أنا ضحية احتيال المنتجين الذين أكلوا حقوق الفنانين إننا نعاني ظاهرة جديدة تسيء للفن و هي احتيال المنتجين و أكل حقهم" قال الفنان و الممثل إبراهيم رزوق الذي أحبه المستمعون في المسلسلات الإذاعية قبل التلفزيونية التي خطف خلالها الأضواء في الكثير من الأعمال:"كيد الزمان"، "حياة فنان"، " المقاول"، "حال و أحوال"، "ازرع ينبت"، "ناس و ناس" و غيرها من الأعمال الدرامية الناجحة. الفنان إبراهيم رزوق الذي استعاد عافيته بعد فترة صعبة قضاها في مستشفى بني مسوس أين خضع لعدة عمليات جراحية دقيقة، قال للنصر بأنه اليوم في صحة جيدة و مستعد لمواصلة مشواره الفني بطاقة كبيرة، كما تحدث عن واقع الدراما ببلادنا و أمور أخرى تطالعونها في هذا الحوار. حاورته : مريم بحشاشي "بغض النظر عن ظهورك على قناة القرآن الكريم في رمضان الماضي ، ألا ترى بأن غيابك عن الشاشة قد طال نوعا ما هذه المرة؟ - في رأيي أنا لم أغب و لم أغيّب لأن العمل الذي ظهرت فيه في رمضان و يتم بثه هذه الأيام على القناة الثالثة كل يوم جمعة ليس بالعمل البسيط، إنما سلسلة من ثلاثين حلقة نلت خلالها الفرصة المناسبة للظهور إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الشح الذي يعانيه مجال الإنتاج السينمائي و التلفزيوني. أما إذا تحدثنا عن الغياب بصفة عامة، فلا يمكننا إنكار أن الفنان الجزائري مغيّب فعلا، و بالأخص في التظاهرات الفنية و المحافل المهمة التي تفضل فرش السجاد و تمجيد الأجانب على حساب الممثلين المحليين الذين يمثلون الفن الجزائري. و من حقنا أن نتساءل ماذا نجني أو ماذا يستفيد الفن الجزائري بعد انتهاء هذه التظاهرات التي تصرف فيها الملايين؟ فالفنان الأجنبي ليس في حاجة إلى أضوائنا لأنه ينعم بها من خلال الاستمرارية في العمل، عكسنا نحن الذين نواجه البطالة بسبب نقص تمويل الإنتاج السينمائي و التلفزيوني. فالسينما صناعة و الصناعة تحتاج إلى أموال، و لا بد أن نصل إلى مرحلة تمويل الإنتاج بما يكفي لتجسيد أعمال بالمعايير و المقاييس العالمية، و من حق المموّل أن يحاسب المنتج فيما بعد، لكن لابد من منح فرص أكبر للمبدعين للارتقاء بهذا الفن، أما اليوم فالمنتج يرضى بالقليل و يحاول استغلال ذلك قدر المستطاع طالما لا يوجد من يحاسبه. و أنا في رأيي لا يوجد تكريم للفنان الجزائري أجمل من تكريمه بالعمل و منحه فرص أكبر للعمل و أنا مع شعار "اتركه يعمل، اتركه يبدع." هل من مشاريع على المدى القريب أو البعيد؟ - أظن لم نصل بعد إلى مرحلة الحديث عن المشاريع أو سياسة الأجندة الفنية، لأن الممثل في بلادنا يبقى في بيته مترقبا أي فرصة عمل جديدة. ضف إلى ذلك معاناته من الظاهرة السلبية التي باتت تطبع الوسط الفني و المتمثلة في احتيال بعض المنتجين و أكلهم لحق الممثلين الذين يتعبون دون أن يتقاضوا أجورهم. و ليس من طبعي اللهث وراء المخرجين و المنتجين من أجل الفوز بعمل. هل نفهم من هذا أنك كنت ضحية احتيال المنتجين؟ - نعم وقعت كغيري من الممثلين ضحية احتيال بعض المنتجين، و الظاهرة في تزايد لدرجة أن المنتجين الجادين باتوا يعدون على أصابع اليد الواحدة للأسف، و لن تبقى الأمور على حالها بل سيأتي يوم يكتشفون فيه على حقيقتهم. ما رأيك في الفنانين الذين اختاروا مجال الإعلانات بديلا عن الدراما و الكوميديا؟ - الإعلان لا يخرج عن مجال الإبداع الفني، و يمكن للفنان أن يبدع و يبرز فيه، و أنا شخصيا لا أمانع في الظهور في الإعلانات التجارية شرط أن تتوفر فيها الشروط و المقاييس الفنية و كذا تحفظ للفنان حقه المادي، و ليس كما يقول المثل الشعبي عندنا"شيعة بلا شبعة" أي أظهر كل يوم في التلفزيون و لا أتقاضى إلا الفتات. كنت منذ شهرين بالمستشفى، و أصررت على الجميع بالحفاظ على ذلك سرا و خاصة على الصحافة، لماذا؟ - بالفعل مررت بفترة صحية حرجة، خضعت خلالها للجراحة على مستوى الرقبة و الرئتين و الحمد لله بيّنت النتائج و التحاليل الطبية بأن الورم الذي عانيت منه كان من الأورام الحميدة. أما عن حرصي على عدم إخبار الآخرين بمرضي و الصحافة على وجه الخصوص، فراجع إلى طبيعتي.فأنا شخص يفضل عيش همه و مشاكله بمفرده و لا أحب أن أظهر في صورة الباكي، من أجل استعطاف الآخرين أو خطف الأضواء، و كل من سمع بحالتي الصحية من الوسط الفني كانوا من المقربين، و قد طلبت منهم عدم إخبار الآخرين حتى و أنا في أحرج فترة. لكل ممثل أعمال لها مكانة خاصة في مشواره و ذكرياته الفنية، فماذا عنك؟ - كل الأعمال التي شاركت فيها احتفظت بالكثير من الذكريات الجميلة عنها، لكن ثمة عملين يعدان من أهم ما أثار فخري في مشواري الفني، و هما دور الأبكم في مسلسل "كيد الزمن " و الثاني مسلسل "المقاول". بعيدا عن الفن كيف يقضي ابراهيم رزوق وقته؟ - في العمل بالإذاعة الوطنية مع فرقة التمثيل في انتظار التقاعد، أو في البيت أتابع الأحداث السياسية و الثقافية و الاجتماعية.