إعتبر مشاركون في الملتقى الوطني حول التاريخ في روايات الكاتب الراحل الطاهر وطار ، إفتتح مساء الأربعاء الماضي بعنابة، بأن كتابات الروائي الطاهر وطار (1936-2010) تمثل رصدا للتحول التاريخي والاجتماعي للجزائر. وأوضح المجتمعون في هذا السياق أن كل أعمال وكتابات الروائي تمثل وقفة مع التاريخ الجزائري من خلال روايات تحمل بصمات التراث الشعبي وتعكس الهوية الجزائرية وتحمل الكثير من التصور الواقعي والرؤية الاستشرافية لكثير من الجوانب التي تعني الحياة الجماعية للجزائريين. وفي مداخلة بعنوان ماذا بقي اليوم من الطاهر وطار ، ذكر الكاتب والروائي وسيني الأعرج بنضالات الروائي الطاهر وطار من أجل تأسيس فضاء يجمع الكتاب والمؤلفين على اختلاف انتماءاتهم، مشيرا إلى أن الروائي الطاهر وطار قد أسس الجاحظية وجعل منها مشروع حياته لتبقى منبرا للإشعاع الثقافي والإبداع الفكري. وأفاد بأن أعمال الروائي وطار تحمل بصمات مميزة وتبقى مرجعية بالنسبة للعديد من الكتاب المعاصرين تساير العصر وتحفظ الذاكرة، على حد تعبيره. وسيتم في أشغال هذا الملتقى الذي ينظم من طرف المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بعنابة بالتعاون مع مديرية الثقافة بالولاية، إلقاء عدة محاضرات تتناول تاريخ الجزائر في كتابات الروائي الطاهر وطار. وتجري أشغال هذا الملتقى الذي يختتم يوم الخميس بمشاركة أكاديميين من جامعات الجزائر وقسنطينة وعنابة وخنشلة وسطيف والمسيلة إلى جانب كتاب وروائيين وذلك بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بعنابة. يذكر بأن الطاهر وطار صاحب مسيرة أدبية إبداعية ثرية حيث حصل على عدة جوائز وأوسمة جزائرية وأخرى عربية على غرار جائزة الشارقة لخدمة الثقافة العربية سنة 2005 وجائزة منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم في نفس العام. وقد تم تحويل العديد من أعماله إلى السينما والمسرح، ومن أبرز رواياته الزلزال و الحوت والقصر كما ترجمت أعماله إلى عشر لغات على غرار الانجليزية والألمانية والفرنسية وغيرها.