إنتفضت الطبقة السياسية و الاكاديمية و في مقدمتهم النشطاء ضد التصريحات الخطيرة التي أطلقها زعيم حركة الماك المتصهين فرحات مهني و الذي دعا إلى تشكيل ميليشيا في منطقة القبائل، و جاء تصنيفها في خانة المحاولات البائسة للمساس بالوحدة الوطنية و امتدادا لمسلسل المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر وشعبها. و في السياق كتب الناشط الامازيغي الدكتور محمد أرزقي فرّاد مقالًا تناقله روّاد فيسبوك من الجزائريين و نشرته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قال فيه إنّ منطقة القبائل لم تكن في ماضيها البعيد والقريب، جزيرة مجنونة تعادي الوحدة الوطنية التي ساهم أبناؤها بفعالية في بناء صرحها فكريًا وسياسيًا. وعليه فإن تاريخها من هذه الناحية يدعو إلى الارتياح، وإلى استبعاد احتمال تحوّلها إلى حاضنة للفكر الانفصالي الخطر. غير أن صناعة الواقع لا يخضع، في جميع الحالات، للتاريخ والمنطق. ومن هنا وجب الشعور بالقلق إزاء هذا الكابوس المسمّى بالفكر الانفصالي . و اضاف المتحدث يقول إن دعوة فرحات مهني إلى تشكيل ميلشيات مسلحة في منطقة القبائل تحلّ محل السلطة الجزائرية، هو بمثابة إعلان الحرب على الوطن الموحّد وعلى الدولة الجزائرية. ومن ثمّ فواجب الدولة أن تأخذ هذا الإعلان الخطر مأخذ الجدّ لا الهزل، فتُعدّ له من المواقف الحكيمة ما يناسب هول إعلان الحرب. اما الكاتب والأكاديمي والنّاشط الأمازيغي حميد بوحبيب،فعلق على خرجة صديق اسرائيل بالقول: إنّ من كان يعتبره البعض مجرّد معارض متطرّف وانفصالي، ويعطون له الحقّ في التّعبير باسم الدّيمقراطية، يكشف عن وجهه الدّموي البشع. كان من قبل حريصًا على الظّهور بمظهر الحمَل الوديع لتمثيل دور الضّحية المقموعة والمناضل السّلمي. ويبدو أن قواعد اللّعبة تغيّرت، والإملاءات الخارجية أصبحت ملحّةً ومتعطّشة لتفجير الوضع في البلد . وخاطب بوحبيب فرحات مهنّي بالقول: إن كانت لك بقايا نخوة وشرف، ادعُ أهلك وأبناءك أوّلًا لحمل السّلاح. وكن أنت في المقدمة. أما أن تحلم بدور المنقذ وأنت تتجوّل في لندن وباريس وتل أبيب فهذا هو العهر بعينه . يضيف: أنت دمية غراغوز نصّبت نفسك رئيسًا على حكومة وهمية لا تمثلنا ولا نريدها أن تمثلنا. وإنّ أوّل من سيقف في وجه ميليشيات الذعر، التي تريد تأسيسها هم أبناء القبائل الأحرار وأنا منهم . بدوره ندّد رئيس حركة الإصلاح الوطني، فيلالي غويني بتصريحات زعيم حركة "الماك" فرحات مهني بالعاصمة البريطانية لندن، مؤكدا أن الإستقرار في البلاد خطا أحمرا. واعتبر غويني أمس خلال عقده لقاءه بإطارات المكتب الولائي بسطيف، تصريحات زعيم دعاة الانفصال في منطقة القبائل فرحات مهني، مساسا مباشراً بالوحدة الوطنية، واستهدافا للحمة الوطنية، وضربا لمقتضيات المصالحة الوطنية، والإستقرار في البلاد . ودعا رئيس حركة الإصلاح الوطني، جميع الفاعلين في المجموعة الوطنية، إلى المزيد من الحيطة والحذر، من احتمال تفاعل مثل هذه التصريحات، التي تؤكد إستمرار المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر وشعبها، حتى وإن كانت تلك التصريحات معزولة، ولا تعبر أبدا لا على مطالب منطقة القبائل التي نعتبرها صمّاماً للوحدة الوطنية، وعمودا قويا في صرح الجزائر المتين، ولا على رأي نخبة سياسية وطنية راشدة في البلاد ، مؤكدا تجنّد الحركة الدائمة لمجابهة كل الحركات والأفكار المناوئة للوطن، والداعية إلى العنف وضرب استقرار البلاد.