الموت يخطف الطالب علاء الدين بوعلي ساعات بعد جمع المبلغ اللازم للعملية الجراحية توفي في ساعة متأخرة من ليلة أمس الطالب الجامعي علاء الدين بوعلي، ابن مدينة سيقوس بأم البواقي، الذي صنع الحدث في الفترة الأخيرة لقضيته التي التف حولها الصغير والكبير الفقير والغني، غير أن الموت كان أسرع بكثير، مما كانت عليه سرعة نقل الطالب الجامعي إلى فرنسا لإجراء عملية جراحية ، فالبرغم من نجاح جمعيات خيرية ومتطوعين في جمع المبلغ اللازم لإخضاعه للعملية، إلا أن القدرعجّل برحيل الطالب الذي تألم كثيرا قبل رحيله و قال للجمعيات الخيرية دقائق قبل رحيله: «أريد أن أرتاح إنني تعبان». غيّب الموت طالبا جامعيا في عقده الثاني من العمر وحصل ما لم يكن في الحسبان..لقد خطف الموت علاء الدين بوعلي ساعات بعد نجاح جمعيات خيرية ومتطوعين في جمع أزيد من ملياري سنتيم وإعلان وقف عملية جمع التبرعات. النصر التي تطرقت لحالة علاء في مناسبتين، كانت قد دقت في عدد أمس على لسان الجمعيات الخيرية ناقوس الخطر، و أعلمت السلطات المحلية بضرورة التدخل العاجل بالنظر لتدهور حالة علاء الدين الصحية والذي كان يرقد بمستشفى ابن سينا بأم البواقي وتوفي فوق أحد أسرته. للتذكير، فإن حالة علاء الصحية أخذت تتدهور شيئا فشيئا و يوما بعد آخر، بعد أن أخذت أعراض الإصابة بالمرض تتضح انطلاقا من منتصف سنة 2009 و بدأ كبده يتوقف بعد أن تشمع، وكشفت التحاليل الطبية بأن الأمر يتطلب إجراء عملية جراحية بالخارج، ليتم ربط اتصالات بكل من مستشفى نيس و مستشفى ران بفرنسا، و تم تقييم مبلغ العملية الجراحية بنحو 144 ألف أورو. الجمعيات الخيرية من جهتها ، لم تقصر وسارعت إلى نشر قضية علاء عبر كافة الأصعدة على المستوى المحلي، لتحول مداخيل مباريات و دورات رياضية، وكذا عروض مسرحية لصالح علاء، إضافة إلى التفاف الشعب حول قضيته التي تبناها كذلك طلبة جامعة العربي بن مهيدي ونجحوا في أقل من 20 يوما من جمع أزيد من 100 مليون سنتيم، ناهيك عن قيام متطوعين بطرق أبواب رجال المال والأعمال واستهداف جيوب المحسنين من المواطنين البسطاء. وصل مبلغ التبرعات في 20 يوما فقط ،إلى 2 مليار سنتيم و310 مليون سنتيم، ليعلن بشكل نهائي عن توقف عمليات التبرع و كان ذلك عشية الخميس المنقضي، لتتوجه الجمعيات الخيرية ممثلة في جمعية النور لداء السكري بسيقوس وجمعيات الحياة والفسيل ونبراس المستقبل بعين مليلة وجمعية فرسان الخير بأم البواقي، وجمعية النور التثقيفية والإصلاحية بعين البيضاء ،برسالة استغاثة لوالي ولاية أم البواقي ،لعله يكون الأمل الوحيد في التكفل بتحويل المبلغ المالي ونقل علاء للخارج، غير أن الموت فاجأ الجميع وغيب علاء الذي لم تكتمل فرحته بجمع المبلغ المالي للعملية. علاء الدين بوعلي وري الثرى بعد ظهر أمس السبت في جو جنائزي مهيب...رحمك الله يا علاء وأسكنك فسيح جنانه.