تعطى عشية اليوم إشارة إنطلاق النسخة 24 من نهائيات بطولة العالم لكرة اليد بالعاصمة القطريةالدوحة، والتي سيسجل من خلالها المنتخب الجزائري حضوره للمرة 14 في المونديال، في دورة سيدخلها الخضر في ثوب أبطال إفريقيا، عقب نجاحهم في معانقة التاج القاري من جديد بعد سنوات عجاف، مما يجعل هدف السباعي الجزائري يتمثل في البحث عن إحدى تذاكر المرور إلى ثمن النهائي. مونديال قطر الذي سيعرف سابقة في الجانب التنظيمي لبطولات العالم للكرة الصغيرة، بعدما قرر المنظمون إقامة كل المباريات في مدينة واحدة، وهي العاصمة القطريةالدوحة، سعيا لضمان متابعة جماهيرية قياسية لهذا الحدث، حيث تقرر تخصيص 4 قاعات في مساحة لا تتعدى 30 كلم مربع لاستضافة المونديال، مع العمل على توفير الظروف الكفيلة بإنجاح العرس العالمي، خاصة القاعات التي ستحتضن المقابلات، منها قاعة أسباير (5000 مقعد)، قاعة السد (7700 مقعد)، قاعة مجمع الإتحاد القطري (5600 مقعد) والقاعة الضخمة لمجمع لوسيل التي تفوق طاقة إستيعابها 15 ألف متفرج، و لو أن حفل الإفتتاح الذي سيقام اليوم سيشهد الكثير من العروض الخارقة التي تمتد في أعماق تاريخ الحضارة العربية. إلى ذلك سيدشن المنتخب الوطني مشاركته بمقابلة واعدة تجمعه عشية غد الجمعة بنظيره المصري في ديربي عربي و إفريقي خالص، يعد بمثابة البوابة المؤدية إلى الدور الثاني، لأن الفائز بهذه المواجهة يعبد الطريق نحو التأهل إلى ثمن النهائي، بحكم صعوبة باقي المواجهات التي تنتظر كل منتخب في المجموعة الثالثة، ضد منتخبات من القارة الأوروبية، منها السويد و فرنسا المرشحين للتنافس على التاج العالمي، بالإضافة إلى جمهورية التشيك وكذا أيسلندا التي قرر الإتحاد الدولي ضمها إلى هذا الفوج بصفة استثنائية لخلافة منتخب الإمارات العربية المتحدة المنسحب من المونديال مباشرة بعد عملية القرعة، وهو القرار الذي أخلط الحسابات الأولية لهذه المجموعة، كون المنتخب الأيسلندي الذي لم يتأهل في التصفيات الأوروبية، وجد نفسه معنيا بتنشيط المونديال، وقد تعود على تخطي عقبة الدور الأول فيه، وبالتالي فإن مهمة الخضر ازدادت تعقيدا في رحلة البحث عن إحدى تذاكر المرور إلى ثمن النهائي، لأن التأهل سيكون من نصيب 4 منتخبات عن كل مجموعة، لكن انسحاب الإمارات وضع الثنائي العربي في مواجهة 4 منتخبات من عمالقة القارة الأوروبية، و نجاح المنتخب الوطني في كسب الرهان يمر بتدشين المنافسة بفوز على مصر ثم البحث عن فوز سواء أمام أيسلندا أو جمهورية التشيك. وقد أبدى الناخب الوطني رضا زغيلي تفاؤله بقدرة «اليد الجزائرية» على صنع الحدث في مونديال قطر، حيث أكد بأن الخضر سيدخلون بمعنويات عالية، وبكثير من الثقة في النفس، سيما وأنهم أبطال إفريقيا، ولو أنه اعترف بأنه كان يتمنى بقاء منتخب الإمارات ضمن المجموعة، لأن ذلك كان سيسهل المأمورية في التأهل إلى ثمن النهائي، لكنه أوضح بالمقابل بأن المنتخب الجزائري له سمعته ومكانته في الخارطة العالمية، وهو مطالب بالدفاع عنها أمام أكبر و أقوى المنتخبات على الصعيد العالمي. من جهة أخرى يراهن زغيلي على حنكة وتجربة العديد من اللاعبين لصنع الحدث في مونديال قطر، يتقدمهم الحارس سلاحجي المتوج مؤخرا بجائزة أفضل رياضي جزائري للسنة الماضية، و الذي تعرض لإصابة، لكنه تماثل للشفاء، ما سيسمح له بتسجيل حضوره لرابع مرة في المونديال، شأنه شأن زملائه برياح، بولطيف وبركوس، مقابل عودة الثنائي فيلاح و بيلوم مجددا إلى المنتخب بعد غياب دام قرابة عشرية، لأن آخر مشاركة لهم كانت في مونديال تونس 2005، في حين ستكون 9 عناصر معنية بثاني مشاركة لها، ما يجعل المنتخب الوطني من أصحاب الخبرة، بدليل أن نصف التعداد يفوق عمره 30 سنة. جانب آخر ركز عليه زغيلي عند ضبطه قائمة ال18 و يتمثل في التنسيق و الإنسجام بين اللاعبين، حيث أنه عمد إلى الإستثمار في تركيبة المجمع البترولي لضم 7 لاعبين من هذا الفريق إلى تعداده الرسمي، من أصل 12 لاعبا ينشطون في البطولة الوطنية، من بينهم 4 عناصر ستسجل حضورها لأول مرة في المونديال. للإشارة فإن مباراة المنتخبين الوطني والمصري ستكون الخامسة بينهما في بطولة العالم، آخرها كانت في دورة 2013 بإسبانيا و إنتهت بالتعادل (24 / 24)، كما تعادل المنتخبان في دورة 2003، مقابل نجاح كل طرف في تحقيق الفوز مرة واحدة، و إنتصار الجزائر كانت في مونديال 2009. جدير بالذكر أن مونديال قطر الذي ستستمر فعالياته إلى غاية الفاتح فيفري سيعرف مشاركة 24 منتخبا موزعين على 4 مجموعات، على أن يتأهل أصحاب المراتب الأربعة الأولى عن كل فوج في الدور الأول، وقد قرر الاتحاد الدولي لكرة اليد إنقاذ كل من ألمانيا و إيسلندا بإعتماد تأهلهما خلفا لأستراليا غير المعترف بعضويتها و كذا الإمارات المنسحبة، لتكون 5 منتخبات حاملة لراية تمثيل العرب، ويتعلق الأمر بكل من قطر، تونس، الجزائر، مصر و البحرين، والمنتخب الجزائري هو الأكثر مشاركة على الصعيدين القاري والعربي.