باريس تتراجع عن خطتها للتدخل عسكريا في ليبيا في تطور لافت للموقف الفرنسي، نفت باريس نيتها في التدخل عسكريا في ليبيا، وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، إن أي تدخل عسكري في ليبيا غير وارد حتى الآن، رغم حديثه عن وجود تداخل أيديولجي بين فكر الجماعات المسلحة في ليبيا، وبين تنظيمي القاعدة وداعش، خاصة في مدينة درنة، حيث يحاول تنظيم الدولة الإمساك بزمام الأمور هناك. أعلنت باريس رسميا تخليها ولو مؤقتا عن خيار التدخل العسكري في ليبيا، ما يشكل تحولا لافتا في الموقف الفرنسي، بعدما حاول المسؤولون في فرنسا حشد الدعم الدولي لخيار التدخل العسكري، وهو الخيار الذي رفضته منظمة الأممالمتحدة، ومؤخرا الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي انحازت إلى الطرح الذي عرضته الجزائر بالسعي من اجل إطلاق مبادرة سياسية بين فرقاء الأزمة الليبية. واللافت في الموقف الفرنسي الذي أعلن عنه وزيرها للدفاع جان ايف لودريان، انه جاء أسبوع فقط بعد الطلب الذي تقدمت به خمس دول ساحلية، لتشكيل قوة دولية للتدخل عسكريا في ليبيا، وهو المطلب الذي لم يجد لحد الآن أي رد فعل ايجابي، بعدما رفضته اغلب القوى الفاعلة في المنطقة، لتفادي تحويل ليبيا إلى جبهة صراع مفتوحة على كوارث أخرى.واعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان في مقابلة مع صحيفة "لو جورنال دي ديمانش" أن جنوب ليبيا "تحول معقلا للإرهابيين" لكنه أكد أن أي تدخل عسكري مباشر في هذه المنطقة غير وارد حتى الآن. وأوضح لودريان، أن الموضوع الليبي سيطرح في 2015، على الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة والدول المجاورة التصدي لهذه القضية الأمنية الساخنة»، مؤكدا أن أي تدخل عسكري مباشر في هذه المنطقة غير وارد حتى الآن، معتبرا أن «توجيه ضربة من دون حل سياسي لن يؤدي إلى نتيجة». بالمقابل حذر وزير الدفاع الفرنسي، من أن جنوب ليبيا «تحول معقلا للإرهابيين»، مشيرا إلى وجود «نقاط ترابط» بين تنظيم «داعش» المتشدد وميليشيات ليبية كانت ترتبط بتنظيم «القاعدة». وقال "نشهد اليوم ظهور نقاط ترابط بين داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) ومجموعات كانت مرتبطة حتى الآن بالقاعدة في منطقة الساحل والصحراء، وخصوصا في درنة بليبيا حيث يحاول داعش الإمساك بزمام الأمور". وأشار المسؤول الفرنسي إلى تواجد بعض القيادات المرتبطة بالقاعدة في ليبيا على غرار مختار بلمختار، قائد مجموعة المراطبون وإياد آغ غالي زعيم جماعة أنصار الدين.وتابع لودريان أن "وجود تنظيمات إرهابية منظمة على مسافة قريبة من المتوسط يهدد أمننا، وكذلك وجود فرنسيين يقاتلون إلى جانب داعش»، مضيفا بان بلاده تخشى اندماج بين حركات كانت حتى الآن تتقاتل فيما بينها في إشارة إلى تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية الذي أعلن تأسيس فرع له في مدينة درنة الليبية.من جانب أخر، جددت الجزائر رفضها أي عمل عسكري في ليبيا، وأكد رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، أمس، أن الجزائر وتشاد تعملان من أجل ترسيخ الحوار السياسي في ليبيا والتخلي عن العنف. وأوضح ولد خليفة في تصريح للصحافة عقب اللقاء الذي جمعه بالرئيس التشادي إدريس ديبي أن «المحادثات انصبت أيضا حول الوضع في ليبيا» مضيفا بالقول «إننا نعمل جميعا على أن يكون هناك حوار سياسي والتخلي عن العنف والصراع الذي يدمر هذا البلد».وذكر ولد خليفة أن الجزائر «تجمعها بالشعب الليبي علاقات تاريخية وثيقة وهي تعمل على أن يخرج هذا البلد من هذه الوضعية في أقرب وقت وأن يختار نظامه دون تدخل أجنبي». وأبرز رئيس المجلس الشعبي الوطني أن الجزائر «تقوم بجهد كبير في تحقيق الاستقرار والأمن في بلدان الجوار وعلى مستوى القارة الإفريقية».