تم استزراع ما يقارب ال40 ألف يرقة من أسماك المياه العذبة منذ بداية 2017 إلى اليوم عبر منطقة الجنوب الشرقي، حسب مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية بورڤلة، والتي تشمل ولايات ورڤلة وبسكرة والوادي وإيليزي وغرداية والأغواط. وجرى خلال هذه العملية التي تندرج في إطار برنامج دمج تربية المائيات في الفلاحة الذي تشرف عليه الوزارة الوصية بالتنسيق مع المنظمة العالمية للزراعة والتغذية فاو استزراع صغار مختلف أنواع أسماك المياه العذبة كالبلطي الأحمر والفضي والسلور الإفريقي (سمك القط) بعدد من أحواض السقي عبر الولايات المذكورة، كما أوضح ذات المصدر. ويهدف هذا البرنامج أساسا إلى تنويع مصادر دخل المستثمرات الفلاحية والرفع من نسبة المواد العضوية والمعدنية (أزوت وفوسفور وبوتاسيوم وغيرها) في مياه السقي وتقليص استخدام الأسمدة الكيميائية فضلا عن الرفع من مرودية الإنتاج الفلاحي وبهذا الصدد تعكف المديرية على تنظيم دورات تكوينية تطبيقية دورية لفائدة الفلاحين حول تقنيات تربية أسماك المياه العذبة في أحواض السقي وذلك بمشاركة المحطة التجريبية لتربية المائيات بحاسي بن عبد الله التابعة للمركز الوطني للبحث وتطوير الصيد وتربية المائيات إلى جانب الغرفة المشتركة بين الولايات للصيد وتربية المائيات بغية ترقية قدراتهم المعرفية في هذا الميدان. يذكر أن كمية الإنتاج المحقق في تربية المائيات بالمنطقة قد تجاوز العام الفارط ال 300 طن من مختلف أنواع الأسماكي على غرار البلطي النيلي والسلور الإفريقي، مثلما أضاف نفس المصدر. وفي ذات السياق، تعمل المديرية المحلية للصيد البحري والموارد الصيدية ذات الطابع الجهوي على تعزيز قدرات الإنتاج والتسويق بالإضافة إلى تشجيع استهلاك أسماك المياه العذبة ومواجهة عزوف المواطنين الذين مازالوا يفضلون استهلاك الموارد البحرية. ويتعلق الأمر بتأهيل سلسلة الإنتاج والتسويق وفقا للمعايير المعمول بها بالإضافة إلى تكثيف مبادرات تذوق أسماك المياه العذبة بالمنطقة من أجل التعريف بمختلف أصنافها وقيمتها الغذائية وطرق تحضيرها. وتجدر الإشارة إلى أن منطقة الجنوب الشرقي للبلاد تزخر بمقومات هامة كفيلة بترقية نشاط تربية المائيات الذي من شأنه أن يلعب دورا اقتصاديا واجتماعيا محوريا لاسيما فيما يخص در الثروة وتوفير مناصب الشغل.