تميزت الجلسة الفنية التي تم تنظيمها في إطار المقهى الثقافي مجاز بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة، بتزاوج راق بين سحر الكلمة وإبداع الريشة. وجمع هذا اللقاء المتجدد الذي بادرت إلى تنظيمه خلية الأدب التابعة للمقهى الثقافي عديد الفنانين المبدعين في مجالي الشعر والفن التشكيلي أثبتوا من خلاله بأن العلاقة بين هذين الفنين علاقة تشابك وأن القيمة الجمالية تشكل القاسم المشترك بينهما. وخلال ذات الجلسة، عرض الفنان التشكيلي حسان شرفي تجربته الفنية في مجالي الرسم والنحت وقدم قراءة في مجموعة أعماله حيث أوضح هذا الفنان خريج المدرسة التعبيرية التجريدية بأنه يسعى من خلال لوحاته الفنية مثله مثل الشاعر إلى ترجمة مشاعره الدفينة وأخذ المتفرج في رحلات فنية تجعله يغوص في عوالم مختلفة. واستنادا لذات الفنان التشكيلي الذي يزيد عمر تجربته الفنية عن ال40 عاما، فإن الشاعر والفنان التشكيلي على حد سواء ينقلان رسائل فنية تحمل طابعا إنسانيا لا يخلو من الجمال حتى وإن اختلفت التقنيات والأساليب. بدوره، قدم الفنان التشكيلي والشاعر ياسين نوي بوذراع مداخلة حول تداخل الإبداع في مجالي الشعر والفن التشكيلي وكيفية تأثير كل واحد منهما على الآخر حيث قدم تعريفات مفصلة للفنين وأفاد بأن اللوحة الفنية تقدم من خلال الألوان والأشكال شعرا صامتا فيما يقدم الشعر من خلال الكلمات والحروف صورة ناطقة غير أن البُعد الجمالي يظل الجامع الأكبر بينهما. واستشهد بوجهة نظر الفيلسوف اليوناني أرسطو الذي يرى بأن الشعر والرسم يتشابهان في كونهما يحاكيان الواقع فيما يختلفان في كون الأول يعتمد على الحكاية والثاني على التخطيط. وتخللت ذات اللقاء عديد القراءات الشعرية باللغة العربية الفصحى لكل من آمنة حزمون وخديجة بزاز وآدم خنيفر ومصعب تقي الدين بن عمار وعبد القادر محسن ورياض بوحجيلة. الجدير بالذكر أن مديرية الثقافة بالولاية بادرت إلى فتح المقهى الثقافي مجاز لإثراء الساحة الفنية بمدينة الصخر العتيق على اعتبار أنه يجمع شمل مثقفي ومبدعي المدينة في شتى المجالات الثقافية مما سيسمح بصنع مشهد ثقافي مشرق يليق بأم الحواضر قسنطينة.