انقسم الجزائريون هذا الصيف بين من يفضلون الرحلات نحو المدن الساحلية وعلى الشواطئ القريبة منها، وبين من يختارالسفر خارج الوطن لقضاء أيام من عطلة الصيف وهذا حسب إمكانياتهم المالية وظروفهم والتزاماتهم الاجتماعية، وكذا بحسب ما تقدمه البلدان التي يسافرون إليها من إغراءات وخدمات وتسهيلات سياحية، على غرار تونس وتركيا. الوكالات السياحية تنتعش خلال فصل الصيف تعرف الوكالات السياحية انتعاشا منقطع النظير من طرف الأفراد والعائلات، بحيث يتوافد العشرات يوميا على هذه الأخيرة لحجز تذاكر نحو وجهات مختلفة، على غرار المغرب ومصر وماليزيا وإلى وجهات أخرى حسب الرغبة وحسب الإمكانيات المادية للأفراد والعائلات، حيث تعرف الوكالات السياحية حركة نشطة غير اعتيادية خلال هذه الفترة، أين يبحث الأفراد والعائلات عن وجهاتهم لقضاء عطلتهم الصيفية، وذلك عن طريق الحجز واختيار الوجهة التي سوف يقصدونها، أين تشهد الوكالات السياحية طوابير الأفراد والعائلات في انتظار حجزهم لموعد نحو وجهة داخل الوطن أو خارجه حسب العروض المتوفرة التي تعرضها الوكالات السياحية، وقد عمدت الوكالات السياحية لتسطير برامج وعروض خاصة بفصل الصيف ليتسنى للأشخاص والعائلات السفر بأريحية. الرحلات المنظمة من طرف الوكالات السياحية تسيل لعاب الجزائريين سطرت غالبية الوكالات السياحية برنامجا لرحلات صيفية مغرية نحو وجهات مختلفة، والتي تعد الأكثر طلبا من طرف الأفراد والعائلات الجزائرية، على غرار رحلات نحو دبي، والمغرب ومصر والأردن وماليزيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وقبرص وأثينا ومالطا وغيرها من الوجهات العالمية ذات الإقبال الكثيف من طرف الأشخاص من جميع بقاع العالم، أين يجد المواطن الجزائري المقبل على قضاء موسم الاصطياف ضالته في اختيار الوجهة التي تضعها الوكالات السياحية تحت تصرفه ليقوم بعد ذلك بالحجز والاتجاه إلى وجهته بعد ذلك، وهو ما أثار استحسانا واسعا وسط الأشخاص والعائلات، خاصة أن هذه الرحلات منظمة تضمن سياحة واستجماما حسب المدة التي يختارها السائح، إذ تختلف الأيام من أسبوع إلى عشرة أيام إلى خمسة عشر يوما، وذلك حسب قدرة الأشخاص والعائلات، كما تضمن هذه الأخيرة الإقامة والتنزه وهو ما تعمل عليه الوكالات السياحية التي تشرف بمفردها على الحصول على التأشيرة والحجز بالفنادق وما إلى ذلك من الإجراءات والتسهيلات التي تتكبدها بمفردها، أين يجد السائح نفسه محاطا بتسهيلات ومغريات تدفع به لاختيار الوكالات السياحية التي تنوب عنه في كل الإجراءات، ولم يقتصر الأمر على الرحلات السياحية المنظمة نحو خارج الجزائر فحسب، بل يمتد إلى رحلات منظمة بداخل الوطن أيضا، وذلك نحو الولايات الساحلية، التي عملت الوكالات السياحية على خصها بشيء من الاهتمام والترويج لها عبر ما تعرضه من عروض مغرية أيضا من حجوزات بالمناطق الساحلية بأرقى الأماكن وأفخم الفنادق والمركبات السياحية، وهو ما يختاره الأشخاص والعائلات عادة ممن يفضلون السياحة المحلية في أحضان الوطن، ويختار الغالبية الولايات الساحلية الجميلة التي تزخر بشواطئ جميلة ومناظر طبيعية خلابة، على غرار جيجل وبجاية والقالة ومستغانم وتلمسان ووهران وغيرها من الولايات الساحلية المتواجدة على امتداد الشريط الساحلي الجزائري، أين وجد المقبلون