يتواجد شباب بلوزداد، الذي يرأسه محمد بوحفص، الغائب منذ مدة طويلة عن شؤون النادي، كرهينة حيث يعاني الفريق للتحضير للموسم الجديد ويعيش وضعية مقلقة مقارنة بالأندية الأخرى التي تستعد لغلق عملية الاستقدامات الصيفية تحسبا للموسم الجديد. إليكم تفاصيل الأزمة التي يعيشها فريق العقيبة العريق والذي يبدو أنه لن يخرج من النفق المظلم في المستقبل القريب. ظهرت العلامات بأن النادي العاصمي سيعيش صيفا ساخنا، خلال الموسم المنصرم الذي اقترب خلاله زملاء الحارس الدولي عبد القادر صالحي من مقصلة السقوط، لولا تجند الأنصار وبعض أعضاء الإدارة والمتطوعين الذين تمكنوا بصعوبة من إنقاذ الشباب من النزول إلى جحيم الرابطة الثانية. واعتمد شباب بلوزداد على لاعبيه وطاقمه الفني في ظل شغور الأرصدة المالية من أجل ضمان البقاء في الرابطة الأولى خلال الجولة ما قبل الأخيرة من البطولة. وبالنسبة للمتتبعين وعشاق النادي، فإن المسؤول الأول عن هذه المعاناة هو الرئيس محمد بوحفص الذي يفتقد للإجماع حول شخصه كرئيس لبلوزداد، بالرغم من تتويجه بكأس الجزائر 2017 على حساب وفاق سطيف (1-0 بعد الشوط الاضافي). ودوما ما انتقد تسيير الرجل اللغز بوحفص أو كما يصفه محبو الشباب بالمخفي، بسبب قلة ظهوره العلني، وهو ما أدخل النادي في أزمة حقيقية أدت إلى تعالي صوت الاحتجاجات من أجل الإطاحة به من رئاسة الشباب البلوزدادي، حيث تألق المسؤول الأول في النادي بغياباته المتكررة والطويلة خلال الموسم، تاركا فريقه يسير بمفرده. وأعلن بوحفص رحيله في ختام الموسم، لكن دون تقديم أي حصيلة أو رسالة استقالته، ما يجعل الجميع يؤمن بأنها مجرد أكذوبة ستدخل الفريق في مزيد من الشك. وحسب آخر الأخبار، اتصلت شخصيات فاعلة في محيط شباب بلوزداد بهدف إقناعه بالعدول عن قراره عن مغادرة الشباب، حيث يرونه السبيل الوحيد لاستقرار النادي لاسيما أنه لا توجد أسماء تتسارع من أجل استلام المشعل. هروب ركائز الفريق والطاوسي يتبعهم ودفعت الوضعية المعقدة والضبابية التي تحيط بالبيت البلوزدادي بعض ركائز الفريق إلى المغادرة في فترة الانتقالات الصيفية، وهو حال القائد السابق للفريق زكرياء دراوي والمهاجم سيد علي لكروم، اللذان أمضيا عقدا لمدة موسمين في وفاق سطيف. ومن المتوقع أن تتواصل عملية الهروب، حيث يوجد الحارس صالحي في نهاية عقده، ومن المنتظر أن يلتحق بمولودية الجزائر أو شبيبة القبائل في الأيام القليلة القادمة. بدوره، قرر المدرب المغربي رشيد الطاوسي، أحد المساهمين في بقاء الشباب في قسم الأضواء، الرحيل عن فريق العقيبة بعدما قبل بمساومة بوحفص، وهو التخلي عن شهرين من مرتبه، والتحق بلاعبيه السابقين دراوي ولكروم في فريق عين الفوارة . ومن المنتظر أن يستمر نزيف اللاعبين في الأيام القادمة، بما أن أكثر من عشرة عناصر، على غرار المدافعين أمير بلايلي ومحمد نعماني، ستسرح تلقائيا بعد لجوئها إلى غرفة تسوية النزاعات لعدم تلقيها مستحقاتها المالية. ويبدو أن وضعية هذا الفريق الأسطوري قد تعقدت بصفة أكبر هذه السنة، بالرغم من تعوده على تلقي الضربات، لكن هذه المرة الأمور لا تبشر بالخير، فعوض تركيز المسيرين على الموسم القادم باعتماد استراتيجية واضحة من شأنها النهوض بالنادي العاصمي، فإن الانسداد والغموض هما السائدان في بيت الشباب حاليا. ويتبادل كل من أعضاء مجلس إدارة الشركة الرياضية بالأسهم وكذا النادي الرياضي الهاوي (المساهم الأكبر) والمسيرين القدامى، التهم فيما بينهم حول وضعية الفريق و يتهربون من مسؤولياتهم، عوض الاتحاد في مصلحة النادي. وفضلا عن جملة المشاكل المذكورة آنفا، يغرق الشباب الرياضي لبلوزداد في الديون المقدرة ب5ر3 مليار سنتيم لدى غرفة تسوية النزاعات (رواتب اللاعبين)، كما ذكرت الرابطة المحترفة لكرة القدم بديونها المتراكمة لدى فريق العقيبة والمتعلقة بالغرامات المالية السابقة غير المدفوعة وغيرها من المصاريف. وحسب الصحافة المختصة، فالمبلغ يقدر ب8ر1 مليار سنتيم. بالنسبة للمسيرين، فإن عشاق النادي ذي الألوان الحمراء والبيضاء مطالبون بالتجند لصالح شباب بلوزداد حتى يتمكن من الخروج من الطريق المسدود وتحقيق انطلاقة جديدة خلال هذه المرحلة الحساسة من فترة تحضيرات الموسم الجديد والتي تحتاج الى الهدوء وتظافر الجهود.