أمر قاضي التحقيق لدى محكمة بئر العاتر مساء أمس بإيداع 5 أشخاص الحبس المؤقت من بينهم امرأتان، إحداهما متهمة بالوقوف وراء حادثة الاعتداء على أستاذة مادة اللغة الفرنسية، أمام متوسطة بئر العاتر الأسبوع الماضي بمادة سائلة خطيرة أضرت ببصرها. الموقوفون وجه لهم القاضي تهمة تكوين جمعية أشرار وإحداث عاهة مستديمة للضحية، وكانت مصالح الأمن قد أوقفت أفراد المجموعة بعد الاعتداء البشع الذي تعرضت له أستاذة اللغة الفرنسية بمتوسطة مسعد عباس بحي السوق"بوطرفة. خ " التي فوجئت مساء الاثنين الماضي بعد خروجها مباشرة من المؤسسة إثر انتهاء فترة عملها، بنزول شخص من سيارة، وقام برشها بمادة سائلة خطيرة على مستوى الوجه وامتطى السيارة رفقة من كان بداخلها ولاذوا بالفرار. وضع الضحية الحرج خاصة وأن الإصابة كانت على مستوى الوجه أين تأثرت عيناها بمادة سائلة لم يتم التعرف عليها، دفعت بشقيقها إلى نقلها إحدى العيادات الخاصة في تونس، أين تلقت العلاج من طرف أطباء مختصين في جراحة العيون وعادت إلى مدينة بئر العاتر وقد منحها الطبيب المعالج عجزا ب 5 أشهر، وقد أكد لنا شقيقها أثناء زيارتنا له أن وضع أخته صعب للغاية، إذ أنها لا تستطيع القيام بشؤونها كسابق عهدها، وهو الأمر الذي زاد من قلق الأسرة التي باتت تخشى أن تفقد ابنتهم بصرها. وقد أثارت هذه الحادثة حالة من الاستياء وسط الأسرة التربوية وأولياء تلاميذ المتوسطة الذين منعوا أبناءهم منذ الثلاثاء الماضي من الالتحاق بمقاعد الدراسة، مطالبين مديرة التربية بالحضور والاستماع لانشغالاتهم، وقد تنقلت المسؤولة أول أمس إلى مدينة بئر العاتر، وأدت زيارة للأستاذة المصابة واطمأنت على صحتها، وأكدت لعائلتها أن هذه الجريمة لا يمكن أن تمر دون عقاب. وقد أوفدت مديرية التربية لجنة من المديرية يترأسها رئيس مصلحة الموظفين، حيث أجرت لقاء مع الأساتذة والأولياء، واستمتعت لمطالبهم المطروحة، ووعدت بإعداد تقرير مفصل وتسليمه لمديرة التربية لاتخاذ الإجراء المناسب الذي يخدم مصلحة التلاميذ بالدرجة الأولى. و عرفت المؤسسات التربوية هبة تضامنية مع الأستاذة، أين قام الأساتذة بتنظيم وقفات احتجاجية للتعبير عن رفضهم لمثل هذه السلوكات الشاذة والجبانة، وطالبوا بتوفير الأمن داخل وخارج المؤسسات التربوية.