على العطلة ضالتهم في حجز أماكن عبر هذه المناطق والذين أجمعوا بأنهم على موعد مع قضاء عطلة صيفية ممتعة، وخاصة أن هذه الوكالات توفر عروضا تنافسية تضمن الحجز بالفنادق والنقل وغيرها من الخدمات التي جعلت منها قبلة للكثيرين ممن يحبذون السياحة بداخل الوطن، وهو ما أطلعنا عليه العديد من الأشخاص الذين التقينا بهم، ليطلعنا مروان في هذا الصدد بأنه مقبل وعائلته على قضاء العطلة الصيفية بالقالة، ليضيف بأنه حجز عبر وكالة سياحية لقضاء أسبوعين بهذه الولاية الساحلية، وتضيف مروة بأنها حجزت وعائلتها لقضاء العطلة بولاية مستغانم مضيفة بأنها متأكدة من أنهم سيقضون أوقاتا ممتعة بالشاطئ. تونس.. الوجهة الأولى للجزائريين بامتياز وعلى غرار العادة، يفضل العديد من الجزائريين سواء عائلات أو أفراد كانوا التوجه لتونس الشقيقة لأجل قضاء العطلة الصيفية، أين اعتاد كثيرون على قضاء عطلتهم الصيفية بتونس الشقيقة لما تتميز به من مزايا على غرار أنها دولة حدودية شقيقة ويمكن الدخول إليها دون تأشيرة، إضافة إلى الخدمات والتسهيلات وغيرها من الأمور التي تصب في صالح المصطافين بصفة عامة، إذ طالما كانت تونس الوجهة الأولى للجزائريين الذين يتوافدون عليها من مختلف ولايات الوطن، وبصورة ملفتة أين اعتاد الأكثرية على قضاء العطلة الصيفية بتونس، وذلك نظير ما تقدمه من خدمات وعروض على غرار الفنادق والمنتجعات السياحية وتسهيلات في التنقل إضافة إلى الأسعار المغرية التي تدفع بالكثيرين إلى التوجه نحوها وقضاء العطلة بها، وبين هذا وذاك، يفضل الكثيرون قضاء العطلة الصيفية بتونس وذلك لما توفره من خدمات وتسهيلات. ..ووجهات أخرى تصنع الاستثناء لم يقتصر الأمر على تونس الشقيقة من ناحية الإقبال من طرف المواطنين الجزائريين فحسب، بل يمتد إلى وجهات أخرى، بحيث لم تعد تونس الوجهة المباشرة لأغلب المواطنين، إذ تختلف الوجهات بين من يفضلها بداخل الوطن او خارجها، على سبيل المثال، المغرب التي باتت مؤخرا في مقدمة الترتيبات بالنسبة للبعض، حيث يفضل كثيرون زيارة المغرب الشقيق خلال هذه الصائفة، وهو ما أطلعنا عليه ناصر ليقول بأنه يريد تغيير وجهته خلال هذا الصيف نحو المغرب، ومن المغرب إلى ماليزيا والتي باتت هي الأخرى وجهة للكثيرين حيث يفضل الأغلبية زيارتها خلال فصل الصيف وذلك لما تتمتع به من مواقع سياحية ومنتجعات وأماكن ترفيهية وخاصة في أوساط الشباب، إذ يحبذ الغالبية منهم قصدها خلال فصل الصيف للتمتع بسحرها وهو ما اطلعنا عليه مروان ليقول في هذا الصدد بأنه عازم على زيارة ماليزيا خلال فصل الصيف لقضاء عطلته الصيفية رفقة أصدقائه هناك، ولم يقتصر الأمر على الوجهات الخارجية فحسب، بل يمتد إلى داخل الوطن أين باتت السياحة الداخلية محل اهتمام بالنسبة للكثيرين، وباعتبار أن الجزائر تتوفر على مؤهلات سياحية ممتازة وشريط ساحلي معتبر يحتوي على عشرات الشواطئ، يختار كثيرون هذه الشواطئ على غرار شواطئ القالة وجيجل وعنابة وهو ما أطلعتنا عليه فاطمة التي أخبرتنا بأنها سوف تقضي عطلتها وعائلتها بالشواطئ الشرقية للوطن، وتشاطرها الرأي منال مضيفة بأن وجهتها هذه الصائفة هي الشواطئ الجزائرية بشرقها وغربها لتضيف بأنها عازمة على زيارة أغلب شواطئ الوطن. فرض زيادات على فنادق تونس يغير من وجهة الجزائريين وبين هذا