عاد مجددا ملف جماجم الشهداء الموجودة بمتحف الإنسان بفرنسا الى الواجهة بعد إعلان الوزير الأول احمد أويحيى أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أعطى موافقته من اجل استرجاع جماجم الشهداء، حيث أشار الى أن الجزائر يجب أن تعزز الملف من اجل استرجاع الجماجم أما فرنسا فجيب عليها تحضير القانون المطلوب لاسترجاعها. قرابة 18 الف جمجمة متواجدة بمتحف باريسبفرنسا، 500 فقط تم التعرف على هويتها من بينها 36 تعود الى القادة الجزائريين حاربوا الاستعمار الفرنسي، أبرزهم بوبغلة والشيخ بوزيان والسي موسى الدرقاوي الذين قتلوا وقطعت رؤوسهم ما بين الفترة 1850 و1949 ونقلت الى المتحف لتحنيطهم. وتحمل الجماجم المتواجدة بمتحف الإنسان بفرنسا أرقام متصلة بملفات خاصة تستعمل في البحث العلمي، أما جماجم ورفات القادة الجزائريين حفظت في علب من الورق المقوّى موضوعة في خزانات حديدية داخل قاعة منعزلة في المتحف بعيدا عن مرأى العموم، خوفا من أن يثير وجودها جدلا جديدا بين الجزائروفرنسا حول حقبة الاستعمار والأرشيف المتعلق بها، ولم يكشف سر وجود تلك الجماجم حتى شهر مارس 2011 بعد تحركات لباحث جزائري مقيم بفرنس علي فريد بلقاضي الذي وجدها في مخازن داخل المتحف وصرح انذاك على قناة الفرنسية 24 انه من المفروض عدم تركها في هذا المكان لانه ليس مناسبا لهؤلاء الثوار الذين ناضلوا من اجل قضية وليسوا بلصوص او سراق وقد وصلت هذه الجماجم إلى متحف باريس على شكل هدية بين سنتي 1880 و1881، وقد جرى تحنيطها وحفظها بمادة مسحوق الفحم لتفادي تعفنها. وفي العام 2011 ، صدرت عريضة تطالب باسترجاعها، غير أنها لم تلق رواجاً كبيراً،وسبق لستة عشر مؤرخ جزائري وفرنسي، بينهم محمد حربي و بنجامين ستورا ، قد دعموا مبادرة جمع توقيعات التي أطلقها الأستاذ الجامعي براهيم سنوسي للمطالبة بإعادة جماجم المقاومين الجزائريين المحتفظ بها في متحف الإنسان بباريس، حيث بلغت الحملة 29 الف توقيع والهدف منها التذكير بتاريخ الاستعمار، وكذا المساهمة في تسليط الضوء على إحدى الصفحات المظلمة من تاريخ فرنسا . وطالب الجزائريون من السلطات الفرنسية إعادة الجماجم إلى الجزائر من أجل دفنها في أرضهم طبقاً لاتفاقية إيفيان (بين الجزائروفرنسا والتي انتهت بالاستفتاء على تقرير المصير واستقلال الجزائر في 5 جوان 1962. واشترطت فرنسا على الجزائر تقديم طلب رسمي لاستعادة جماجم الشهداء من متحف باريس وذلك خلال إعلان رئيس المتحف الفرنسي للتاريخ الطبيعي برونو دافيد،عن صعوبة تنازل بلاده عن جماجم لمقاومين جزائريين المعروضة بمتحف الإنسان بباريس وذلك بحجة ان فرنسا تحترم تراثها والقواعد الأخلاقية والملكية الفكرية، حيث أشار ان هذا الطلب مرفوض طالما تقدمت به جمعيات ثورية وذلك طالما ان الطلب لم يؤخذ مساره الدبلوماسي. وكان وزير المجاهدين الطيب زيتوني عشية الاحتفال بالذكرى 55 لعيد النصر قد أكد ان الجزائر لن تسكت ولن تتخلى عن الملفات المطروحة لدى الجانب الفرنسي بما فيها قضية استرجاع جماجم الجزائريين الموجودة عندها، حيث أعلن خلالها عن تجميد القضية الى حين انتهاء الانتخابات الرئاسية الفرنسية حتى لا يتلاعب بهذا الملف الساسة الفرنسيون.