أنصار أمل مروانة تحت الصدمة ومستقبل مجهول لتشكيلة الصفراء يواجه أمل مروانة مصيرا مجهولا بعد سقوطه إلى قسم الهواة، في ظل حالة من الغليان التي يعرفها الشارع الرياضي، والتناقض في مواقف الرئيس ميدون بخصوص بقائه الموسم القادم، ما زاد من مخاوف الأنصار، وجعلهم يدقون ناقوس الخطر. سقوط الصفراء المروانية حرك مشاعر الغيورين خاصة من الحرس القديم، حيث بدأت بعض التحركات سرا وعلانية، للمطالبة بإحداث ثورة وسط الفريق، وسحب الثقة من الإدارة الحالية، بالنظر لشدة الصدمة التي لم يقو الكثير على تحملها، خاصة «النحول» الذين يدركون بأن ثمة عوامل ساهمت في مغادرة الدوري الاحترافي، انطلاقا من محدودية التشكيلة التي أدت أسوا موسم لها مرورا بسياسة الإدارة التي أثبتت فشلها، وصولا إلى نوعية التعداد ومن وراء ذلك تواضع مستوى اللاعبين. السقوط المبرمج للصفراء المروانية، والذي ما زال يحتكر حديث الرأي العام الرياضي المحلي، اعتبره المشجعون نتيجة حتمية لمشوار مخيب والأسوأ في تاريخ الفريق منذ صعوده إلى الرابطة المحترفة الثانية موسم 2008/2009، جسده وفاءه للفانوس الأحمر منذ بداية الموسم، وإنهائه مرحلة الذهاب برصيد 10 نقاط. ورغم الاستفاقة المتأخرة في مرحلة الإياب، إلا أن الأمل ختم موسمه في ذيل الترتيب بمجموع 28 نقطة، نتاج 6 انتصارات و10 تعادلات و14 هزيمة مع امتلاكه أضعف خط هجوم ب18 هدفا. وإذا كان المدرب أحمد سليماني الذي ركب القطار منتصف الطريق بعد استقالة غيموز شهر جانفي المنصرم، قد علل خيبة أمل فريقه بلعنة الإصابات والغيابات المتواصلة للركائز إلى جانب حالة الإحباط التي لازمت المجموعة، فإن الرئيس ميدون أرجع سقوط فريقه إلى سوء الطالع وعدم استقرار التشكيلة، فضلا عن غياب الدعم المالي المطلوب، على اعتبار أن المال كمال قال هو الذي يصنع الفرق. وأضاف بأن الأمل المرواني كان بإمكانه خلط أوراق الطامحين، لو حظي بالعناية المطلوبة والتكفل الفعلي بانشغالاته واحتياجاته. والظاهر أن ميدون الذي كان أكثر المتأثرين، بتوديع الرابطة المحترفة الثانية، قد اختلطت عليه الأمور، ولم يستفق من هول الصدمة إلى درجة أنه لم يستقر على رأي بخصوص مواصلة إشرافه على الفريق، حيث تارة يؤكد عن رحيله ومغادرته سدة الرئاسة، وتارة أخرى يبدي رغبته في رد الاعتبار للصفراء، والعمل على إعادتها إلى مكانتها الموسم المقبل من خلال تكوين فريق كبير واللعب من أجل الصعود. هذا ويبقى الغموض يخيم على مصير الفريق وكذا اللاعبين الذين عبروا عن قلقهم إزاء وضعيتهم أمام صمت الإدارة، ورغبة الكثير منهم في تغيير الأجواء. وفي هذا الصدد يجمع الشارع الرياضي المحلي على أن مهمة الصفراء في بطولة الهواة، لن تكون سهلة في ظل وجود أندية عريقة على غرار الموك واتحاد عنابة ومولودية باتنة ونجم مقرة واتحاد عين البيضاء، بغض النظر عن النزيف الذي يهدد الفريق. وهو ما ذهب إليه اللاعب عبد الكريم عباز الذي أبدى تشاؤما كبيرا حول مستقبل الفريق، معتبرا هذا الموسم الأسوأ في تاريخ الكرة المروانية، ما يتطلب وضعه في طي النسيان، ومحاولة مراجعة العديد من الجوانب، وتحديد من الآن التصورات المستقبلية على حد تعبيره. العارفون بشؤون وخبايا عميد الأندية الأوراسية الذي تأسس عام 1933، يدركون بأن إعادة المجد الضائع لأمل مروانة وتبييض صورته، يمر عبر تبني سياسة مغايرة قوامها الشفافية في التسيير والنية الصادقة والرغبة الأكيدة، بعيدا عن التصلب في الرأي والترقيع. وهي عوامل من شأنها أن تساهم في عودة الثقة للجماهير الرياضية، وإزالة حالة الاحتقان التي عرفها الأمل، والطلاق بينه وبين محيطه العام الذي ظل يطالب بجمعية عامة لنشر الغسيل.