غيِّب الموت، أمس السبت الشاعر الفلسطيني المعروف أحمد دحبور، بعد معاناة طويلة مع المرض، إثر إصابته بفشل كلوي. وكانت حالته قد بدأت في التدهور في السنة الماضية، وقامت السلطة الفلسطينية بنقله إلى مستشفى في القدس، في جوان الماضي، بعد تعرضه لوعكة صحية. يعتبر الراحل الذي توفي في مدينة رام الله عن عمر ناهز 71 عاما، أحد أعمدة الثقافة الفلسطينية. وقد ولد في حيفا العام 1946، و نشأ ودرس في مخيم حمص للاجئين الفلسطينيين، في سوريا، بعد أن هاجرت عائلته إلى لبنان في نكبة عام 1948 ثم إلى سوريا. لم يتلق دحبور تعليمًا أساسيًا كافيًا لكنّه كان قارئًا نهمًا وتواقًا للمعرفة، فصقل موهبته الشعرية بقراءة عيون الشعر العربي قديمة وحديثة. و في الحياة العملية، عمل مديرًا لتحرير مجلة «لوتس» إلى غاية عام 1988، ومديرًا عامًا لدائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضوا في اتحاد الكتّاب الصحفيين الفلسطينيين. طوال مسيرته في الكتابة والأدب، كرس الشاعر دحبور نصوصه للتعبير عن القضية الفلسطينية، وقد حاز على العديد من الجوائز، منها جائزة توفيق زياد في الشعر عام 1998، و يذكر أيضا أنّ الشاعر كتب العديد من أشعار فرقة الأغاني الشعبية الفلسطينية «العاشقين» والتي كانت تتغنى بالقضية الفلسطينية و هموم و نضال الشعب الفلسطيني. ولا تزال الكثير من الأغنيات التي كتب كلماتها تتردد في العديد من المناسبات الفلسطينية الوطنية، منها أغنية «اشهد يا عالم»، «يا شعبي يا عود الند»، «و الله لأزرعك بالدار»، «يا بنت قولي لأمك»، «غزة والضفة»، «صبرا وشاتيلا»، وغيرها من الأغنيات التي تحكي عن فلسطين والإنسان الفلسطيني في الداخل والشتات. ومن بين إصداراته الشعرية: «الضواري وعيون الأطفال» 1964، «حكاية الولد الفلسطيني» 1971، «طائر الوحدات» 1973، «بغير هذا جئت» 1977، «اختلاط الليل والنهار» 1979، «واحد وعشرون بحراً» 1981، «شهادة بالأصابع الخمس» 1983، «ديوان أحمد دحبور» 1983، ويشمل المجموعات الشعرية السابقة للشاعر، «هكذا» 1990، «الكسور العشرية» 1992.