غاص رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين يوسف سقرة في حوار مع السياسي في النقاش الدائر في الجزائر حول تعميم اللغة الامازيغية ،مؤكدا أن هذه الاخيرة بكل مكوناتها ملك لكل جزائري أصيل و ليست سلعة للبيع والشراء في أيدي المتلاعبين بجزائريتنا وأصولنا دعاة التقسيم والفتنة،قبل أن يتدارك على المختصين بذل مجهود أكبر لتمكين الأمازيغية ميدانيا بالاتفاق عل طريقة كتابة وطنية تسهل استعمالها في كل ربوع الوطن ولا تترك للخلاف أو التشكيك. و ابرز شقرة أن اتحاد الكتاب يسير في مسعى تطوير هذه اللغة و الذي سيكلل قريبا بتنصيب الرابطة الوطنية للأدب الأمازيغي في ولاية بومرداس. و تطرق الشاعر المعروف في الساحة الوطنية في باقي فقرات الحوار إلى حصاد السنة الثقافية في الجزائر خلال سنة 2017،و مشاركة اتحاد الكتاب في صالون الكتاب مؤخرا، معرجا في السياق على تحليل تفاعل الكتاب العرب مع مستجدات القضية الفلسطينية . ما هو موقف اتحاد الكتاب من النقاش الدائر حول تعميم اللغة الامازيغية في الجزائر؟ هل لاحظتم أي تقدم في مساعي تطوير الكتابة بهذه اللغة الاصيلة في الجزائر ؟ بدء لنتفق حول مبدأ النقاش من أساسه وأهدافه وخلفياته ، فإذا كان هذا النقاش لغوا سياسويا هدفه التفرقة والتناحر وتقسيم البلاد وتحطيم الوطن، فبالتأكيد لا يجد عندنا مكان بل نرفضه وندينه، أما إذا كان لخدمة الذاكرة والتاريخ ورص صفوف الوطن فنحن معه مدعمين مساهمين ، إن الأمازيغية بكل مكوناتها ملك لكل جزائري أصيل ليست سلعة للبيع والشراء في أيدي المتلاعبين بجزائريتنا وأصولنا دعاة التقسيم والفتنة ، من هذا المنطلق وهذا الهدف السامي وضع أصحاب القرار أسس وقواعد المحافظة السامية للغة الأمازيغية التي تجد وتجتهد لخدمتها وتطويرها على قواعد علمية رزينة دائمة إلى جانب دسترتها لإعطائها الشرعية القانونية الدائمة ، لينطلق التدريس بها في (6) ولايات كمرحلة أولى ويعمم بعد ذلك إلى(36) ولاية حاليا في انتظار استكمال باقي الولايات وهو انتصار للمنظومة التربوية والنوايا الحسنة لأولي الأمر فينا، تبقى هذه النوايا و المجهودات تحتاج من المجتمع كافة التعاون لتطويرها وتأكيدها . واتحاد الكتاب يسير في هذا المسعى بنشر نصوص أدبية وترجمتها إلى العربية ونشرها في مجلته ومنابر عربية أخرى كما نعمل على طبع كتب بالأمازيغية يقابلها الترجمة باللغة العربية إلى جانب تنصيب الرابطة الوطنية للأدب الأمازيغي قريبا بولاية بومرداس مع ملتقى أدبي وجائزة ترسم خدمة لهذا الموروث الأصيل وهو أقل واجب نقوم به ، وعلى المختصين بذل مجهود أكبر لتمكين الأمازيغية ميدانيا بالاتفاق عل طريقة كتابة وطنية تسهل استعماله في كل ربوع الوطن ولا تترك للخلاف أو التشكيك مكان ، ليبقى الأكيد أن الأمازيغية مهمة المجتمع بكامله ولا تخص طرفا دون غيره إذا كانت النوايا صادقة وبريئة . ما تقييمكم لمشاركة اتحاد الكتاب في صالون الكتاب الدولي المنعقد مؤخرا في الجزائر ؟ بخصوص مشاركتنا في المعرض الدولي للكتاب لهذه الطبعة المتميزة من سنة 2017 ، بدءا نشكر كل القائمين عليه وعلى رأسهم الأخ مسعودي المحافظ أما نحن فجد مرتاحون لمشاركتنا والنشاط المكثف ، حيث خصصنا في جناحنا مكانا لإصدارات اتحاد كتاب المغرب العربي وتشرفنا بحضور رؤساء اتحاداتهم واتحادات أخرى وكان ضيف الشرف المملكة العربية السعودية من خلال تمثيل نواديها الأدبية والحديث عن هذه التجربة الرائدة وهي المرة الأولى كما تبعتها أنشطة ثقافية جد هامة بإقامة جلسة أدبية خليجية وأخرى مغاربية حضرها وزير الثقافة وكذا وزير الشباب والرياضة ووجوه بارزة نعتز بها زارت جناحنا ووقعت في السجل كوزير السياحة والدكتور دربال رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات وغيرهما ، كما شهد الجناح بيع بالتوقيع لكثير من كتابنا ونحن نعمل من الآن على الإعداد للمعرض القادم من خلال اللجنة المشكلة لهذا الغرض . كنتم من بين الموقعين على بيان مشترك أصدره اتحاد الأدباء والكتاب العرب مؤخرا عن القدس ،حدثنا عن خلفياته و رسائله ؟ البيان موجه إلى الرأي العام العربي والعالمي، وسوف يرسل فور إتمام التوقيعات إلى جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والأممالمتحدة والبيت الأبيض، ووزارة الخارجية الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة يونسكو ، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أليكسو ، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة أسيسكو . وجاء في البيان الذي يحمل عنوان ترامب متهور ويعطي شرعية الاحتلال إعلان عن رفضنا القاطع للخطوة المتهورة واللا أخلاقية التي أقدمت عليها الإدارة الأمريكية، بالاعتراف بمدينة القدس التاريخية العربية عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل سفارتها إليها، لما في ذلك – أولًا - من إعطاء شرعية للاحتلال، ولأنها –ثانيًا- تخالف كل المعاهدات والاتفاقيات والتفاهمات الدولية الخاصة بالأرض الواقعة تحت الاحتلال، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بشأن الصراع العربي الصهيوني منذ العام 1947 وحتى الآن. و جاء فيه تأكيد على أن القضية الفلسطينيةوالقدس سيظلان موضوع كل المبدعين العرب، وسيدافعون بالقلم مهما مرت السنوات وكثرت الأزمات ، كما أننا نحن الأدباء والكتاب العرب في كل مكان بالعالم، نجدد العهد لشعوبنا ولأمتنا أن تكون قضية فلسطين هي القضية المركزية في كل كتاباتنا بمختلف أشكالها، وأننا لن نستجيب للمحاولات اليومية التي تريدنا أن ننشغل عنها بأمور وقضايا أخرى ليست على درجة الأهمية نفسها، حتى تقوم الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على الأرض التاريخية، وعاصمتها القدس، عروس العروبة ومهد الرسالات السماوية. ما تعليقكم على الوضعية المؤسفة التي آل إليها مقر جمعية الجاحظية و النزاع الحاصل داخل هذه الجمعية العريقة بعد وفاة مؤسسها الطاهر وطار؟ القائمون على جمعية الجاحظية احرار في تسيير شؤونها ...و نحن كإتحاد للكتاب الجزائريين مستقلون و لا نتدخل في الشؤون الداخلية للجمعيات الثقافية الاخرى الناشطة في الجزائر، حتى نكون بمنأى عن الصراعات و الصدامات التي لا تخدم تماما المشهد الثقافي في الجزائر . _يسدل الستار بعد أسبوع عن السنة الثقافية في الجزائر، ماهي السلبيات و الايجابيات التي رصدها اتحاد الكتاب خلال عام 2017 ، و كيف تتوقعون أن تكون سنة 2018 على أسرة الكتاب و المثقفين في بلادنا في ظل تراجع الميزانيات المخصصة للقطاع و تهاوي نسب المقروئية ؟ بالنسبة لسنة 2017 لا يجب أن نرى الأشياء بعين المتشائم فنحن حالمين ومتفائلين وهو حال الأدباء والشعراء ، وما أنجز جد هام ومبشر ومطمئن مقارنة بالمحيط والإمكانيات ونأمل خيرا في سنة 2018 لتكون سنة غيث وعطاء بالتعاون والحوار نتغلب على الصعاب فقلة المال والتقشف لا تقتل المبادرة و العمل ، فالإرادة والجد كفيلان بالتعويض نحن في الاتحاد تعودنا على شح المصادر المالية وصرنا نتكيف معها ولا نيأس أو نتحجج لكن بالمقابل لا يجب أن يطلب منّا المستحيل نعرف صعوبات المرحلة وحرج وزارة الثقافة الناتج عن تقلص المداخيل والتقشف لكن والحق يقال أنّها تعمل وتحاول تقديم البديل والأحسن ونحن معها حتى وإن حاول البعض تغييبنا أو لم نظهر في المشهد كما يخطط لنا ، الوزير منّا ونحن منه ونعرف نواياه الطيبة وحرصه على الفعل الثقافي الجاد والمتميز ويسعى بكل ما أوتي من قوة وإدراك لتقديم الأحسن والبدائل ونحن من واجبنا الوقوف الى جانبه ومساعدته وعدم إحراجه وعلى الجميع أيضا أن يمد الأيدي الصادقة للتعاون والعمل وبالجميع يكون النجاح والخير للوطن ورفعته داخليا وفي المحافل العربية والدولية . كلمة أخيرة تريد أن نختم بها حوارنا : شكرا لكل طاقم جريدة المشوار السياسي وأمنيتي أن يكون العام الجديد خيرا وعطاء وصحة وعافية وتسامح.