فرنسا سرّبت وثائق مزوّرة عن تاريخ الثورة قال وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، أمس بالمسيلة، أن فرنسا التي رفضت تسليم الجزائر أرشيفها سرّبت وثائق مزورة عن الثورة التحريرية عبر بعض مواقع الأنترنت، في محاولة لتسميم عقول الأجيال القادمة من خلال التشكيك في بطولات وتضحيات أبناء هذا الشعب الذين حرروا البلاد من شهداء ومجاهدين، و انتقد في ذات السياق، بعض الأشخاص الذين وصفهم بالمأجورين والذين باتوا يقومون بهذه المهمة. وأضاف وزير المجاهدين في ندوة فكرية نشطها بمتحف المجاهد بالمسيلة بمناسبة إحياء ذكرى استشهاد العقيدين سي الحواس وعميروش بتاريخ 28 مارس 1959 بمنطقة جبل ثامر ببلدية سيدي أمحمد جنوب الولاية، أن الوقت لم يعد في صالحنا من أجل كتابة تاريخ ثورتنا التحريرية التي اعتبرها مسؤولية جماعية وحتمية لمواجهة المخاطر التي يمكنها أن تهدد وحدة هذا الوطن و تماسكه، حيث بات لزاما علينا يضيف زيتوني أن نوصل لشبابنا تضحيات جيل نوفمبر وقطع الطريق أمام محاولات فرنسا الاستعمارية، التي قال أنها سربت وثائق مزورة عن ثورة التحرير. وفي هذا الصدد، عبر وزير المجاهدين عن امتعاضه من إصرار فرنسا على رفضها تسليم الجزائر أرشيفها، وهنا كان لابد علينا يقول الوزير، أن نستعجل في كتابة تاريخنا من خلال تسجيل شهادات من صنعوا الثورة من المجاهدين الذين لايزالون على قيد الحياة، حيث أنه كلما نفقد مجاهدا فإننا نفقد جزءً من التاريخ ولذلك وجب على جميع المجاهدين أن يدلوا بشهاداتهم والمساهمة في الحفاظ على الذاكرة الجماعية للجزائر. وأكد عضو الحكومة، على حتمية تبيين أهمية الثورة التحريرية لشبابنا وغرس روح الوحدة الوطنية التي ضحى من أجلها الشهداء، حيث قال أن قاسمنا المشترك هو الثورة التحريرية والشهداء والجزائر، وفي هذا المجال أوضح أن الوزارة تعمل على تخليد الشهداء من خلال إنجاز أفلام وأشرطة وثائقية عنهم وعن بطولاتهم وتضحياتهم كاشفا عن العرض الشرفي لفيلم العقيد لطفي يوم الأربعاء القادم كما يتم وضع اللمسات الأخيرة للانطلاق في تسجيل فيلم زيغوت يوسف فيما سيتم عرض فيلم كريم بلقاسم عبر جميع الولايات. من جهة أخرى، وفيما يتعلق بالجانب الاجتماعي للمجاهدين وذوي الحقوق، أكد زيتوني أن رئيس الجمهورية كلفه شخصيا بهذا الملف وهو ما جعلنا في وزارة المجاهدين نجند جميع قدراتنا لإزالة العراقيل البيروقراطية التي كانت سائدة في فترة سابقة بداية بإلغاء الملف الطبي للمجاهدين المعطوبين والملفات الإدارية التي تطلب منهم عادة عند إيداع طلبات الحجز في الحمامات ومراكز الراحة، حيث يكتفي المجاهد الآن بتعبئة وثيقة واحدة ترسل إلى الوزارة ونفس الأمر بالنسبة لرخصة السيارات لهم ولذوي حقوقهم. وطمأن الوزير أبناء المجاهدين وأبناء الشهداء خصوصا فيما تعلق بالمادتين 24 و25 أن جميع الملفات تم تطهيرها، وكذا ما تعلق بملف المنح حيث أن جميع الملفات المطروحة منذ 05 سنوات وأقل تم تصفيتها إلى غاية 31 ديسمبر 2014 والآن لم يتبق سوى ملفات شهر فيفري، مشددا على أن سنة 2015 ستكون مصيرية بالنسبة لملف المنح. وعند زيارته لمتحف المجاهد بعاصمة الولاية مساء أمس، أعطى الوزير تعليمات صارمة للقائمين على المرفق بإبقاء الأبواب مفتوحة طيلة أيام الأسبوع على اعتبار المتاحف ليست مؤسسات إدارية حتى يتم غلقها في أوقات الظهيرة أو أيام نهاية الأسبوع، مؤكدا على ضرورة أن تلعب المتاحف عبر القطر الوطني دورها في جلب اهتمام الشباب والطلبة والمهتمين بالتاريخ وعلى أن تتحول هذه الأخيرة إلى مراكز إشعاع تاريخي وعلمي وأيضا من خلال إقامة الملتقيات التاريخية وبث الأفلام الثورية للشباب ولطلبة التعليم العالي .