شتم و جرأة و مشاهد لا تحترم المُشاهد عنوان الدراما العربية هذا العام بعد أيام قليلة من بدء عرض الأعمال الدرامية العربية الخاصة بشهر رمضان الجاري، بدا جليا بأن الفنانين العرب باتوا يتنافسون على الجرأة و الخروج عن المألوف لخلق الجدل أكثر من محاولة تقديم الجديد فنيا، و معالجة قضايا اجتماعية راهنة. الحلقات الأولى من الأعمال التي تعرضها القنوات العربية على اختلافها، سمحت للمشاهد بغربلة الخيارات، و اختيار الأفضل خلال الأسبوع الأول من رمضان، بعدما اضطر لتطليق بعض المسلسلات نظرا لجرأتها الزائدة و ترويجها لألفاظ من الشارع ، بالإضافة إلى عرضها لمشاهد عري و ابتذال و أخرى مثيرة وغير مبررة دراميا ، لا تليق بقدسية الشهر الفضيل و تخلط الإبداع بالإثارة الرخيصة. مسلسل الزعيم عادل إمام « أستاذ ورئيس قسم»، وبالرغم من أنه استطاع تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة وصلت إلى 141 ألف مشاهد عبر حسابه على موقع تويتر، وهو عمل يحكي قصة أستاذ جامعي ثائر، بفكر يساري يدرس في كلية الزراعة، يتقلد منصبا حكوميا كبيرا بعد ثورة 25 جانفي ، إلا أنه لم يسلم من الانتقاد بعدما ظهر نجم العمل خلال الحلقات الأولى و هو يحرض تلاميذه في القسم على أمور، اعتبرها البعض لا أخلاقية، و تسيء لمكانة الأستاذ بالدرجة الأولى، حيث تعالت دعوات من داخل مصر لوقف عرضه. بالمقابل نجح المسلسل السوري «العراب نادي الشرق»، للنجمة الجزائرية أمل بوشوشة و الفنان جمال سليمان، في ما فشل فيه الجزء السابع من «باب الحارة»، الذي فقد نسبة كبيرة من جمهوره لغياب التجديد، العراب استطاع تحقيق نسبة متابعة مقبولة، رغم الانتقاد الذي طاله بسبب ظهور بعض الممثلات في مشاهد يمكن وصفها بغير اللائقة، نظرا لجرأة مظهرهن الذي تعدى حدود الحشمة في بعض الحلقات. الدراما العربية المشتركة «تشيلو»، لقيت الكثير من النقد على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب طبيعة القصة التي تحكي عن رجل عربي يتنازل عن زوجته لرجل آخر مقابل مليون دولار، كما قدم بعض المشاهد الحميمة جمعت نجمي العمل نادين نجيم نسيب و يوسف الخال، و عرض مشاهد تصور الخمر على أنه شيء عادي، علما أنها نفس الملاحظة التي أثيرت حول معظم الأعمال التي حولت الكحول، مشاهد العهر و المراقص الليلية و تعاطي مخدرات إلى تفاصيل أساسية ضمن أحداثها. ومن بين المسلسلات التي اعتبرها الكثيرون خالية من المضمون و تعتمد أكثر على نجومية إبطالها، مسلسل «يا أنا يا أنت»، للفنانتين فيفي عبده و سمية الخشاب، وهو العمل الذي وصفه رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالتافه و الفاشل دراميا، حاله حال مسلسل نجمة الاستعراض اللبنانية هيفاء وهبي، التي استهلت أولى حلاقات العمل «مريم» بوصلة رقص، تضمنت إيحاءات غير لائقة، فضلا عن تضمن العمل لمشاهد استعملت خلالها ألفاظ و عبارات غير لائقة من سباب وشتم. نفس الموقف اتخذه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، و أثارته العديد من الصحف و حتى الهيئات النقابية الفنية العربية، تجاه أعمال درامية أخرى، وصفت بالمبتذلة على غرار مسلسل «الكابوس» للنجمة غادة عبد الرازق، الذي انتقد بشكل لاذع بالرغم من حبكته الفنية و ارتدائها للحجاب فيه. وبالرغم من الكم الهائل للأعمال الدرامية التي راهن مخرجوها على أسماء نجوم الفن و التمثيل هذه السنة، بالإضافة إلى ضخامة الإنتاج، كما هو الحال في مسلسلات التزمت باحترام المشاهد كمسلسل «ألف ليلة و ليلة»، و «العهد»، بالإضافة إلى أعمال خليجية هامة كمسلسل «سيلفي»، الذي أثار الجدل بانتقاده لتنظيم داعش بطريقة ساخرة، و مسلسل «ذاكرة من ورق»، بالإضافة إلى أعمال سورية هامة، كمسلسل النجمة سلاف فواخرجي «في انتظار عودة الياسمين»، الذي يحكي مأساة اللاجئين السورين، و مسلسل «دنيا 2»، للفنانة أمل عرفة، إلا أن العديد من الأصوات اتفقت على أن دراما رمضان شهدت تحولا سلبيا هذه السنة، حول الشهر من شهر للعبادات والروحانيات، إلى شهر لتقديم أعمال على قدر كبير من الابتذال.