أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بانسحاب جزئي للقوات الروسية من سوريا، خلال زيارة له الاثنين لم يعلن عنها مسبقا. واستقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، بوتين لدى وصوله إلى قاعدة حميميم الجوية، في محافظة اللاذقية، بحسبما ذكرته وكالة إنترفاكس للأنباء، ثم عقد الرئيسان محادثات بينهما. وكان بوتين قد أعلن في 2016 عن عزمه سحب معظم القوات الروسية من سوريا. ومن المقرر أن يجري الزعيم الروسي أيضا محادثات في مصر وتركيا اليوم. ونقلت وكالة آر آي إيه نوفوستي للأنباء عن بوتين قوله: أمرت وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش ببدء سحب القوات الروسية إلى قواعدها الدائمة . وأضاف: لقد اتخذت قرارا بسحب جزء كبير من الفرقة الروسية الموجودة في سوريا وعودتها إلى موطنها في روسيا . وقال بوتين إنه إذا رفع الإرهابيون رؤوسهم مرة أخرى، فإن روسيا ستشن غارات عليهم لم يروا مثلها من قبل. وأضاف: لن ننسى أبدا الضحايا والخسائر التي تكبدناها في القتال ضد الإرهاب هنا في سوريا، وأيضا في روسيا . وقال بوتين للرئيس الأسد إن روسيا تريد العمل مع إيران، الحليف الرئيسي الآخر للرئيس السوري، وتركيا، التي تدعم بعض فصائل المعارضة، للتوصل إلى السلام في سوريا. وأعلن بوتين الأسبوع الماضي الاستئصال الكامل للمتشددين من تنظيم الدولة الإسلامية على طول وادي نهر الفرات في شرق سوريا. وكانت روسيا قد بدأت حملة جوية في سوريا في سبتمبر 2015 بهدف دعم استقرار حكومة الرئيس الأسد بعد سلسلة من الهزائم التي منيت بها. وأكد مسؤولون في موسكو وقتها أن الحملة تستهدف فقط الإرهابيين، لكن نشطاء قالوا إن الغارات تضرب مسلحي تيارات المعارضة الرئيسية والمدنيين. ومكنت الحملة القوات الموالية للحكومة من كسر طوق الجمود على عدة جبهات أساسية، من أهمها حلب. وشنت القوات الجوية السورية والروسية غارات يومية على مواقع المعارضة شرقي المدينة قبل سقوطها في ديسمبر 2016، وقتل في الغارات مئات الأشخاص، ودمرت مستشفيات، ومدارس وأسواق، بحسبما قاله محققو حقوق الإنسان في الأممالمتحدة. وتنفي روسيا باطراد أن تكون غاراتها قد سببت قتل أي مدنيين. ولكن المرصد السوري لحقوق الإنسان، المعارض، أفاد الأحد بأن الغارات الروسية قتلت، منذ بدء الحملة، حوالي 6328 مدني، من بينهم 1537 طفل. وقال المرصد أيضا إن عدد القتلى في الحرب السورية منذ بدئها في 2011 بلغ 346 ألف و612 شخص.