تعمل جمعية الصيادين لولاية الجزائر على انجاز بحث علمي وبرنامج تشخيصي حول الحيوانات البرية التي تعيش بالمحيط الغابي للعاصمة تحسبا لظهور امراض او فيروسات من شانها الحاق الضرر بالحياة البرية او انتقالها الى حيوانات اخرى تعيش بالوسط الحضري، حسبما أوضحه رئيس الجمعية، سعودي محمد. وأوضح ان الجمعية تعمل منذ مدة على انجاز بحث علمي وبرنامج تشخيصي للحيوانات البرية بالمحيط الغابي للعاصمة بمشاركة بياطرة وباحثين علميين ودكاترة في مجال البحوث الطبية العلمية والبيولوجية لمعرفة طبيعة وخطورة الامراض او الفيروسات الناجمة عن تلك الحيوانات والتي من شأنها إلحاق الضرر بالحياة البرية او التي يمكن ان تتنقل الى حيوانات اخرى بالوسط الحضري (القطط او الكلاب الضالة). وأضاف ان جمعية الصيادين تهتم بالشأن البيئي وبموضوع الحيوانات والطرائد اولا، وان عملية الصيد ليست مجرد نشاط ترفيهي كما يعتقد الكثيرون، بل يشكل تتمة للعديد من النشاطات التي يقوم بها اعضاء الجمعية الذين يملكون قناعة خاصة بضرورة الحفاظ على التوازن البيئي في المحيط الغابي، ومنه جاء، حسبه، برنامج التشخيص للحيوانات البرية وانجاز البحث العلمي الذي أطلق حول مختلف الطرائد لاسيما منها الخنزير البري. ويتم ضمن هذا البرنامج اخذ عينات من الحيوانات التي يتم صيدها او الامساك بها بغرض التحليل والتشخيص على مستوى مخابر مختصة سواء على المستوى الوطني او خارجه في حال اقتضى الامر ذلك، وتشمل العملية ايضا كل الحيوانات تقريبا، كما قال، بدءا من الطرائد الصغيرة (طير الحجل، الارنب البري) وصولا الى مختلف انواع الطيور والكلاب الضالة والخنزير البري. ويشارك باحثون من الفيدرالية الوطنية للصيادين في انجاز هذا البحث العلمي الذي يتوقع ان ينتهي في غضون سنة 2019، وتحديدا مع موسم الصيد الخاص بالسنة المقبلة، حسب سعودي، الذي اكد ان نتائج هذا البحث ستخدم ايضا رسالة دكتوراه في المجال البيطري لاحد اعضاء الجمعية. ويهدف البرنامج العلمي الذي تعمل عليه الجمعية الى تامين الصيادين لدى خرجاتهم الى الوسط الغابي البري، فهم اول، حسب المتحدث، من يتعامل مع الحيوانات البرية بالنظر الى طبيعة نشاطهم حيث يوجدون عرضة للإصابة بأمراض متنقلة عن طريق تلك الحيوانات بعد صيدها عن طريق اللمس. يشار ان جمعية الصيادين لولاية الجزائر تنشط منذ سنة 2015 و تضم في صفوفها 150 عضو ناشط ومئات المنخرطين، حسب رئيسها، وتقوم بعمليات صيد بتسخيرة من والي الولاية في فترات محددة (15 سبتمبر - 1 جانفي) بالنسبة للطرائد الصغيرة وتستمر الى غاية 28 فيفري بالنسبة لعملية صيد الخنزير البري. لتضاف اليها فترات صيد استثنائية او ما يسمى بالايحاشات الاستثنائية التي تتم بطلب من فلاحين ومواطنين و ترخيص من قبل السلطات المحلية او الولائية وكانت اخرها بالعاصمة منذ نحو عشرين يوما وتحديدا بغابة بن عكنون بحديقة الوئام المدني وتتعلق بصيد الخنزير البري. وتحدث سعودي عن الظهور غير الطبيعي لهذا الحيوان في الوسط الحضري بالعاصمة، مشيرا الى تواجده بعدة نواحي كالدرارية والسحاولة التي تعرف من حين لآخر خروج هذا الحيوان الى اطراف المدينة انطلاقا من مساحات غابية لا تزيد عن 200 الى 300 متر مربع مساحات تراجعت على مدى السنوات الماضية بسبب التوسع العمراني، مما يشكل، حسب قوله، ازعاجا و قلقا للمواطنين و تطلب تحرك جمعية الصيادين للقضاء عليه.