فوضى الإفتاء و الإعلام المغرض عقدا وضعية المرأة العربية حذرت أمس الوكيلة السابقة لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة و الأمينة العامة للمجلس القومي للمرأة في مصر ميرفت تيلاوي، من عواقب ما وصفته بفوضى الإفتاء التي تحوّلت إلى موضة اجتاحت في السنوات الأخيرة العالم الإسلامي، و أصبحت مصدرا للعديد من الكوارث الأخلاقية الناجمة عن فكر متطرّف يتخذ من المرأة وسيلة لنشر الفساد و هز ركائز المجتمعات العربية و الإسلامية. و على هامش مشاركتها في الملتقى العربي حول المرأة و التحديات المعاصرة، المنظم بقسنطينة من قبل الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات في إطار نشاطات السنة الثقافية العربية، اعتبرت ميرفت تيلاوي وضعية المرأة العربية الحالية و النظرة السلبية التي يقدمها بها الإعلام المغرض للعالم، نتيجة مباشرة للفتاوى المثيرة للجدل التي يتفنن بعض الدعاة في إطلاقها، بغية نشر الفساد في المجتمع من خلال استغلال صورة المرأة، مشيرة إلى فتاوى عديدة كما يعرف بجهاد النكاح، و زواج العرفي و المسيار و المتعة، و ما إلى ذلك من الاجتهادات الخاطئة التي يروج لها الإعلام خدمة لأجندة خارجية صهيونية كما عبرت. و تطرّقت السفيرة السابقة و عضو الاتحاد العربي للنساء الجزائريات، إلى أهمية تكثيف العمل و تنسيق الجهود بين مختلف منظمات و هيئات المجتمع المدني المحلية و الدولية، لمراقبة الوضع في مخيمات اللاجئين السوريين وفي مناطق النزاع و بؤر التوتر على غرار اليمن و العراق، بهدف رفع مستوى المساعدات الإنسانية و حماية المرأة و الطفل على حد سواء، خصوصا و أن مثل هذه الأوضاع عادة ما تنجر عنها العديد من الكوارث الإنسانية، خصوصا الاستغلال الجنسي، التعنيف، عمالة الأطفال و الاتجار بالأعضاء البشرية. من جهتها شددت الأمينة العامة للاتحاد النسائي العربي العام، هدى بدران، على أهمية تقوية موقف المرأة اقتصاديا من خلال تعزيز دورها كشريك فعال في مختلف القطاعات، مشيدة بالمكانة السياسية الهامة التي استطاعت المرأة الجزائرية أن تحققها من خلال نظام الكوطة الذي سمح لها بتبوء الريادة عربيا من حيث المساهمة البرلمانية، معتبرة بأن ما حققته المرأة في المغرب العربي عموما و الجزائر على وجه الخصوص يعد بمثابة انتصار حقيقي للديمقراطية، لم يتحقق بعد في مصر بسبب تغيير الأنظمة. و تناولت المتحدثة من خلال مداخلتها واقع المرأة العربية خلال العشرين سنة الماضية، مثمنة كافة الجهود الرامية إلى ترقيتها و حماية حقوقها، فضلا عن دورها في محاربة الأمية، مطالبة النساء العربيات بالوعي أكثر بضرورة تنظيم النسل كخطوة أساسية لرفع مستوى المعيشة و محاربة الفقر، وهي أهداف و مكاسب قالت بأنها كانت فحوى تقرير خاص أعده الاتحاد العام العربي للنساء ورفعه للأمم المتحدة مؤخرا، ليكون بمثابة مرجعية تناقش بالتفصيل واقع المرأة العربية بتحدياته و رهاناته. تجدر الإشارة إلى أن الملتقى الذي تستمر فعالياته إلى غاية يوم غد، عرف مشاركة شرفية لكل من وزيرة التضامن الوطني و الأسرة مونية مسلم، بالإضافة إلى حرم سفير دولة فلسطينبالجزائر، بالمقابل غاب عنه كافة المدعوين للمشاركة في إثراء النقاش، وفي مقدمتهم الأديبة أحلام مستغانمي ، زينب الأعوج ، ربيعة جلطي , الباحثة فاطمة الزهراء غشي.