مختصون يطالبون بخلايا إصغاء للمدمنين في الجامعات و الإقامات الجامعية طالب مختصون في المكافحة و الوقاية من الإدمان و المخدرات، بضرورة إنشاء خلية إصغاء في كل جامعة، وفي كل إقامة جامعية عبر الوطن، وهذا للتصدي لهذه الظاهرة التي أصبحت تأخذ أبعادا خطيرة صحية و مجتمعية و استفحلت في الوسط الجامعي كون تناول هذه السموم يبدأ عند الشباب في سن مبكر أغلبها في المتوسطات و بالتالي عندما يلتحق الشاب بالجامعة يصبح مدمنا و يتطلب الأمر التكفل به خاصة إذا أبدى رغبة في العلاج و التخلي عن هذه السموم. أوضحت رئيسة جمعية مكافحة الإدمان على المخدرات الدكتورة بن دحو، خلال مداخلتها في اليوم التحسيسي الذي نظمته نهاية الأسبوع المنصرم المدرسة التحضيرية للاقتصاد و التجارة والتسيير بوهران، أن الوضع الحالي التي يعيشه كل العالم والجزائر أيضا بارتفاع عدد المدمنين على المخدرات، يتطلب التفكير في فتح خلايا إصغاء لسماع المدمنين في الوسط الجامعي وإقناعهم بالعلاج، مشيرة أن هذا المطلب نتج عن مجموع النشاطات التحسيسية التي قامت بها الجمعية على مستوى بعض الجامعات وكل مرة يتم استقبال حالات من الطلبة الذين لم يجدوا من يوجههم نحو مراكز العلاج كما أن حالات أخرى يمنعها الخجل من التقرب من المصالح الطبية، وبالتالي حسب المتحدثة فإن تواجد خلية إصغاء قريبة من الطالب المدمن يمكن أن تخفف وتساعده على السعي للعلاج. وفي ذات السياق يمكن ذكر أن المدرسة التحضيرية للاقتصاد والتجارة والتسيير تعد نموذجية في توفرها على هذه الخلية التي تشرف عليها أخصائية نفسانية أكدت لنا أنها منذ بداية السنة الدراسية الجارية استقبلت عدة حالات هي الآن تخضع للمتابعة النفسية في انتظار إخضاعها للعلاج بمركز مكافحة الإدمان. وذكرت الدكتورة بن دحو، أن وصول الشخص لمرحلة الإدمان يعني أنه مريض ويجب أن يخضع للعلاج، مشيرة أنه من ضمن مليون شخص مستهلك للمخدرات في الجزائر يوجد 300 ألف شخص مدمن و 180 ألف منهم تتراوح معدلات أعمارهم ما بين 20 و39 سنة مما ينذر بالخطر مثلما أضافت رئيسة الجمعية أن بوهران وحدها سجلت مديرية الصحة 973 مدمنا في 2014 وهؤلاء هم الذين تقدموا للعلاج، وهو رقم لا يعكس كما قالت العدد الحقيقي للمدمنين إجمالا بالولاية، مبرزة أهمية تعديل قانون مكافحة المخدرات الذي ينص في إحدى بنوده أنه لا يجب اعتبار مستهلك المخدرات مجرما بل ضحية، وبالتالي عندما يلقى عليه القبض من طرف مصالح الأمن يكون مخيرا بين الخضوع للعلاج أو الحبس ولهذا فالأغلبية يختارون الحل الأول. وركز الأخصائيين أثناء مداخلاتهم على المخدرات الجديدة مثل المهلوسات وعلى رأسها الإكستازي الذي أخطاره ستؤدي لانهيار المجتمع قريبا لأن انعكاسات هذا المهلوس تدمر الشخص على مدى متوسط وبعيد، وبعيدا أيضا عن ذكر أخطار هذا المهلوس لجأت المتدخلات وهن طبيبات نفسانيات، للتوعية و التحسيس للوقاية وأجمعن على ضرورة أن يتحلى الطالب الجامعي بقوة القرار «قولو لا»، وهي الكلمة المفتاحية لتفادي الوقوع في فخ تناول أو الإدمان على المخدرات. وهذا ما حاولت الدكتورة خروع