أشرف على ركن «دنيا الأطفال» بجريدة «الشعب» اسم آخر يودع قراءه ومحبيه، بعد أن غادرنا منذ أسابع قليلة عميد الأغنية الشعبية بوجمعة العنقيس، حيث استيقظت الساحة الأدبية الجزائرية أول أمس الجمعة على رحيل الأديب السوري الجزائري عبد الوهاب حقي، الذي اختار الجزائر لتكون بلدا ثانيا له، ويثريها بمختلف الأعمال الأدبية، كالرواية وقصص الأطفال والكتابة المسرحية. بعد سنوات من العطاء، وعن عمر ناهز 82 سنة يرحل الأديب عبد الوهاب، حقي تاركا ورائه مكتبة ثرية، عاش في الجزائر فكان بمثابة الإبن البار لها، ناضل لأجلها واستلهم مختلف كتاباته من بطولات أبناء هذا الوطن الذين شدوا انتباهه، حيث اعتبر الثورة التحريرية بوابة انطلق منها مختلف الأدباء والكتاب سواء من الجزائر أو الوطن العربي. ترعرع عبد الوهاب حقي وسط أسرة مولعة بالكتابة، تنحدر من «دير الزور»، كان والده شاعرا، حبه للمطالعة والأدب جعلته يؤسس له مكتبة، ورثها بعدها عنه لتساعده في مسيرته كأديب وكاتب، وحقق حلم والده في أن يكون كاتبا، وأول مولود له صدر عام 1954 بعنوان «صراع» وهو كتاب توثيقي عن «الفرات» و»دير الزور»، ثم صدر له كتاب «نفثات قلب» ونشر في قطر وسلطنة عمانوالجزائر التي كان فيها أغلب نتاجه الأدبي، بالإضافة إلى دمشق، انتسب إلى اتحاد الكتاب العرب في دمشق، ثم سافر إلى «الجزائر» لينتسب إلى اتحاد الكتاب الجزائريين، وحصل على الجنسية الجزائرية، كان عضو منتدى الفكر العربي الجزائري، وعضو الجمعية الثقافية الجاحظية، وعضو جمعية الدفاع عن اللغة العربية، كما أشرف على ركن دنيا الأطفال بجريدة الشعب الجزائرية. أعمال عبد الوهاب حقي لم تتوقف عند الأدب، بل كتب العديد من المسلسلات الإذاعية منها «توجيهات واعدة»، بث من إذاعة الجزائر، «28 حبة لؤلؤ» و»حفريات في عمق التراث» واللذين بثا من إذاعتي «ليبيا» و»الجزائر»، كما كتب أيضا الدراما التلفزيونية، ومن مسلسلاته التي نالت شهرة «القلادة موسم الصفير الوباء يجتاح المدينة، النيازك المحاصرة»، وله أربع مسرحيات مطبوعة هي: «جميلة بوحيرد» عام 1958، «صنيعة الاستعمار» عام 1955، «مصرع شهيد» عام 1956 و»عدنان المدني» عام 1958. جدو حقي لم ينس الأطفال في كتاباته حيث توجه لهم من خلال قصصه أو كتاباته المسرحية، على غرار «بندقية العم حمدان» مجموعة قصصية، «وظيفة شاغرة» وهي مسرحية هزلية، «المفعول المغرور» و»منجد الإملاء»، قصة للأطفال.. ودراسة بعنوان «ثلاث مناضلات عربيات، إضافة إلى «لغتنا الجميلة» كتاب تثقيفي. عمل عبد الوهاب حقي في التعليم الابتدائي والمتوسط والجامعي، وبعد تقاعده عمل في التلفزيون الجزائري والإذاعة الوطنية الجزائرية مختصا ببرامج الأطفال، وهناك لقب بجدو حقي، تم تكريمه في الجزائر128 مرة حسب ما صرح به في أحدى حواراته من عدة جهات حكومية وخاصة وأدبية وثقافية، كما نال العديد من الجوائز الأدبية العربية.