدرسة والذي أعاد فتحه، فيما تم غلق قسم آخر بساحة أول ماي ورفضت المديرة إعادة فتحه رغم مراسلاتنا وشكاوي أولياء المعاقين الذين طالبوا بفتحه وتمكين أطفالهم من الدراسة، لترد المديرة بان لديها أوامر ومستحيل أن تعيد فتحه مجددا. وأضافت المتحدثة في سياق حديثها، بأن قرار غلق الأقسام يتعدى الاكتظاظ، حيث توجد أقسام غير مستعملة ومهملة وتستعمل لوضع الخردوات فيما يحرم العشرات من المعاقين بالدراسة فيها، كما أن بعض الأقسام المخصصة لهذه الفئة لا تليق بهم كونهم أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ دوما يوضعون بأقسام منعزلة وتفتقد للمراحيض القريبة منهم. وتضيف المتحدثة أن قرار غلق الأقسام هو تحطيم لشخص المعاق، إذ ان الامر يؤثر عليه معنويا ونفسيا، ويتوجب على السلطات البلدية والولائية التدخل وتوفير أقسام بالمدارس لهذه الفئة ونحن نرفض قطعا هذا القرار، حيث أن المعاق لديه الحق أيضا في الدراسة كالآخرين.