يعتزم عدة باحثين ومختصين مغاربين خلال ملتقى دولي بتونس يومي 14 و15 من الشهر الجاري، تشريح واقع التعليم في البلدان المغاربية ووضع النقاط على الحروف حول المشكلات التي يتخبط فيها هذا الرافد المهم في تكوين الفرد المتعلم في هذه البلدان المثقلة بالأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الثقافية. بحضور أزيد من 40 باحثا من مختلف البلدان المغاربية، سيحاول هؤلاء الأساتذة والمختصين الوقوف على أهم الإشكالات التي تواجه المنظومة التعليمية في بلدان المغرب العربي، حيث سيركز الملتقى الثالث من نوعه الذي تشرف عليه جمعية البحوث والدراسات من اجل إتحاد المغرب العربي، على نوعية المورد البشري الذي يتولى الوظيفة التعليمية، وقد حمل عنوان هذا الطبعة راهن جودة الأداء التدريسي للمدرس في بلدان المغرب العربي وإمكانات التطوير ، وتمتد أشغال هذا الملتقى ليومين كاملين عبر ست جلسات خصصت كل واحدة لجانب من جوانب مشكلة التعليم في المنطقة، وبالنسبة للجزائر سيحاول 8 أساتذة من مختلف جامعات الوطن تفكيك المعضلات التعليمية في بلادنا حيث ستكون المداخلة الأولى للأستاذ مصطفى بخوش من جامعة بسكرة، حول ضمانات ومحددات جودة الأداء التدريسي في التجربة الفنلندية ، ومحاولة مقارنتها بواقع التعليم في الجزائر والبلدان المغاربية، في حين سيحاول الأستاذ عبد الله راقدي من جامعة باتنة، التطرق الى دور الجامعة في انتاج النخب القادرة على حمل رافد التعليم في المدرسة، من خلال موضوع عنوانه دور الجامعة بين دول المركز ودول المحيط: أي محتوى لأي دور؟ . وفي نفس الاتجاه، سيفكك الأستاذ صالح حمليل، رئيس جامعة سابق أدرار، طرق وكيفيات تقييم جودة الأداء التدريسي الجامعي: التعليم العالي الجزائري نموذجا ، أما الأستاذ يوسف بن يزة، جامعة باتنة فسيتناول ظاهرة الغش في الجامعة الجزائرية تحت عنوان أثر ظاهرة الغش على جودة مخرجات التعليم العالي في الجزائر ، في الوقت الذي سيتطرق فيه الأستاذ جمال اليحياوي، مدير عام للمركز الوطني للكتاب، الى دور الأستاذ الجامعي المغاربي ودوره في التأسيس للفكر المشترك ، أما الأستاذ ناصر الدين سعيدوني، جامعة الجزائر، فإرتأى الى تناول موضوع جودة الأداء التدريسي الجامعي: مقرر التاريخ نموذجا (مقاربة منهجية على ضوء التجربة الشخصية). وحول المدرسة الجزائرية، سيقف الأستاذ الطيب بالعربي، عميد سابق جامعة الجزائر، على موضوع أستاذ التعليم الابتدائي في الجزائر بين متطلبات المهنة والواقع المعيش ، في حين اختار الأستاذ رضا سلاطنية، جامعة سوق أهراس تناول موضوع المدرسة الجزائرية ورهان الجودة التعليمية في ظل المقاربة بالكفاءات . وسيتم على هامش الملتقى، حسب بيان حصلت عليه السياسي ، تكريم عدة شخصيات تعليمية من بلدان المغرب العربي على غرار الأستاذ مصطفى التير من ليبيا، والأستاذين المجاهد جمال قنان والمرحوم بوعلام بلقاسمي من الجزائر. كما من المنتظر، حسب نفس البيان، أن تصدر في ختام الملتقى توصيات هامة توجه لصناع القرار التعليمي في الدول المغاربية بشأن تحسين مستوى المنظومة التعليمية وإمكانية فتح مسارات للتعاون بين وزارات التربية في هذه البلدان.