أجرى العاهل السعودي تغييرات واسعة في عديد الحقائب الوزارية، حيث نصب وزراء جدد فيما أعفى آخرين من بينهم أخاه غير الشقيق الأمير مقرن من ولاية العهد و من منصب رئيس الوزراء ، و سعود فيصل من منصب وزارة الخارجية التي تولاها لمدة 40 سنة، فيما عين إبنه الأمير بن سلمان وليا لولي العهد و أبقاه وزيرا للدفاع ، و إبن أخيه الأمير محمد بن نايف وزيرا للداخلية وليا للعهد ، حيث دعا لمبايعتهما اليوم الأربعاء بعد صلاة العشاء في قصر الحكم . و قد أمر الملك سلمان بن عبد العزيز بتعيين عادل الجبير سفير السعودية لدى الولاياتالمتحدة وزيرا للخارجية وهو أول شخص من خارج الأسرة الحاكمة يشغل هذا المنصب،و المهندس خالد الفالح وزيرا للصحة و رئيسا لمجلس إدارة شركة ارامكو السعودية ، و عادل فقيه وزيرا للاقتصاد و التخطيط، بالإضافة إلى تعيين حمد السويلم رئيسا للديوان الملكي و إعفاء خالد العيسى نائب رئيس الديوان الملكي من منصبه و تعيينه عضوا بمجلس الشؤون السياسية و الأمنية و وزير الدولة و عضوا بمجلس الوزراء ، و كذا تعيين مفرج الحقباني وزيرا للعمل خلفا لعادل فقيه . كما أمر خادم الحرمين بتعيين صالح بن محمد بن عبد الكريم الجاسر مستشارا بالديوان الملكي بالمرتبة الممتازة ، و الدكتور عمرو بن إبراهيم رجب نائبا لرئيس هيئة الخبراء بمجلس الوزراء بالمرتبة الممتازة ، و منصور بن عبد الله المنصور مساعدا للرئيس العام لرعاية الشباب بالمرتبة الممتازة و إعفاء عبد الرحمن الهزاع رئيس هيئة الإذاعة و التلفزيون من منصبه ، و تكليف الدكتور عبد الله بن صالح الجاسر نائب وزير الثقافة و الإعلام رئيسا لهيئة الإذاعة و التلفزيون إضافة إلى عمله . و قال الملك سلمان حسبما جاء في مرسوم نشرته وسائل الإعلام الرسمية أنه يسير على خطى سلفه الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز في اختيار المرشحين الأنسب لشغل المناصب العليا في المملكة، موضحا بأن قرار إعفاء أخيه غير الشقيق و تعيين الأمير محمد بن نايف خلفه و كذا تعيين ابنه وليا لولي العهد جاء بموافقة هيئة البيعة ، فيما أفاد دبلوماسيون بأن الأمير محمد نايف يتمتع بعلاقات شخصية خاصة مع كبار المسؤولين الأمريكيين ، الذين سبق و أن إمتدحوا في أحاديثهم الخاصة التي سربها موقع ويكيليكس محمد بن نايف ، و أشادوا بدوره في القضاء على جناح القاعدة في المملكة قبل 10 سنوات و بالعمل معهم ضد المتشددين . و تأتي هذه التغييرات الواسعة النطاق في الوقت الذي تعيش فيه المنطقة اضطرابات غير مسبوقة حيث تحاول السعودية اجتياز المشهد الفوضوي الذي أعقب انتفاضات الربيع العربي، فمنذ اعتلاء الملك سلمان العرش، اعتمد سياسة خارجية أكثر حزما، حيث تسعى المملكة إلى فض النزاع عند جارتها اليمن و ذلك من خلال العملية العسكرية "عاصفة الحزم "التي قادتها إلى جانب مجموعة من الدول العربية ضد الحوثيين الذين يحاولون الإنقلاب على الشرعية في اليمن، و ما قد يشكله ذلك من خطر على أمنها و استقرارها، كما تشارك في الغارات التي تشن ضد معاقل تنظيم "داعش" في العراق وسوريا بقيادة الولاياتالمتحدة.