المختصة النفسانية و مسؤولة خلية إصغاء إبرازه من خلال ذكر أمثلة لحالات تعاملت معها وأغلب هؤلاء المدمنين أوضحوا أنهم لو قالوا لا في بداية تناول المخدرات و المهلوسات، لما وصلوا للإدمان وما ينجم عنه من مخاطر، وأشارت الدكتورة خروع أن بوهران يوجد 11 خلية إصغاء عبر مراكز الشباب بوهران. وقد استمع المختصون لانشغالات الطلبة وردوا على أسئلتهم التي تمحورت خاصة حول كيفية التقدم للعلاج وعن مدى سرية هذه الإجراءات، وكذا عن كيفية الاقتناع بضرورة التقدم للعلاج، وفي الأخير أجريت مسابقة أشرفت عليها الجمعية وتم اختيار 3 فائزين من الطلبة الحاضرين قدمت لهم جوائز تكريمية من طرف إدارة المدرسة التحضيرية. اعترافات مدمنين على المخدرات و المهلوسات هذه عينة من حالات إدمان تناولتها المتدخلات، كون المعنيين الحقيقيين يخشون المواجهة خاصة في فترة العلاج. (س،م)- شاب توقف عن تناول الأقراص المهلوسة من نوع الإكستازي الخطير وهذا بعد خضوعه للعلاج، قال أنه بعد تناول هذه الأقراص كان يشعر باختلال في مخه ويتخل أشياءا غير موجودة فخاف أن يصل لمرحلة الجنون بسبب تفاقم هذه الاضطرابات، لدى لجأ لخلية الإصغاء لتخلص من هذا الخطر. (م،ع)- مدمن مهلوسات لكنه لم يشعر بالخطر إلا بعد حفلة رقص مع أصدقائه، اعترف للطبيبة أنه أثناء هذه الحفلة لم يكن قد تناول مهلوسات مما جعله ينتبه للباقية من الشباب الذين كانوا يرقصون وأحدهم يردد «أنا برتقالة لا تقشروني» وكان في حالة لا وعي ونفس الحالة شاهد فيها صديق آخر الذي كان يقول «أنا ذبابة أنا ذبابة» وكان يضرب رأسه بشدة وغيرها من الحالات التي أثرت في المتحدث وقرر حينها أن يقلع عن تناول المهلوسات والخضوع للعلاج. (م،ك)- أكد أنه لجأ للعلاج بعد شعوره بتدهور حالته الصحية، حيث أنه كلما يتناول قرص اكستازي يحس بالبرد الشديد ووجع قاتل في الكلى والقدمين إلى جانب جفاف في كل الجسم، وتكررت معه هذه الأعراض مما دفعه للتقدم للعلاج. أما حالة فاطمة فهي حكاية أخرى مع الإدمان، قالت فاطمة للأخصائية النفسانية التي تكفلت بعلاجها، أنها بدأت بالسجائر في سن 8 سنوات حيث كان أخوها الأكبر وهو مدمن يرغمها على أن تشتري له السجائر يوميا، وكان الأطفال يهزؤون منها لدرجة أن در فعلها كان بإقدامها على التدخين في سن مبكر، ثم جربت الخمر وبعد سن 10 سنوات تعرفت على شاب مروج مخدرات كان يستعملها لتوصيل السموم لزبائنه ويعطيها الكيف و المهلوسات مجانا، قالت فاطمة أنها جربت كل أنواع السموم ودخلت عالم الفسق والمجون وسجنت لعدة مرات، لكنها أحبت ذات يوم شابا وقررت الإقلاع عن الإدمان والخروج من العالم المغلق الذي كانت تعيش فيه، وتوجهت ذات يوم لمصلحة معالجة الإدمان ولم تعترف سوى بأنها تشعر بألم في رأسها ولكن الطبيبة انتبهت للأمر وتعاملت معها بطريقة جعلتها تعود بعد أيام وتدخل مرحلة العلاج بصفة رسمية بعد 10 سنوات إدمان على مختلف السموم، وأضافت الطبيبة التي سردت الحالة أمام الطلبة، أن فاطمة توجد في المرحلة الأخيرة من العلاج وتقدم ذلك الشاب لخطبتها وستتزوج مباشرة بعد استعادة عافيتها.