أحيت فرقة العاشقين الفلسطينية، بالجزائر العاصمة، حفلا غنائيا بمناسبة إحياء يوم الأرض في جو احتفالي وأمام جمهور غفير. وتمكنت الفرقة، تحت قيادة محمد هباش، أن تمتع على ركح مسرح أوبرا الجزائر بوعلام بسايح الجمهور الحاضر بحوالي خمس عشر قطعة بمناسبة الذكرى ال42 ليوم الأرض والذي تعود أحداثه لعام 1976 عندما صادرت السلطات الاسرائيلية مساحات شاسعة من الأراضي العربية، وهو ما تسبب بمظاهرات جماهيرية عارمة واضراب شامل كان الرد الإسرائيلي عليها عنيفا. ورافقت الفرقة المشكلة من خمس عازفي موسيقى وجوقة مؤلفة من ثمانية منشدين، محمد هباش لما يقارب الساعة والنصف من الزمن ادى خلاها المغني سجلا من نصوص حول الانتفاضة الفلسطينية. وفي جو من البهجة والحماس، ردد الجمهور مع الفرقة عدة اغان على غرار (هبت النار) و(سبل عيونو) و(حلم العودة) و(رحلة شعب) و(القدس) و(زغردي يا أم الجزائر) و(شهداء فلسطين)، هاتفا لعدة دقائق شعار فلسطين الشهداء الذي صفقت له الفرقة مطولا. وأعد محمد هباش انطلاقا من نصوص شعراء مشهورين على غرار الفلسطينيين توفيق زياد (1929-1994) وسميح القاسم (1939-2014) ومحمد درويش (1941-2008) واحمد دحبور (1946-2017)، مقاطع موسيقية في مختلف الطبوع الشرقية التي توحي إلى العزيمة والروح الوطنية. كما شكل الحفل فرصة لقائد فرقة العاشقين التي تسجل رابع حضور لها بالجزائر بعد سنوات 1981 و1983 و1989، أن يتقدم بشكره لوزير الثقافة، عزالدين ميهوبي الذي حضر الحفل بمعية وزيرة البيئة و الطاقات المتجددة، فاطمة الزهراء زرواطي وكذا سفير فلسطينبالجزائر، لؤي عيسى، وهذا لمساهمته في إعادة تشكيل الفرقة التي اجبر اعضاؤها على الفراق والمنفى مرة اخرى بعد اندلاع النزاع بسوريا حيث تأسست الفرقة سنة 1977. وعرفت بداية الحفل الوقوف لدقيقة صمت ترحما على شهداء الثورة الجزائرية والانتفاضة الفلسطينية، ليتم بعد ذلك عرض على شاشة عملاقة بالقاعة مقطع من خطاب قدّمه الرئيس الراحل ياسر عرفات سنة 1974 بنيويورك خلال اشغال الجلسة ال29 للجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة التي ترأسها الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، حينها، وزيرا للشؤون الخارجية. وساهمت فرقة العاشقين التي تأسست سنة 1977 بدمشق بسوريا في التعريف بصوت الفلسطينيين من خلال عدة اغان وحفلات تعرف بالقضية الفلسطينية وبتراثها الثقافي عبر عدة بلدان في العالم، على غرار بريطانيا واليونان وكندا وألمانيا والسويد وفرنسا والولايات المتحدة. كما تحصي الفرقة في سجلها العديد من الالبومات والافلام على غرار عيني (1977) و مغناة سرحان والماسورة (1979) وكذا فلمان وثائقيان حول الشهيد عزالدين القسام (1981) و بيروت (1982) و دلعونا وزريف الطول (1983) و طير الغربة (1985) و مغناة الأرض (1987) و أطفال الهجرة (1988) و مغناة الانتفاضة (1989) و الجذور (ألبوم مزدوج). ويرتقب أن يحل حفل فرقة العاشقين الفلسطينية، وهو حفل من تنظيم الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بالتعاون مع أوبرا الجزائر، في الأيام المقبلة بكل من مستغانم وسطيف وجيجل.