احتج صبيحة أمس أرباب عشرات العائلات التي تقطن سكنات هشة بضاحية شنطاطة بحي بوزراد حسين وسط مدينة عنابة، أمام البوابة الرئيسية لمقر الولاية، في وقفة طالبوا من خلالها بضرورة التدخل الفوري و مراعاة الظروف الإجتماعية القاهرة التي تعيش فيها عشرات العائلات المنكوبة، و بالتالي إتخاذ إجراءات ميدانية كفيلة بترحيلهم، و إدراج هذه العائلات ضمن قوائم المستفيدين من سكنات اجتماعية إيجارية في إطار الحصة التي سيتم الإفراج عنها في غضون الأسابيع القليلة القادمة. و أكد ممثلون عن المحتجين ،بأنهم كانوا ينتظرون الإستفادة من عمليات ترحيل إلى سكنات إجتماعية جديدة بحي بوخضرة ضمن الحصة التي تم توزيعها أواخر شهر ديسمبر المنصرم، خاصة و أنهم كانوا قد تلقوا في شهر أكتوبر من السنة المنقضية وعودا من مسؤولي ديوان الترقية و التسيير العقاري ،و كذا دائرة عنابة تقضي بترحيلهم ضمن حصة إستثنائية في ظرف زمني لا يتجاوز 20 يوما، غير أن تلك الوعود لم تجد طريقها إلى التجسيد على أرض الواقع. و هو ما إعتبره المحتجون إجحافا في حقهم، مادامت معاناتهم مع السكن تبقى متواصلة إلى إشعار آخر، في حين تم تخصيص حصص إضافية لأحياء أخرى بعاصمة الولاية، منها برمة الغاز و سيدي حرب. إلى ذلك أوضح المحتجون ،بأن إقدامهم على إطلاق صفارات الإنذار في هذا الظرف له عدة عوامل، تتقدمها الظروف الصعبة التي تعيش فيها عائلاتهم، لأن السكنات التي يقطنونها تفتقر إلى أدنى شروط و متطلبات الحياة الكريمة، إنطلاقا من مشكل انعدام الكهرباء مرورا بعدم التزود بالماء الشروب، لأن حنفيات منازلهم غالبا ما تسيل بمياه ملوثة، و غير صالحة للإستهلاك ، جراء إختلاطها بمياه الصرف، بسبب فوضى شبكة المياه القذرة. كما أن هذه المعاناة تبلغ ذروتها مع حلول فصل الشتاء من كل سنة، بحكم أن أسقف المنازل تصبح عرضة للإنهيار بسبب تساقط الأمطار، هذا فضلا عن الكارثة الوبائية التي تهدد السكان، جراء برك المياه القذرة في أزقة الحي و التي تعرف إنتشارا كبيرا للمستنقعات المائية، تنبعث منها روائح كريهة، بصرف النظر عن الخطر الذي يحدق بحياة الأطفال جراء الخطورة التي تشكلها التوصيلات الفوضوية بشبكة الكهرباء. و قد أشار ممثلون عن المحتجين، بأن معاناتهم مع القصدير متواصلة لأزيد من عشرية من الزمن، في مساكن هي من مخلفات محتشدات المستعمر الفرنسي، لكن عدم ترحيل العائلات القاطنة بضاحية شنطاطة يثير الكثير من التساؤلات بشأن موقف السلطات المحلية، لأن مدينة عنابة شهدت عمليات كثيرة للترحيل، في إطار مخطط القضاء على السكن الهش و القصديري، غير أن منطقة شنطاطة تبقى خارج دائرة الإستفادة، رغم أن غالبية طلبات السكن كانت قد أودعت لدى المصالح المعنية في أواخر تسعينيات الألفية المنصرمة، و قد مستها عملية الإحصاء التي تمت في سنة 2007، مما جعل أرباب العائلات يحتجون أمام مقر الولاية و يطالبون بضمانات كتابية بخصوص عملية الترحيل التي ستشمل هذا الحي.