أجرى المنتخب الوطني صبيحة أمس السبت حصة تدريبية بالملعب البلدي لمدينة مونغومو، عوض التنقل إلى مقاطعة أويالا الواقعة على مسافة 60 كيلومتر من مقر الإقامة بفندق» أكواكام»، و ذلك بعد توصل مسؤولي الفاف إلى إتفاق مع أعضاء لجنة تنظيم «الكان» يقضي بالترخيص للتشكيلة الجزائرية بإستغلال الملعب البلدي لإجراء حصة تدريبية و تجنب مشاق السفر على متن الحافلة، و هو المطلب الذي لقي إستجابة من طرف المنظمين، مما خلص الخضر من هاجس عدم توفر ملعب مهيأ للتدريب. هذا التعديل جاء بعدما أثار الناخب الوطني كريستيان غوركوف إشكالية عدم القدرة على مواصلة التنقل لمسافة 120 كيلومتر بين الذهاب و الإياب من أجل إجراء حصة تدريبية، و ذلك خلال الجلسة التي عقدها مساء أول أمس الجمعة رئيس الفاف محمد روراوة باللاعبين، حيث أن غوركوف تحفظ كثيرا بخصوص الوضعية الكارثية لأرضية الملعب الجامعي بأويالا، و ما تشكله من خطر كبير على سلامة اللاعبين، لأن مواصلة التدرب عليها قد يعرض اللاعبين لإصابات خطيرة، تضعهم خارج نطاق الخدمة حتى قبل إنطلاق المنافسة، هذا فضلا عن تأثير متاعب التنقل يوميا على متن الحافلة لنحو ساعة من الزمن، لإجراء التدريبات بعيدا عن مقر الإقامة، خاصة من ناحية التركيز و كذا الجانب البدني، مما جعل روراوة و باقي طاقم الفاف يسارع إلى البحث عن حل ميداني ناجع لهذه الإشكالية، فكانت الثمار النجاح في تغيير مكان الحصة التدريبية لصبيحة أمس، سيما و أن الملعب البلدي بمونغومو كان خارج الخدمة في البرنامج المسطر من طرف لجنة التنظيم على الصعيد المحلي. إلى ذلك فإن حصة صبيحة الأمس وعلى غرار الأولى عرفت مشاركة جميع اللاعبين، بمن فيهم المدافع المحوري رفيق حليش و كذا الظهير اليسر فوزي غولام، لأن بعض الشكوك كانت قد حامت حول حليش، بعد استئنافه التدريبات مع المجموعة أول أمس الجمعة، على إعتبار أن اللاعب المعني خضع في السهرة لفحوصات معمقة من طرف الطاقم الطبي للمنتخب، ليتقرر الترخيص له بمواصلة التدريبات بصفة عادية، لكن مع التخفيف من حجم العمل البدني لهذا اللاعب تحسبا لأي طارئ بخصوص الإصابة التي كان قد عانى منها. من جهة أخرى وزع المدرب غوركوف برنامج حصة الأمس على ورشات، تنوعت بين الركض الخفيف ثم المداعبة الجماعية للكرة في شكل مجموعات، قبل الشروع في تنفيذ عمل خصوصي إرتكز بالأساس على الكرات الثابتة، للوقوف على مدى نجاح المدافعين الجزائريين في التعامل مع هذه الحالات، خاصة و أن الهدف الوحيد للمنتخب التونسي في اللقاء الودي الأخير كان من مخالفة مباشرة، فضلا عن كون الكرات الثابتة تبقى من بين نقاط القوة التي يعتبرها منتخب جنوب إفريقيا كأبرز مفاتيحه، و لو أن هذه الحصة عرفت إقدام المدرب الوطني على تغيير محور الدفاع بمراهنته على الياسين كادامورو برفقة كارل مجاني، و هي نفس التركيبة التي كان قد إعتمد عليها في مباراة تونس، و كأن غوركوف حاول البحث عن التنسيق و الإنسجام بين هذا الثنائي، تحسبا لأي طارئ بخصوص حالة حليش. حصة الأمس و التي دامت نحو 75 دقيقة كانت الثانية في برنامج الخضر منذ وصولهم إلى مونغومو، و يبقى في برنامجهم حصة ثالثة مبرمجة سهرة اليوم بداية من الساعة الثامنة مساء بالملعب الرئيسي في نفس توقيت المباراة، و لو أن لجنة التنظيم قررت تقليص مدة هذه الحصة إلى مدة 30 دقيقة، و هي الفترة التي تخصص لمعاينة أرضية الميدان و الإكتفاء بالمشي دون التدرب، و عليه فإن المدرب غوركوف يكون قد وضع خلال حصة الأمس آخر الروتوشات على التشكيلة الأساسية التي ستخوض المقابلة الأولى ضد جنوب إفريقيا، مع رسم الخطة التي سيعتمد عليها في أول خرجة له في «الكان».