بلخادم : الأحداث الأخيرة ليست بسبب الزيت و السكر فقط حذّر عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني من تكرار ما حدث في تونس عندنا هنا، وقال أن العاقل من يتعظ ويستخلص الدروس، وأوضح أن الاحتجاجات التي عرفتها البلاد مؤخرا ليست بسبب ارتفاع سعر الزيت والسكر فقط ولا تحمل شعارات سياسية، داعيا إلى البحث عن المسببات الموضوعية لها وتقديم الحلول المناسبة والتكفل بانشغالات الشباب. قدّم عبد العزيز بلخادم أمس في اللقاء الذي جمعه بمقر الحزب بالنواب في الغرفة الأولى قراءة الآفلان للأحداث الأخيرة التي عرفتها مناطق عديدة من الوطن وقال في هذا الصدد محذرا" يا جماعة الخير الأمور التي شاهدناها لا تحدث للغير فقط والعاقل من يتعظ، وينبغي أن ندرك جيدا أن أحسن شرعية هي شرعية الشعب" وكان بلخادم هنا يشير لما حدث في تونس قبل يومين.وفي ذات السياق أجرى بلخادم مقارنة بين الأحداث التي عاشتها الجزائر في أكتوبر 1988 وتلك التي وقعت في جانفي 2011 وخلص انه لا مجال للمقارنة بين الحدثين، ففي سنة 1988 يذكر الجميع أن سعر برميل النفط نزل إلى تسع دولارات والمديونية الخارجية كانت متفاقمة والمشاريع متوقفة والصناديق فارغة وعليه فإن كل هذا يبرر ما وقع في الخامس أكتوبر، أما الليالي الأربع التي عاشتها الجزائر في جانفي 2011 فإن بلخادم لم يجد أي مبرر لها، لأن الأوضاع الاقتصادية مختلفة تماما، ولم ترفع خلالها شعارات سياسية ما يعني حسبه- أن المقارنات هنا خاطئة لذلك يجب البحث عن المسببات الموضوعية لها لنتمكن من وضع الحلول الملائمة أيضا.بلخادم الذي ركز في كلمته على المشاكل التي يعانيها الشباب بصفته الفئة التي قامت بأعمال الشغب شدد على ضرورة أن تقوم الدولة بعمل صارم لتفعيل آليات الرقابة ومكافحة الفساد، والضرب بيد من حديد على كل مفسد وكل من يتطاول على الملكية العمومية والمال العام حتى نسمح لاقتصادنا بأن ينمو في فضاء سليم.كما قال أن نسبة البطالة التي ابلغ 10 بالمائة كبيرة رغم ما يقال، لذلك ينبغي العمل على تحسين الآليات لخلق مناصب الشغل وملائمة خريطة التكوين مع متطلبات السوق، وبالنسبة للتجارة الموازية اقترح المتحدث منح رخصة من البلدية للتجار الصغار، أما على المستوى الأكبر فينبغي على الدولة تفعيل آليات الرقابة.الأمين العام للآفلان الذي خصص كلمته بالكامل للحديث عن الأحداث الأخيرة دافع عن حزبه وقال انه لم يكن غائبا عن الساحة كما يقول البعض عن الأحزاب، بل لقد جند مناضليه في كل البلديات لمتابعة الأوضاع ساعة بساعة وتقديم تقارير للقيادة، وأمر المناضلين والنواب بالتقرب من الشباب والسماع إليهم والاهتمام بمشاكلهم خاصة خلال عمليات تجديد مكاتب المحافظات، قائلا أنه على السلطة المحلية أن تعنى حق العناية بانشغالات المواطنين، ومطالبا هنا بإعادة الاعتبار للمنتخب.كما شدد عبد العزيز بلخادم في هذا الإطار على ضرورة تربية الأجيال والتخلص من ذهنية" تخطي راسي" وتعليمهم طرق الاحتجاج السلمية والحضارية موضحا بهذا الخصوص أن غالبية الشعب لم ينجروا وراء من خربوا واحرقوا لأنهم كانوا خائفين من العودة إلى سنوات الدم والدمار، لكن إذا كانت البلاد قد سلمت هذه المرة فإن ذلك لا يعني- يضيف بلخادم - جعل هذه المسألة وراءنا بل ينبغي استخلاص الدروس والبحث عن المسببات الموضوعية لمثل هذه الأحداث وبالتالي إيجاد الحلول الملائمة لها.