السلطات المصرية تعطل خدمات الأنترنيت والهاتف المحمول وواشنطن تعبر عن قلقها قامت السلطات المصرية صبيحة أمس بقطع خدمات الإنترنت والهاتف المحمول والبلاك بيري، وذلك في محاولة لإجهاض مظاهرات "جمعة الغضب" التي دعت إليها حركة "6 أفريل" الشبابية، عبر وسائل الاتصال المختلفة، لاسيما في المناطق التي يتوقع أن تجذب إليها الشباب المتظاهرين سواء في القاهرة أو غيرها من كبريات المدن المصرية. ويأتي هذا الإجراء بعد أن ألتف سياسيون معارضون ونشطاء مصريون حول الدعوات التي أطلقت على مدى يومي الأربعاء والخميس عبر الفايسبوك الإيمايلات ورسائل "الأس أم أس" للتجمع عقب صلاة الجمعة قرب المساجد أو في الميادين الكبرى "دون الخوف من تقديم التضحيات من أجل تحقيق مطالب الشعب بالحرية والحياة الكريمة وإسقاط نظام الرئيس حسني مبارك".كما يأتي ذلك بعد ان حذرت وزارة الداخلية المصرية في بيان مقتضب وزعته عند منتصف ليل الخميس إلى الجمعة من أن أية تحركات أو مظاهرات من شأنها الإخلال بالأمن العام والتعرض للممتلكات العامة والخاصة ستواجه بإجراءات حاسمة وفق ما يقضي به القانون، مناشدة الشباب عدم الاستجابة لما وصفته بالتحركات المشبوهة".وذكر مراسلو مختلف وكالات الأنباء أن السلطات المصرية قامت بقطع مختلف وسائل الاتصال في القاهرة وفي الإسكندرية وغيرها لمنع التنسيق بين المشاركين في المظاهرات إلى جانب منع تغطية المظاهرات بلقطات الفيديو عبر "اليوتيوب" الشهير، بصورة متزامنة بعد منتصف ليلة الخميس إلى الجمعة فضلا عن قطع بعض محاور الطرق الرئيسة في البلاد كالطريق الرابط بين الإسماعيلية والسويس ، اللتين شهدتا أول أمس مواجهات عنيفة وذلك في مسعى لعزل المدينتين عن بعضهما البعض. وبهذا الصدد أعربت أمس الولاياتالمتحدةالأمريكية عن قلقها من "تعطل الأنترنيت وبعض خدمات الهواتف النقالة"وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي بأن الولاياتالمتحدة قلقة من انقطاع خدمات الاتصالات في مصر، منها الانترنيت ، مجددا تأكيده على أن واشنطن تتبع عن كثب الوضع في هذا البلد. وأعرب في تصريح لوسائل الإعلام عن قلق واشنطن إزاء قطع خدمات الاتصالات وبينها الإنترنت إلى جانب حجب مواقع التواصل الاجتماعي والرسائل النصية القصيرة، مشيرا إلى بلاده تتابع عن كثب الوضع في مصر وأنها ستواصل حث السلطات على التحلي بضبط النفس والسماح بحصول مظاهرات سلمية. كما أعرب المسؤول الأمريكي في نفس الوقت عن أسفه لسقوط ضحايا في المظاهرات، مشيرا إلى أن واشنطن تريد رؤية إصلاحات سياسية في مصر والمزيد من الفرص للشعب للمشاركة في العملية السياسية مضيفا أن كيفية تحقيق ذلك أو من الذي قد يترشح للانتخابات هو شأن يخص الشعب المصري. من جهة أخرى، واصلت السلطات المصرية أمس حملة اعتقالات في أوساط رجال الإعلام حيث اعتقلت أربعة صحفيين بالقاهرة أحدهم من يومية "لوفيغارو"، وآخر من يومية "لوجورنال دو ديمانش" وصحفي يتعامل بالقطعة مع أسبوعية "باري ماتش" إلى جانب مصور وكالة "سيبا"، قبل أن يتم إطلاق سراحهم بعد ساعة واحدة من الاحتجاز. وأوضح رئيس تحرير "لوفيغارو" أن الصحفيين الأربعة تم توقيفهم من طرف رجال شرطة بالزي المدني في أحد شوارع القاهرة. وفي ردة فعل سريعة في أعقاب الاعتقال، دعت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال أليو ماري إلى " الإفراج الفوري عن الموقوفين"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن تصريح للناطق باسم "الكيدورسي".وكانت مصادر إعلامية قد تحدثت في وقت سابق عن اعتقال ما لا يقل عن 26 صحفيا مصريا خلال الاحتجاجات التي بدأت يوم الثلاثاء، وهو ما أكده لرويترز عضو في مجلس نقابة الصحفيين المصريين.