وذاك، تخلى كثيرون عن فكرة قضاء العطلة الصيفية بتونس الشقيقة، وذلك عقب طرد هذه الأخيرة لعائلات جزائرية في الفترة الأخيرة، وفرض زيادات بلغت 30 بالمائة، وهو ما خلف حالة من الصدمة في أوساط الجزائريين، الذين لم يهضموا الأمر واعتبروه بالمجحف في حقهم باعتبارهم سائحون أوفياء لهذا البلد، وقد فضلت تونس خلال هذه الصائفة السياح الأوروبيين على الجزائريين، ليعبر كثيرون عن استيائهم البالغ لهذه الإجراءات غير المسبوقة، إذ اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي عقب هذا الحدث، أين عبر الكثيرون عن غضبهم وسخطهم الشديد لما بدر من هذه الدولة الشقيقة التي طالما فتحت ذراعيها للجزائريين، ليعتبر تصرف مثل هذا بمثابة الإهانة لبلد شقيق مثل الجزائر. ..وعائلات تنتظر نتائج الباك لشد الرحال لقضاء العطلة الصيفية وتنتظر غالبية العائلات الجزائرية نتائج شهادة البكالوريا، لأجل شد الرحال نحو وجهاتهم المقررة لقضاء العطلة الصيفية، وباعتبار أن بعض العائلات اعتادت على أن تقضي عطلتها الصيفية خارج الوطن، فالكثير منهم ينتظر نتائج فلذات كبدهم المتعلقة بشهادة البكالوريا، أين ينتظرون الأمر بفارغ الصبر للتوجه نحو وجهاتهم سواء داخل الوطن أو خارجه، ولتكتمل الفرحة أكثر، تنتظر العائلات حصول أبنائهم على الشهادة للتمكن من السفر بأريحية دون عوائق التفكير في الإخفاق، وهو ما جعل الكثيرين يستبشرون خيرا لتمضية عطلتهم الصيفية السنوية في أريحية، وهو ما اطلعنا عليه أمين ليقول في هذا الصدد بأنه ينتظر نتائج البكالوريا للتمكن من السفر وعائلته إلى خارج الوطن لقضاء العطلة الصيفية، ويضيف محدثتنا بأنه يأمل الحصول على الشهادة ليتمكن من السفر براحة تامة. مناصرة: تكاليف الرحلات نحو تونس زادت بنسبة 30 بالمائة وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه، أوضح شريف مناصرة، نائب رئيس وكالات السفر والسياحة الجزائرية في اتصال ل السياسي ، بأن الكثير من المواطنين يفضلون الرحلات المنظمة نحو الخارج، وذلك لما توفره من تسهيلات وخدمات، بحيث لا يكلف السائح نفسه عناء البحث المستمر ليجد نفسه محاطا بمجموعة خدمات على غرار الحجز بالفنادق والمنتجعات السياحية والإطعام وما إلى ذلك من خدمات أخرى، وأشار إلى أنه لا يوجد تنسيق بين الوكالات السياحية والفنادق ما جعل السياحة تتدهور محليا، إذ أن المصطافين يفضلون وجهات خارج الوطن على غرار تونس لما توفره من عروض ومغريات، وأشار المتحدث إلى أن المواطنين لا يتعاملون مع الوكالات السياحية بحيث يرتجلون في الحصول على الخدمات بمفردهم على غرار قصدهم التخييم بالشاليهات واستئجار المنازل والشقق بالمناطق الساحلية، كما أكد أنه يوجد 2600 وكالة سياحية على المستوى الوطني وكلهم بوضعية كارثية لا يرقون إلى مستوى تطلعات المواطنين، إذ نستطيع القول أنهم ليسوا في المستوى وليس لهم علاقة مع السياحة ، كما أشار المتحدث إلى أن السياحة بتونس ارتفعت بنسبة 30 بالمائة خلال الفترة الأخيرة، ورغم ذلك، فإنها لا تزال تلقى الإقبال من طرف الجزائريين نظير العروض والخدمات التي يحتاجها المواطن ليضيف بأن تونس قامت بطرد العائلات الجزائرية مؤخرا بسبب عودة الاستقرار بها بحيث فضلت السياح الأجانب على الجزائريين رغم نفي مسؤول بالديوان التونسي تلك المعلومات.